أبرز الزيارات المنقولة
ولا يخفى أن هناك زيارات كثيرة لأئمتنا الطاهرين ذات مضامين عالية قد صدرت عنهم عليهم السّلام، إلاّ أن من بينها عدّة زيارات قد حازت في الأوساط الدينيّة على اهتمام أكثر، وتناولتها أقلام علمائنا الأعلام بالشرح والتحقيق منذ قديم الأيام، وهي الزيارات التالية:
1 ـ زيارة أمير المؤمنين عليٍّ ـ عليه السّلام ـ في يوم غدير خم.
حيث احتوت هذه الزيارة على سلسلة من المعارف الرفيعة، والحقائق الاعتقادية الثرّة، والمستمدّة من آيات الكتاب العزيز وما قاله الرسول الأعظم بحقّ مولانا أمير المؤمنين، ممّا يدلّ على أفضليته نقلاً وعقلاً من سائر الخلائق أجمعين بعد النبيّ الأمين صلّى الله عليه وآله.
2 ـ زيارة عاشوراء
وهي التي يُزار بها الإمام الحسين ـ عليه السّلام ـ في يوم عاشوراء ثم في سائر الأيام، ولها آثار وبركات عظيمة، وقد جزم عظماؤنا بقطعية سندها، حتى أن الفقيه الورع الشيخ خضر بن شلاّل قال: أنه قد يكون المنكر لها خارجاً عن المذهب(1). لذلك كانت هذه الزيارة محطّ اهتمام علماءنا العظام والمؤمنين بمختلف طبقاتهم، ولا تزال، وكيف لا يكون الأمر كذلك؟ وهي التي تمنح مَن يواظب على قراءتها معرفة بالإمام الحسين والأئمّة المعصومين ـ عليهم السّلام ـ وتزيده ولاءً لهم، وانزجاراً من أعدائهم، اِذ لا معنى للولاء من دون البراءة من الأعداء كما سيظهر إنْ شاء الله.
3 ـ زيارة آل ياسين
وهذه الزيارة خاصّة للتوجّه والتوسّل والإرتباط بصاحب السّاحة المقدّسة وليّ العصر والزمان ـ عجّل الله تعالى فرجه الشريف ـ ولها في هذا المجال بالغ الأثر.
4 ـ الزيارة الجامعة لأئمّة المؤمنين ـ عليهم السّلام ـ وهي المعروفة بالزيارة الجامعة الكبيرة.
وإنّ كلّ واحدة من هذه الزيارات بحاجة إلى شرح واف، بتبيين دقائقها وكشف اللّثام عن حقائقها.
والكتاب الذي بين أيدينا هو رؤية جديدة لشرح وتوضيح الزيارة الجامعة، نابعة عن تحقيق ودراسة متبصرة في مضامينها المتعالية ومفاهيمها الرفيعة، تفتح طريقاً وضّاءً لمعرفة مقام وعظمة أهل البيت عليهم السّلام، ليتسنّى للمحققين وسائر طلاّب الحقيقة التزام صراطهم المستقيم، وسلوك نهجهم الواضح.
(1) أبواب الجنان: 405 للفقيه الورع الشيخ خضر بن شلاّل المتوفى سنة 1255.