الاعتراض الثالث:
هذا الاعتراض فيه أُمور:
الأمر الأوّل: من أين كان لعلي ذلك الخاتم؟ من أين حصل عليه؟
الأمر الثاني: ما قيمة هذا الخاتم، وبأيّ ثمن كان يسوى في ذلك الوقت؟
ولا يستحقّ شيء من هذا القبيل من الاعتراض أن ينظر إليه ويبحث عنه.
نعم يبقى:
الأمر الثالث: وله وجه مّا، وهو أنّه يفترض أن يكون علي عليه السّلام في حال الصلاة منشغلاً باللّه سبحانه وتعالى، منصرفاً عن هذا العالم، ولذا عندنا في بعض الروايات أنّه لمّا أُصيب في بعض الحروب بسهم في رجله، وأُريد إخراج ذلك السهم، قيل: انتظروا ليقف إلى الصلاة(1)، وأخرجوا السهم من رجله وهو في حال الصلاة، لأنه حينئذ لا يشعر بالألم، المفترض أن يكون أمير المؤمنين هكذا، ففي أثناء الصلاة وهو مشغول باللّه سبحانه وتعالى كيف يسمع صوت السائل؟ وكيف يلتفت إليه؟ وكيف يشير إليه ويومي بالتقدم نحوه، ثمّ يرسل يده ليخرج الخاتم من أصبعه؟ وهذا كلّه انشغال بأُمور دنيويّة، وعدول عن التكلّم مع اللّه سبحانه وتعالى، والإشتغال بذلك العالم.
هذا الإشكال قد يسمّى بالإشكال العرفاني، لأنّ الإشكال السابق مثلاً، حيث أرادوا جعل الواو عاطفة لا حاليّة، إشكال نحوي، فلنسمّ هذا الإشكال بالإشكال العرفاني، فاللّه سبحانه وتعالى عندما يخاطب أمير المؤمنين في الصلاة وعلي يخاطبه، فهو منشغل باللّه سبحانه وتعالى، كيف يلتفت إلى هذا العالم؟
(1) احقاق الحق 8 / 602.