الأئمّة أوتاد الأرض
ظاهر اللّفظ ـ مع أصالة عدم التقدير في الكلام ـ أن العبارة ناظرة إلى أن الأئمّة عليهم السّلام هم الذين تستقرّ بهم البلاد وتدوم، ولا فرق بين المسكونة وغيرها. وبعبارة أخرى: إن أصل وجود العالم وحدوثه ثم ديموميّته وبقائه مرتهن بوجود الأئمّة المعصومين، وهم أوتاد الأرض التي تثبّتها كما تثبت الأرض بالجبال، قال تعالى:
(أَ لَمْ نَجْعَلِ الاَْرْضَ مِهادًا * وَالْجِبالَ أَوْتادًا)(1).
ويشهد بذلك أخبار كثيرة:
منها: عن أبي جعفر عليه السّلام ـ في حديث ـ قال: فإنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله باب الله الذي لا يؤتى إلاّ منه، وسبيله الذي من سلكه وصل إلى الله عزّ وجلّ، وكذلك كان أمير المؤمنين عليه السّلام من بعده، وجرى للأئمة واحداً بعد واحد.
جعلهم الله أركان الأرض أن تميد بأهلها…(2).
وعنه عليه السّلام قال: والله ما ترك الله أرضاً منذ قبض الله آدم عليه السّلام إلاّ وفيها إمام يهتدى به إلى الله وهو حجّته على عباده. ولا تبقى الأرض بغير إمام حجة لله على عباده(3).
وقال عليه السّلام: لو أنّ الإمام رفع من الأرض ساعة لماجت بأهلها كما يموج البحر بأهله(4).
وقد صرّح علماء أهل السنّة بهذا المعنى أيضاً، فقد قال القندوزي الحنفي:
إنّ الله خلق الأرض من أجل النبي صلّى الله عليه وآله، فجعل دوامها بدوام أهل بيته وعترته(5).
لكن الصحيح أنّ خلق الأرض من أجل النبيّ وأهل بيته كذلك… .
(1) سورة النبأ، الآية: 6.
(2) الكافي 1 / 198.
(3) الكافي 1 / 179.
(4) الكافي 1 / 179، بصائر الدرجات: 488.
(5) ينابيع المودّة 1 / 63.