2 ـ المجيء بقبس أو بفتيلة:
وهناك عنوان آخر، وهو «جاء بقبس» أو «جاء بفتيلة» هذا أيضاً
أنقل لكم بعض مصادره:
روى البلاذري المتوفى سنة 224 في [أنساب الأشراف]
بسنده: «إنّ أبا بكر أرسل إلى علي يريد البيعة، فلم يبايع،
فجاء عمر ومعه فتيلة، فتلقّته فاطمة على الباب، فقالت
فاطمة: يا بن الخطّاب، أتراك محرّقاً عَلَيّ بابي؟! قال: نعم،
وذلك أقوى فيما جاء به أبوك»(1).
وفي [العقد الفريد] لابن عبد ربّه المتوفى سنة 328: «وأمّا
علي والعباس والزبير، فقعدوا في بيت فاطمة حتّى بعث إليهم
أبو بكر [ولم يكن عمر هو الذي بادر، بَعَثَ أبو بكر عمر بن
الخطّاب] ليخرجوا من بيت فاطمة وقال له: إنْ أبوا فقاتلهم،
فأقبل بقبس من نار على أنْ يضرم عليهم الدار، فلقيته فاطمة
فقالت: يا بن الخطّاب، أجئت لتحرق دارنا؟ قال: نعم، أو تدخلوا
ما دخلت فيه الأمّة»(2).
أقول: وقارنوا بين النصوص بتأمّل لتروا الفوارق والتصرّفات.
وروى أبو الفداء المؤرخ المتوفى سنة 732 في [المختصر في
أخبار البشر ]الخبر إلى: وإنْ أبوا فقاتلهم، ثمّ قال: «فأقبل عمر
بشيء من نار على أن يضرم الدار»(3).
(1) أنساب الأشراف 1 / 586.
(2) العقد الفريد 5 / 13.
(3) المختصر في أحوال البشر 1 / 156.