من رآه في حياة والده
روى القندوزي الحنفي عن أبي غانم الخادم قال: «ولد لأبي محمّد الحسن مولود فسمّاه محمّداً فعرضه على أصحابه اليوم الثالث وقال: هذا إمامكم من بعدي وخليفتي عليكم وهو القائم الذي تمتد عليه الأعناق بالانتظار، فإذا امتلأت الأرض جوراً وظلماً خرج فملأها قسطاً وعدلا»(1).
وأخرج عن عمر الأهوازي قال: «أراني أبو محمّد ابنه رضي الله عنهما وقال: هذا إمامكم من بعدي»(2).
واخرج عن الخادم الفارسي قال: «كنت بباب الدار خرجت جارية من البيت ومعها شيء مغطّى، فقال لها أبو محمّد: اكشفي عمّا معك فكشفت، فإذا غلام أبيض حسن الوجه فقال: هذا إمامكم من بعدي، قال: فما رأيته بعد ذلك»(3).
وأخرج عن يعقوب بن منفوس قال: «دخلت على أبي محمّد الحسن العسكري وعلى باب البيت ستر مسبل فقلت له: يا سيدي من صاحب هذا الأمر بعدك؟ فقال: إرفع الستر فرفعته فخرج غلام فجلس على فخذ أبي محمّد رضي الله عنهما، وقال لي أبو محمّد: هذا امامكم من بعدي، ثم قال: يا بني أدخل البيت فدخل البيت وأنا أنظر اليه، ثم قال: يا يعقوب انظر في البيت فدخلته فما رأيت أحداً»(4).
وعن علي بن سنان الموصلي عن أبيه، قال: «لما قبض سيدنا أبو محمّد جاء وفد من قم بالأموال، فقال جعفر احملوها اليّ فقالوا كنّآ إذا وردنا بالمال على أبي محمّد يقول جملة المال كذا وكذا ديناراً من عند فلان وفلان، فقال جعفر: هذا علم الغيب لا يعلمه الاّ الله. فشكى جعفر الى الخليفة وهو كان بسامرا فقال الخليفة للوفد احملوا هذا المال الى جعفر فقالوا: يا أميرالمؤمنين ان يكن جعفر صاحب الأمر فليبيّن لنا ما بين أخوه الإمام والاّ رددناه الى اصحابه، فقال الخليفة: هذا القوم رسل وما على الرسل الاّ البلاغ، فلما خرجوا بالمال من البلد خرج اليهم غلام فصاح يا فلان بن فلان ويا فلان بن فلان، أجيبوا مولاكم فسيروا اليه قالوا: فسرنا معه حتى دخلنا دار مولانا أبي محمّد الحسن، فإذا ولده قاعد على سرير كأنه القمر عليه ثياب خضر فقال: جملة المال كذا وكذا ديناراً حمل فلان كذا من فلان بن فلان وحمل فلان ابن فلان بن فلان حتى وصف رحالنا ودوابنا، ثم أمرنا مولانا أن لا نحمل الى سامرا من بعد شيئاً، ونصب لنا ببغداد رجلا نحمل اليه الأموال وتخرج من عنده التوقيعات فانصرفنا من عند مولانا ونحمل الأموال الى بغداد الى النائب المنصوب الذي يخرج من عنده أوامره ونواهيه»(5).
(1) ينابيع المودة ص460.
(2) المصدر ص461.
(3 و 4) ينابيع المودة ص461 وروى خبر أبي الأديان المتقدّم في أوّل أخبار شهادة الامام العسكري.
(5) ينابيع المودة ص461.