افتراء ابن تيميّة على أمير المؤمنين
وأمّا الأشياء التي نسبها إلى أمير المؤمنين، والأكاذيب التي هي في الحقيقة كذب عليه، في كلماته كثيرة، منها: إنّ عليّاً كان يقول مراراً: إنّ أبا بكر وعمر أفضل منّي، وكان يفضّلهما على نفسه.
يقول:
حتى قال: لا يبلغني عن أحد أنّه فضّلني على أبي بكر وعمر إلاّ جلدته جلد المفتري(1).
هذا الشيء الذي نقله لم يذكر له مصدراً عن أمير المؤمنين، وأمير المؤمنين لم نسمع أنّه جلد أحداً من الصحابة لأنّه فضّله على الشيخين، مع أنّ كثيرين من الصحابة كانوا في نفس الوقت وفي حياة أمير المؤمنين يفضّلون عليّاً على الشيخين بسمع منه ومرأى.
إنّ ابن حزم في ]الفصل[(2)، وكذا ابن عبد البر في [الاستيعاب](3) بترجمة أمير المؤمنين، هذان الحافظان الكبيران يذكران أسماء عدّة كبيرة من الصحابة كانوا يقولون بأفضليّة علي على الشيخين، ولم نسمع أنّ عليّاً جلد واحد منهم.
وأمّا هذا الخبر، فقد كفانا الدكتور محمّد رشاد سالم ـ الذي حقّق منهاج السنّة في طبعته الجديدة ـ مؤنة تحقيقه حيث قال: بأنّه ضعيف(4).
وكذب على علي وفاطمة الزهراء فزعم أنه روي:
كما في الصحيح عن علي رضي اللّه عنه، قال: طرقني رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وفاطمة، فقال: «ألا تقومان تصليان؟» فقلت: يا رسول اللّه إنما أنفسنا بيد اللّه إن شاء أن يبعثنا بعثنا، قال: فولّى، وهو يقول: (وَكَانَ الإِْنسَانُ أَكثَرَ شَيء جَدَلاً)(5).
وكذب على أمير المؤمنين في قضيّة شرب الخمر(6).
أكتفي بما ذكرت، وأكرّر دعاء النبي صلّى اللّه عليه وآله: «اللّهمّ والِ من والاه، وعادِ من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله».
وصلّى اللّه على محمّد وآله الطاهرين.
(1) منهاج السنّة 7 / 511.
(2) الفصل في الأهواء والملل والنحل 4 / 111.
(3) الإستيعاب 3 / 1090.
(4) منهاج السنّة 7 / 511، الهامش.
(5) المصدر 3 / 85، الآية سورة الكهف (18): 54.
(6) المصدر 7 / 237.