أمّا على أهل الأولى
أي عالم الذر، فإنّ الله عزّ وجلّ عرّف الأئمّة هناك وأخذ ميثاق ولايتهم، كما في الروايات المتكثرة، كالخبر عن أبي جعفر الباقر عليه السّلام قال:
إنّ الله عزّ وجلّ خلق الخلق فخلق من أحبّ مما أحبّ، وكان ما أحبّ أن خلقه من طينة الجنة، وخلق من أبغض مما أبغض وكان ما أبغض أن خلقه من طينة النار، ثمّ بعثهم في الظلال. فقلت: وأي شيء الظلال؟ فقال: ألم تر إلى ظلك في الشمس شيئاً وليس بشيء.
ثمّ بعث منهم النبيين فدعوهم إلى الإقرار بالله عزّ وجلّ وهو قوله عزّ وجلّ: (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللّهُ)(1)، ثمّ دعوهم إلى الإقرار بالنبيين، فأقرّ بعضهم وأنكر بعض.
ثمّ دعوهم إلى ولايتنا، فأقرّ بها والله من أحب وأنكرها من أبغض، وهو قوله: (فَما كانُوا لِيُؤْمِنُوا بِما كَذَّبُوا مِنْ قَبْلُ)(2).
ثمّ قال أبو جعفر عليه السّلام: كان التكذيب ثمّ(3).
فالأئمّة عليهم السّلام في ذلك العالم حجج إلهيّة على جميع الخلائق حتى الأنبياء والملائكة، وقد ذكرنا في الكتاب طرفاً من الأدلّة على ذلك من الأخبار.
(1) سورة الزخرف، الآية: 87 .
(2) سورة الأعراف، الآية: 101.
(3) الكافي 1 / 436.