رواية أُخرى:
وهي الصحيحة الثالثة، عن أبي عبداللّه عليه السلام: في تزويج أُمّ كلثوم فقال: إنّ ذلك فرج غُصب منّا، إنّ ذلك فرج غُصبناه.
هذا أيضاً في ]الكافي[ كتاب النكاح(1).
وتلخّص: إنّه كان هناك تهديد من الرجل، بأيّ شكل من الأشكال، في روايتنا التهديد بالاتهام بالسرقة، في رواياتهم ما كان تهديداً بالاتهام بالسرقة لكن التهديد كان موجوداً، وأعطيتكم المصادر فراجعوا.
إذن التهديد كان، وأمير المؤمنين فوّض الأمر إلى العباس، ولم يوافق أوّلاً، إعتذر بأنّها صغيرة، إعتذر بأنّها صبيّة، إعتذر بأشياء أُخرى، ولم يفد اعتذاره، وإلى أنْ هُدّد، وفوّض علي عليه السلام الأمر إلى العباس، فزوّجها العباس، وذلك فرج غُصب منّا، إلاّ أن الرواية تقول بأنّه لمّا مات جاء علي وأخذ بيدها وانطلق بها إلى بيته، يظهر أنّها قد انتقلت إلى دار عمر، لكنّها بعد وفاته أخذ عليّ بيدها، أي شيء يستفاد منه، أخذ بيدها وانطلق بها إلى بيته، هذا ما تدلّ عليه رواياتنا المعتبرة، لا أكثر.
أمّا أنّه دخل بها، كان له منها ولد أو أولاد، لا يوجد عندنا في الأدلّة المعتبرة.
وأيضاً: اشتركت رواياتنا ورواياتهم في التهديد، وفي اعتذار علي، وفي أنّ عليّاً أوكل الأمر إلى العباس، وأنّ علياً كان مكرهاً في هذا الأمر، وإذا كان علي عليه السلام يُهدّد ويسكت في مثل هذه القضية، فلاحظوا كيف كان التهديد فيما يتعلّق بأمر الخلافة حتّى سكت علي؟!
أمّا أنّها زُيّنت، أُرسلت إلى عمر، أُرسلت إلى كذا وكذا، هذا غير موجود في رواياتنا أبداً، ومعاذ اللّه أن يتفوّه أئمّة أهل البيت عليهم السلام بمثل هذه الأُمور بالنسبة إلى إبنة أمير المؤمنين سلام اللّه عليه.
(1) الكافي 5 / 346.