رواية القوم هذا الخبر عن غير أهل البيت:
فلننظر في أسانيد ما رووا عن غير أهل البيت:
ما رواه ابن سعد في [الطبقات]، وعنه ابن حجر في [الإصابة]، فيه وكيع بن الجرّاح، وقد ذكرناه. وفيه أيضاً هشام بن سعد قال أحمد: لم يكن بالحافظ، وكان يحيى القطّان لا يحدّث عنه، وقال ابن معين: ليس بذاك القوي، قال النسائي: ضعيف، قال ابن عدي: مع ضعفه يكتب حديثه، الدوري عن ابن معين: ضعيف، أبو حاتم: لا يحتجّ به، ذكره ابن عبد البر فيمن ينسب إلى الضعف ويكتب حديثه، ذكره يعقوب بن سفيان في الضعفاء، قال ابن سعد: كان يستضعف وكان متشيّعاً(1).
الخبر الذي رواه ابن عبد البر وابن حجر عن أسلم مولى عمر، في سنده: عبداللّه بن وهب، تكلّم فيه ابن معين، قال ابن سعد: كان يدلّس، قال أحمد في حديث ابن وهب عن ابن جريج شيء، وقال أبو عوانة: صدق لأنّه يأتي بأشياء لا يأتي بها غيره، ذكره ابن عدي في [الكامل في ضعفاء الرجال](2).
رواية الخطيب في [تاريخ بغداد] عن عقبة بن عامر الجهني، في هذا السند: موسى بن علي اللخمي، هذا الرجل كان والي مصر من سنة 155 حتّى سنّة 161، قال ابن معين: ليس بالقوي، وكذا قال ابن عبد البر فيما انفرد به، هذا الراوي الأول.
والراوي الثاني أبوه علي بن رباح اللخمي، فهو أوّلاً: وفد على معاوية وكان من أصحابه، وثانياً: قال: لا أجعل في حلّ من سمّاني علي فإنّ اسمي عُلي، كان من المقرّبين عند عمر بن عبدالعزيز ثمّ عتب عليه، فأغزاه أفريقيا، فلم يزل بها إلى أنْ مات(3).
والراوي الأخير عقبة بن عامر الجهني، أوّلاً: هذا من ولاة معاوية، وهذا الشخص قاتل عمّار بن ياسر في صفّين، وهذا الشخص هو الذي ضرب عمّار بأمر عثمان بن عفّان ـ باشر ضرب عمّار ـ لاحظوا كتاب [الأنساب] في لقب الجهني(4)، و[تهذيب التهذيب](5)، و[حسن المحاضرة](6)، و[طبقات ابن سعد](7).
رواية ابن سعد في [الطبقات]، عن عطاء الخراساني، وقد أورد البخاري عطاء الخراساني في الضعفاء(8)، وذكره ابن حبّان في المجروحين(9)، والعقيلي في الضعفاء الكبير(10)، والذهبي أورده في الميزان(11)، وأيضاً أورده في كتاب المغني في الضعفاء(12)، قال السمعاني بطل الإحتجاج به.
وروى ابن سعد وغيره هذا الخبر عن الواقدي محمّد بن عمر الواقدي، والواقدي قال أحمد عنه: كذّاب، البخاري: متروك. أبو حاتم: متروك، النسائي: يضع الحديث، ابن راهويه: هو عندي ممّن يضع الحديث، ابن معين: ليس بثقة، الدارقطني: فيه ضعف، السمعاني: تكلّموا فيه، ابن خلّكان: ضعّفوه في الحديث وتكلّموا فيه، اليافعي: أئمّة الحديث ضعّفوه، والذهبي: مجمع على تركه(13).
في رواية يروونها في كتاب ]الإصابة[ وفي ]الاستيعاب[ بسندهم عن عبدالرحمن بن زيد بن أسلم مولى عمر بن الخطاب.
في هذا السند: عبدالرحمن بن زيد، قال أحمد: ضعيف، ابن معين: ليس بشيء، البخاري وأبو حاتم: ضعّفه علي بن المديني جدّاً، أبو داود: أولاد زيد بن أسلم كلّهم ضعيف، النسائي: ضعيف، أبو زرعة: ضعيف، ابن سعد: ضعيف جدّاً، ابن خزيمة: ليس ممّن يحتجّ أهل العلم بحديثه، الساجي: منكر الحديث، الطحاوي: حديثه في النهاية من الضعف عند أهل العلم، أبو نعيم: روى عن أبيه أحاديث موضوعة وهذا الحديث عن أبيه ابن الجوزي أجمعوا على ضعفه. لاحظوا هذه الكلمات في تهذيب التهذيب(14).
وقد حقّقت أسانيد هذا الخبر في جميع هذه الكتب التي ذكرتها، ولم أجد حديثاً سالماً عن طعن كبير، لربّما تكون في بعض الأخبار طعون طفيفة أو تجريحات في بعض الرجال يمكن الإغماض عنها، لكن أسانيد هذا الخبر في جميع هذه الكتب التي ذكرتها كلّها ساقطة، وقد ذكرت لكم القسم الأوفر من الأسانيد.
(1) ميزان الإعتدال 4 / 298، تهذيب التهذيب 11 / 37.
(2) ميزان الإعتدال 2 / 521، الكامل في ضعفاء الرجال 4 / 202، تهذيب التهذيب 6 / 66.
(3) تهذيب التهذيب 7 / 280 و 10 / 324.
(4) الأنساب 2 / 34 و 4 / 516.
(5) تهذيب التهذيب 7 / 216.
(6) حسن المحاضرة 1 / 558.
(7) طبقات ابن سعد 3 / 259.
(8) الضعفاء الصغير: 94.
(9) المجروحون 2 / 130.
(10) الضعفاء الكبير 3 / 405، ترجمة رقم 1444.
(11) ميزان الإعتدال 3 / 73.
(12) المغني في الضعفاء 3 / 89 .
(13) راجع: ميزان الإعتدال 3 / 662، المغني في الضعفاء 2 / 354، مرآة الجنان: 28، حوادث 207، تقريب التهذيب 2 / 117، طبقات الحفّاظ للسيوطي: 149، الأنساب 5 / 566، في لقب الواقدي، الضعفاء الصغير: 109، المجروحين 2 / 29، الضعفاء الكبير 4 / 107، الكامل في ضعفاء الرجال 6 / 241.
(14) تهذيب التهذيب 6 / 161.