استدلال المحقّق الطّوسي
ينقل العلاّمة الحليّ رحمه الله طريفة في هذا المجال عن الخواجة نصير الدين الطوسي رحمه الله، حينما سألوه عن المذهب الحق في الإسلام، فردّ الخواجة رحمه الله مستدلاّ بقول الرسول الأكرم صلّى الله عليه وآله المتفق عليه:
«ستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة، فرقة منها ناجية والباقي في النار».
وبقوله الآخر المتفق عليه كذلك:
«مثل أهل بيتي كمثل سفينة نوح من ركبها نجى ومن تخلّف عنها هلك».
فالنتيجة، أن النبي صلّى الله عليه وآله قد عيّن الفرقة الناجية والمذهب الفائز في القيامة بشكل لا لبس فيه.
فهل يمكن القول ـ والحال هذه ـ أن سلوك طريق غير أهل البيت من الصّحابة منج من الهلاك، وضامن لرضا الباري تعالى ودخول الجنة كما هو اتباع الإمام علي وانتهاج طريقه على حدًّ سواء؟
ومن يجرؤ أن يجزم أنّ مذهب الشيخين أو مذهب أبي موسى الأشعري أو مذهب طلحة و الزبير و عائشة ومعاوية و… كلّها مذاهب صحيحة تعطي نفس النتيجة التي يعطيها مذهب الإمام عليّ أمير المؤمنين عليه السّلام، وتنجي من الهلكة وسوء العاقبة؟ إنّ مَن لم يعرف الصّراط في هذه الدنيا فلن يجوزه في الآخرة وهو من المغرقين الهالكين. وهذا ما رواه المفضل عن الإمام جعفر الصادق عليه السّلام.
كما وردت روايات أخرى تعطي نفس النتيجة نقلتها مصادر السنّة ففي حديث عن ابن عباس عن النبي صلّى الله عليه وآله قال:
«اِذا كان يوم القيامة، أمرني الله عزّ وجلّ وجبرئيل فنقف على الصراط، فلا يجوز أحدٌ إلا بجواز من عليّ عليه السّلام»(1).
وروى الشيخ الجليل ابن البطريق عن ابن عباس عن رسول الله صلّى الله عليه وآله قوله: «عليّ يوم القيامة على الحوض، لايدخل الجنّة الاّ من جاء بجواز من علي بن أبي طالب»(2).
(1) بشارة المصطفى: 311.
(2) العمدة: 373 ـ 374.