الاعتراض الثاني:
احتمال أن تكون الواو في (وَهُمْ راكِعُونَ) عاطفة لا حاليّة، وحينئذ يسقط الاستدلال، لأنّا ـ نحن الطلبة ـ نقول: إذا جاء الاحتمال بطل الاستدلال، والاستدلال يتوقّف على أن تكون الواو هذه حاليّة، فالذي أعطى الخاتم، إعطاؤه كان حال كونه راكعاً، وهو علي عليه السّلام، أمّا لو كانت الواو عاطفة يكون معنى (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذينَ آمَنُوا الَّذينَ يُقيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ) أي هم يركعون، يؤتون الزكاة ويصلّون ويركعون، إذن، لا علاقة للآية المباركة بالقضيّة، فهذا الإحتمال إنْ تمّ سقط الإستدلال.
لكنّ هذا الاحتمال يندفع بمجرّد نظرة سريعة إلى الروايات الواردة في القضيّة، كالروايات الواردة في كتاب ]الدر المنثور[، فهي صريحة في كون الواو هذه حالّية… .
ففي هذا الكتاب ـ وغيره من المصادر ـ عدّة روايات رويت بلفظ: «تصدّق علي وهو راكع»(1).
فالرسول صلّى اللّه عليه وآله يسأل السائل: على أيّ حال أعطاكه؟ يقول: أعطاني وهو راكع، فالواو حاليّة، ولا مجال لهذا الإشكال.
(1) تفسير ابن أبي حاتم 4 / 1162.