القول بعدالة جميع الصحابة
دعوى الإجماع على عدالة جميع الصحابة:
يقول ابن حجر العسقلاني: اتفق أهل السنّة على أن الجميع عدول ولم يخالف في ذلك إلاّ شذوذ من المبتدعة(1).
لاحظوا هذه الكلمة: لم يخالف في ذلك إلاّ شذوذ من المبتدعة.
ويقول الحافظ ابن حزم: الصحابة كلّهم من أهل الجنّة قطعاً(2).
ويقول الحافظ ابن عبد البر: ثبتت عدالة جميعهم…، لإجماع أهل الحق من المسلمين وهم أهل السنّة والجماعة(3).
إنّ أهل العلم يعلمون بأنّ الحافظ ابن عبد البر صاحب [الاستيعاب] متّهم بينهم بالتشيّع، وممّن يتّهمه بهذا ابن تيميّة في منهاج السنّة، لاحظوا ماذا يقول: لإجماع أهل الحق من المسلمين وهم أهل السنّة والجماعة، فيظهر أنّ الإتّهام بالتشيّع متى يكون، يكون حيث يروي ابن عبد البر روايةً تنفع الشيعة، يروي منقبة لأمير المؤمنين ربّما لا يرتضيها ذلك الشخص، فيتّهم ابن عبد البر بالتشيّع، وإلاّ فهو يقول: لإجماع أهل الحق من المسلمين وهم أهل السنّة والجماعة على أنّهم كلّهم عدول.
وقال ابن الأثير في [أُسد الغابة]: كلّهم عدول لا يتطرّق إليهم الجرح(4).
في هذه النصوص أمران:
الأمر الأوّل: هو القول بعدالة الصحابة كلّهم.
الأمر الثاني: دعوى الإجماع على عدالة الصحابة كلّهم.
(1) الإصابة 1 / 17 ـ 18.
(2) المصدر 1 / 19.
(3) الإستيعاب 1 / 8 .
(4) أُسد الغابة 1 / 3.