الطريق الثالث:
تحريف الحديث، وهذا ما صنعه مسلم في [صحيحه](1)، وفي [تاريخ بغداد] للخطيب البغدادي(2) يقول: «أخبرنا المطيّن، حدّثنا نصر بن
عبدالرحمن، حدّثنا زيد بن الحسن، عن معروف، عن أبي الطفيل، عن حذيفة بن أسيد: إنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله قال: «يا أيّها
الناس إنّي فرط لكم وأنتم واردون عَلَيّ الحوض، وإنّي سائلكم حين تردون عَلَيّ عن الثقلين، فانظروا كيف تخلفوني فيهما: الثقل الأكبر
كتاب سبب طرفه بيد اللّه، وطرفه بأيديكم، فاستمسكوابه ولا تضلّوا ولا تبدّلوا» انتهى الحديث.
وهذا الحديث بنفس السند، أي عن طريق نصر بن عبدالرحمن عن زيد بن الحسن عن معروف عن أبي الطفيل عن حذيفة، فبنفس السند
وبنفس اللفظ موجود في المصادر، أقرألكم نصّ الحديث عن واحد منها، عن [نوادر الأُصول ]للحكيم الترمذي(3) ففيه: «إنّي فرطكم على
الحوض وإنّي سائلكم حين تردون عَلَيّ عن الثقلين فانظروا كيف تخلفوني فيهما: الثقل الأكبر كتاب اللّه سبب طرفه بيد اللّه وطرفه بأيديكم
فاستمسكوا به ولا تضلّوا ولا تبدّلوا، وعترتي أهل بيتي، فإنّي قد نبّأني اللطيف الخبير أنّهما لن يفترقا حتّى يردا عَلَيّ الحوض».
فهذا كتاب نوادر الأُصول، وهذا كتاب تاريخ بغداد، وكلاهما موجودان بين أيدي الناس، وهل المتصرف بالحديث هو الخطيب نفسه أو النسّاخ أو
الناشرون؟ اللّه أعلم.
وأكتفي من التحريفات بهذا المقدار إذ طال بنا المقام.
(1) صحيح مسلم 7 / 122.
(2) تاريخ بغداد 8 / 442.
(3) نوادر الأصول 1 / 258.