الرجوع إلى الصفدي:
وإذا راجعتم كتاب [الوافي بالوفيات] للصفدي، هذا الرجل مولود في سنة 696 أي بعد أربعين سنة من الواقعة، ومتوفى في سنة 764.
يقول بترجمة الخليفة: كان حليماً كريماً، سليم الباطن، حسن الديانة، متمسّكاً بالسنّة، ولكنّه لم يكن كما كان عليه أبوه وجدّه، وكان الدوادار والشرابي لهم الأرض، جاء هولاكو البلاد في نحو مائتين ألف فارس، وطلب الخليفة وحده فطلع ومع القضاة والمدّرسون والأعيان نحو سبعمائة نفس، فلمّا وصلوا إلى الحريبة جاء الأمر بحضور الخليفة وحده، ومعه سبعة عشر نفساً، فساقوا مع الخليفة وأنزلوا من بقي من خيلهم خيمة واحدة وضربوا رقابهم، ووقع السيف في بغداد، وعمل القتل أربعين يوماً، وأنزلوا الخليفة في خيمة وحده والسبعة عشر في خيمة أُخرى، ثمّ إنّ هولاكو أحضر الخليفة وجرت له معه ومع ابنه أبي بكر محاورات وأخرجا ورفسوهما إلى أنْ ماتا، وعفّي أثرهما(1).
(1) الوافي بالوفيات 17 / 343.