مع الفضل ابن روزبهان:
يقول الفضل ابن روزبهان: إنّ كلمة «خليفتي» التي هي مورد الإستدلال غير موجودة في مسند أحمد، وهي من إلحاقات الرافضة(1).
إنه لو لم يكن مسند أحمد موجوداً بين أيدينا، ولو لم يحتمل أنْ ينظر أحد في كتاب مسند أحمد، لأمكن للفضل أن يتفوّه بمثل هذه الكلمة ويتركه على عواهنه، ويفتري على الإماميّة، ولكن ينبغي أن يكون الإنسان ـ عندما يتكلّم ـ يتصوّر الآخرين يسمعون كلامه، ويلتفت إلى أنّهم سيراجعون المصادر التي يحيل إليها، إمّا إثباتاً وإمّا نفياً، وإلاّ فمن العيب للإنسان العاقل إذا أراد أن يتكلّم يتصوّر الناس كأنّهم لا يسمعون، أو لا يفهمون، أو أنهم لا يعرفون المصادر أو سوف لا يراجعون الكتب التي يذكرها.
إنّ هذا الحديث موجود في غير موضع من مسند أحمد بن حنبل، والكلمة أيضاً موجودة في رواية مسند أحمد، وقد راجعناه نحن، ومسند أحمد بن حنبل موجود الآن بين أيدينا(2).
فالتكلّم بهذا الأُسلوب، إمّا أن يكون من التعصّب وقلّة الحياء، وإمّا أن يكون من الجهل وعدم الفهم، وإلاّ، فكيف يكذّب الإنسان مثل العلاّمة الحلّي الذي هو في مقام الإستدلال على العامّة بكتبهم، ينقل عنهم ليستدلّ بما يروونه، فيلحق كلمة أو كلمات في حديث؟! هذا شيء لا يكون من العلاّمة الحلّي وأمثاله.
هذا بالنسبة إلى الفضل ابن روزبهان، وقد أراد أن يريح نفسه بهذا الأُسلوب.
(1) أنظر: دلائل الصدق 2 / 359.
(2) مسند أحمد 1 / 159.