الدليل السابع:
قوله صلّى اللّه عليه وآله وسلّم: «خير أمّتي أبو بكر وعمر».
هذا الحديث بهذا المقدار ذكره القاضي الإيجي(1) وشارحه وغيرهما أيضاً.
لكن الحديث ليس هكذا، للحديث ذيل، وهم أسقطوا الذيل ليتمّ لهم الاستدلال، فاسمعوا الحديث كاملاً:
عن عائشة، قلت: يا رسول اللّه، من خير الناس بعدك؟ قال: «أبو بكر»، قلت: ثمّ مَن؟ قال: «عمر».
هذا المقدار الذي استدلّ به هؤلاء.
لكن بالمجلس فاطمة سلام اللّه عليها، قالت فاطمة: يا رسول اللّه، لم تقل في علي شيئاً!
قال: «يا فاطمة، علي نفسي، فمن رأيتيه يقول في نفسه شيئاً؟».
فيستدلّون بصدر الحديث بقدر ما يتعلّق بالشيخين، ويجعلونه دليلاً على إمامة الشيخين، ويسقطون ذيله، وكأنّهم لا يعلمون بأنّ هناك من يرجع إلى مصادر الحديث ويقرؤه بلفظه الكامل.
لكن الحديث ـ مع ذلك ـ ضعيف سنداً، فراجعوا كتاب ]تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأحاديث الشنيعة الموضوعة[(2).
(1) المواقف 3 / 624 و631.
(2) تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأحاديث الشنيعة الموضوعة 1 / 367.