حرف الذال
ذخائر العقبى في مناقب ذوي القربى
لمحبّ الدّين أبي العبّاس أحمد بن عبدالله الطبري المكّي الشافعي (615ـ694).
ولد ونشأ بمكّة، وأخذ عن شيوخها وسمع الكثير ولقب بشيخ الحرم وحافظ الحجاز بلا منازع، درّس وأفتى وصنّف في فنون كثيرة.
والكتاب مطبوع بمصر مكتبة القدسي سنة 1356.
تذكرة الحفاظ للذهبي، وذكره في الطبقة العشرين ج4 ص1474 رقم 1163. البداية والنّهايه، ج13 ص340. طبقات الشافعية للسبكي ج5 ص8. الأعلام، ج1 ص153. كشف الظنون، ج1 ص821. خلاصة عبقات الأنوار في إمامة الأئمّة الأطهار، ج1 ص193 رقم 111 ط1. أهل البيت عليهم السلام في المكتبة العربية بقلم السيد عبد العزيز الطباطبايي تراثنا العدد الرابع ص92 الرقم /192.
الذريعة إلى تصانيف الشيعة
للشيخ محمّد محسن الشهير بـ «آغا بزرگ الطهراني» (1292ـ1389).
أخذ العلم عن فطاحل عصره وكبار مجتهديه كالشّيخ محمّد كاظم الخراساني، والسيّد محمّد كاظم اليزدي وشيخ الشّريعة الاصبهاني، والميرزا محمّد تقي الشيرازي، وكتب تقرير أبحاثهم في الفقه والأصول. وقرأ الحديث على خاتمة المحدّثين الاخلاق من السيّد مرتضى الكشميري، وترك آثاراً قيّمة في تراجم الرّجال والفهارس منها: «الذّريعة إلى تصانيف الشّيعة» وكان سبب تأليفه وجمعه موسوعة «الذّريعة» انه قدّس سرّه سمع قائلا يقول «بأنّ الشّيعة ليس لها مؤلّفات يستفيد بها خلفهم في شتّى العلوم، ولا جرم أنّهم متطفّلون على موائد غيرهم متسوّلون من البعداء متكففون في علومهم».
هذا، وللمترجم إجازات كثيرة في الاجتهاد والرّواية، ولكلّ منهم طرق متعدّدة في الأحاديث من الشّيعة والسنّة ضافية الذّيول مثبتة في مظانّها. وقد أجيز منه عدد كبير من المجتهدين والمراجع والافاضل المعاصرين يربو على أكثر من ألفي اجازة في رواية الحديث ولنا منه قدّس سره إجازة.
وطبع بعض أجزاء «الذّريعة إلى تصانيف الشّيعة» في النّجف الأشرف، وبعضها في طهران.
الذّريعة، ج1 وج4 ص493. مقدّمة مستدركاتا الذّريعة، بقلم السيّد أحمد الحسيني. تبويب الذّريعة، بقلم السيّد أحمد الدّيباجي. ذكرى الشيخ آغا بزرگ الطهراني، بقلم نخبة من أدباء كربلاء سنة 1391 هـ.
ذكرى الشّيعة في أحكام الشريعة
للشهيد الأول محمّد بن جمال الدين مكي الجزيني العاملي (734ـ786). وجزّين: قرية من قرى جبل عامل، قال الشيخ الحر العاملي في كتابه أمل الآمل: ان علماء الشيعة في جبل عامل يبلغون نحو الخمس من علماء الشيعة في جميع الاقطار مع ان بلادهم أقل من عشر عشر بلاد الشيعة.
هاجر الى الحلة وهو بعد لم يتجاوز السابعة عشر من عمره واتصل بابن العلامة الحلي فخر المحققين وأجازه بداره بالحلة سنة 751 فقال في إجازته «لقد استفدت من تلميذي محمّد بن مكي أكثر مما استفاد مني» وأجازه أيضاً السيد ابن معيّة والسيد عبد المطلب والسيد ضياء الدين عبد الله ثم سافر إلى الشام واجتمع هناك بقطب الدين الرازي تلميذ العلامة الحلي، يقول الشهيد: «اتفق اجتماعي به في دمشق اخريات شعبان 776، فإذا هو بحر لا ينزف وأجازني جميع ما يجوز عنه روايته» وله شيوخ غير هؤلاء… ثم عاد إلى وطنه وبدأ بالتدريس، فلم يطق علماء أهل الخلاف ذلك فوشوا به إلى حاكم دمشق وهو «بيدمر».
فأمر بحبس الشهيد في قلعة «دمشق» فسجن سنة كاملة، وقد جاء انه كتب اللمعة الدمشقية في سبعة أيام في هذه السنة في الحبس وكان لا يحضره من كتب الفقه غير المختصر النافع «للمحقق الحلي» ورفع الرسالة الى الشيخ «محمّد الآوي» وزير «علي بن مؤيد» من ملوك سربداران خراسان واوصاه بالأسراء بها الى الملك «علي بن مؤيد» والكتمان ولشدة حرص «الآوي» على العناية بالنسخة لم يسمح لأحد باستنساخها عدى بعض الطلبة الذين سمح لهم به وهي في يده محافظة على الكتاب.
ولما طال الحبس بالشّهيد وانقطعت صلاته بالناس وضج الناس ورفعوا اصواتهم مطالبين باطلاق سراحه خاف «بيدمر» حاكم دمشق من ثورة الناس ومن أن يهجموا على السجن وينقذوا الشهيد ويستولوا على الحكم، فحاول «بيدمر» ان يقضي على الشهيد ويريح نفسه منه، فأوعز بأن يكتب محضر يشنع فيه على الشهيد بأقاويل نسبت إليه وشهد عليه سبعون وأضيف إلى هذه الشهادات شهادة الف من جماعة ابن جماعة ونظائره من المتسننين فقدمت الى القاضي وأتوا بالمحضر الى «ابن جماعة الشافعي» فنفذه الى القاضي «برهان الدين المالكي» وقال له تحكم برأيك وهدده بالعزل، فعقد مجلسا للقضاء حضره الحاكم «بيدمر» ومع من الناس و«الشهيد» فوجهت اليه التهم فأنكر ذلك فلم يقبل منه الانكار، وقيل له: قد ثبت ذلك عليك شرعاً ولا ينقض حكم الحاكم، فقال الشهيد: الغائب على حجته فان أتى بما يناقض الحكم جاز نقضه والاّ فلا وها أنا أبطل شهادات من شهد بالجرح ولي على كل واحد حجة بينة. عاد الحكم الى «برهان الدين المالكي» فقام وتوضأ وصلى ركعتين ثم قال: قد حكمت بإهراق دمه، فقتل مظلوماً ثم أمر بصلبه وهو مقتول بمرأى من الناس وأحاط به الجلاوزة للمحافظة على جثته الطاهرة من أن يستولي عليها الشيعة لدفنه، ثم لم يجد هؤلاء الحاقدون الوضيعون في ذلك شفاءً لغليلهم فأمروا برجم الجسد بالحجر فرجمه جلاوزة «بيدمر» و«ابن جماعة» مع ذلك كله لم يطفىء الحقد والحسد الموغل في نفوسهم القذرة فأمروا بحرق الجسد. (وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ) وقد ترك مترجمنا الخالد مآثر كبيرة وأيادي بيضاء على الفقه وغيره مع قصر عمره الشريف وهو 52 سنة. ووصل إلينا من آثاره القيمة أربع وعشرون مؤلفاً ومصنّفاً منها «ذكرى الشيعة في أحكام الشريعة» خرج منه كتاب الطهارة والصلاة.
وقد عُلّق على «ذكرى الشيعة» حواشي كثيرة ذكرها الشيخ آغا بزرگ في الذريعة ج10 كلمة «حاشية».
وطبع الكتاب على الحجر سنة 1271 بطهران.
الكنى والألقاب ج2 ص346. شهداء الفضيلة ص80. الذريعة إلى تصانيف الشيعة ج10 ص40 رقم /231. مقدمة الشيخ محمّد مهدي الآصفي للروضة البهية في شرح اللمعة، أمل الآمل ج1 ص181 رقم /188.