كلمات الصحابة في المقام العلمي للإمام علي عليه السّلام:
وأمّا كلمات الصحابة فما أكثرها، وإنّي أنقل لكم نصّاً من أحد كبار الحفّاظ بترجمة أمير المؤمنين عليه السّلام، يشتمل هذا النص على شهادات من كبار الصحابة والتابعين في حقّ علي عليه السّلام من حيث مقامه العلمي.
يقول الحافظ النووي في كتاب ]تهذيب الأسماء واللغات[ حيث يترجم لعلي عليه السّلام:
أحد العلماء الربّانيين والشجعان المشهورين والزهاد المذكورين، وأحد السابقين إلى الإسلام… .
إلى أن قال: أمّا علمه، فكان من العلوم في المحلّ العالي، روى عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم خمسمائة حديث وستّة وثمانين حديثاً، اتفق البخاري ومسلم منها على عشرين، وانفرد البخاري بتسعة، ومسلم بخمسة عشر.
روى عنه بنوه الثلاثة الحسن والحسين ومحمّد بن الحنفية، وروى عنه: ابن مسعود، وابن عمر، وابن عباس، وأبو موسى، وعبداللّه بن جعفر، وعبداللّه بن الزبير، وأبو سعيد، وزيد بن أرقم، وجابر بن عبداللّه، وروى عنه من التابعين خلائق مشهورون.
ونقلوا عن ابن مسعود قال: كنّا نتحدّث أن أقضى المدينة علي.
قال ابن المسيّب: ما كان أحد يقول: سلوني غير علي.
وقال ابن عباس: وإذا ثبت لنا الشيء عن علي لم نعدل إلى غيره.
ثمّ يقول النووي:
وسؤال كبار الصحابة ـ متى قالوا كبار الصحابة فمقصودهم المشايخ الثلاثة وغيرهم من العشرة المبشرة، هذه الطبقة ـ ورجوعهم إلى فتاواه وأقواله في المواطن الكثيرة والمسائل المعضلات، مشهور»(1).
فإذا كان كبار الصحابة يرجعون إلى علي في معضلاتهم، ويأخذون بقوله. ولم نجد ـ ولا مورداً واحداً ـ رجع فيه علي إلى واحد منهم، أو احتاج الأخذ عن أحدهم، فماذا يحكم عقلنا؟ وكيف تحكمون؟
(1) تهذيب الأسماء واللغات 1 / 344 ـ 346.