علم الإمام الرضا
ألف: في حقل التفسير:
قال الرضا عليه السّلام في قول الله عزّوجل: (وُجُوهٌ يَوْمَئِذ نَّاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ)(1) قال: «يعني مشرفة تنتظر ثواب ربّها».
وقال عليه السّلام في قوله (يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاق)(2) فساق حجاب من نور يكشف فيقع المؤمنون سجداً وتدمج أصلاب المنافقين فلا يستطيعون السجود.
وسئل عن قوله عزّوجل (كَلاَّ إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذ لََّمحْجُوبُونَ)(3) فقال: «ان الله تبارك وتعالى لا يوصف بمكان يحلّ فيه فيحجب عن عباده ولكنه يعني: عن ثواب ربهم محجوبون».
وسئل عن قوله عزّوجل: (وَجَاء رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفّاً صَفّاً)(4) فقال: «انّ الله لا يوصف بالمجيء والذّهاب والانتقال، انّما يعني بذلك: وجاء أمر ربّك».
وسئل عن قوله: (هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَن يَأْتِيَهُمُ اللّهُ فِي ظُلَل مِّنَ الْغَمَامِ وَالْمَلآئِكَةُ)(5)قال: «معناه، هل ينظرون الاّ أن يأتيهم الله بالملائكة في ظلل من الغمام وهكذا نزلت».
وسئل عن قوله عزّوجل: (سَخِرَ اللّهُ مِنْهُمْ)(6) وعن قوله: (اللّهُ يَسْتَهْزِىءُ بِهِمْ)(7) وعن قوله: (وَمَكَرُواْ وَمَكَرَ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ)(8) وعن قوله: (يُخَادِعُونَ اللّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ)(9) فقال: «ان الله لا يسخر ولا يستهزىء ولا يخادع،ولكنه عزّوجل يجازيهم جزاء الخديعة تعالى الله عمّا يقول الظالمون علواً كبيراً».
وسئل عن قوله عزّوجل: (نَسُواْ اللّهَ فَنَسِيَهُمْ)(10) فقال: «ان الله تبارك وتعالى لا يسهو ولا ينسى، انّما يسهو وينسى المخلوق المحدث ألا تسمعه عزّوجل يقول: (وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيّاً)(11) وانما يجازي من نسيه ونسي لقاء يومه بأن ينسيهم أنفسهم كما قال: (نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ)(12) وقال: (فَالْيَوْمَ نَنسَاهُمْ كَمَا نَسُواْ لِقَاء يَوْمِهِمْ هَذَا)(13) أي نتركهم كما تركوا الاستعداد للقاء يومهم هذا أي فنجازيهم على ذلك».
وسئل عن قول الله عزّوجل: (فَمَن يُرِدِ اللّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء)(14) قال: «ومن يرد الله أن يهديه بايمانه في الدنيا الى جنته ودار كرامته في الآخرة يشرح صدره للتسليم لله والثقة به والسكون إلى ما وعده من ثوابه حتى يطمئن اليه، ومن يرد أن يضلّه عن جنته ودار كرامته في الآخرة لكفره به وعصيانه له في الدنيا يجعل صدره ضيقاً حرجاً حتى يشك في كفره ويضطرب في اعتقاد قلبه حتى يصير كأنما يصعّد في السماء، وكذلك يجعل الله الرجس على الذين لا يؤمنون».
قال أبو الصلت الهروي: «سأل المأمون الرضا عليه السّلام عن قول الله عزّوجل: (وَهُوَ الَّذِي خَلَق السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّام وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاء لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلا)(15) فقال: ان الله تبارك وتعالى خلق العرش والماء ليظهر بذلك قدرته للملائكة فتعلم أنه على كل شيء قدير، ثمّ رفع العرش بقدرته ونقله فجعله فوق السماوات السبع، ثمّ خلق السماوات والأرض في ستة أيام وهو مستول على عرشه وكان قادراً على أن يخلقها في طرفة عين، ولكنه عزّوجل خلقها في ستة أيام ليظهر للملائكة ما يخلقه منها شيئاً بعد شيء فتستدلّ بحدوث ما يحدث على الله تعالى مرّة بعد مرة، ولم يخلق العرش لحاجة به اليه، لأنه غني عن العرش وعن جميع ما خلق لا يوصف بالكون على العرش لأنه ليس بجسم تعالى الله عن صفة خلقه علوّاً كبيراً.
وأما قوله: (لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلا) فانه عزّوجل خلق خلقه ليبلوهم بتكليف طاعته وعبادته، لا على سبيل الامتحان والتجربة، لأنه لم يزل عليماً بكل شيء.
فقال المأمون: فرّجت عني يا أبا الحسن، فرج الله عنك.
ثم قال له: يا ابن رسول الله، فما معنى قول الله عزّوجل: (وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ)(16) (وَمَا كَانَ لِنَفْس أَن تُؤْمِنَ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ)(17).
فقال الرضا عليه السّلام: حدثني أبي موسى بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمّد عن أبيه محمّد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه الحسين بن علي عن أبيه علي بن أبي طالب عليه السّلام قال: ان المسلمين قالوا لرسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: لو اكرهت يا رسول الله من قدر عليه من الناس على الإسلام لكثر عددنا وقوينا على عدوّنا.
فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: ما كنت لألقى الله عزّوجل ببدعة لم يحدث اليّ فيها شيئاً وما أنا من المتكلفين، فأنزل الله تعالى عليه يا محمّد (وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً)(18) على سبيل الالجاء والاضطرار في الدنيا كما يؤمن عند المعاينة ورؤية البأس في الآخرة، ولو فعلت ذلك بهم لم يستحقوا مني ثواباً ولا مدحاً، ولكني أريد منهم أن يؤمنوا مختارين غير مضطرّين ليستحقّوا مني الزلفى والكرامة، ودوام الخلود في جنة الخلد، فأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين.
وأما قوله عزّوجل: (وَمَا كَانَ لِنَفْس أَن تُؤْمِنَ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ)(19) فليس ذلك على سبيل تحريم الايمان عليها، ولكن على معنى أنها ما كانت لتؤمن الاّ بإذن الله واذنه أمره لها بالايمان بما كانت مكلفة متعبدة بها، والجاؤه اياها الى الايمان عند زوال التكليف والتعبد عنها.
فقال المأمون: فرجت عني فرج الله عنك. فأخبرني عن قول الله عزّوجل: (الَّذِينَ كَانَتْ أَعْيُنُهُمْ فِي غِطَاء عَن ذِكْرِي وَكَانُوا لاَ يَسْتَطِيعُونَ سَمْعاً)(20).
فقال: ان غذاء العين لا يمنع من الذكر، والذكر لا يرى بالعين، ولكن الله عزّوجل شبه الكافرين بولاية علي بن أبي طالب عليه السّلام بالعميان، لأنهم كانوا يستثقلون قول النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم فيه ولا يستطيعون له سمعاً فقال المأمون: فرّجت عنّي فرج الله عنك».
روى عبد العظيم الحسني عن إبراهيم بن أبي محمود قال: سألت أبا الحسن الرضا عليه السّلام عن قول الله عزّوجل: (وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَات لاَّ يُبْصِرُونَ)(21)فقال: «ان الله تبارك وتعالى لا يوصف بالترك كما يوصف خلقه ولكنه متى علم أنهم لا يرجعون عن الكفر والضلال منعهم المعاونة واللطف، وخلى بينهم وبين اختيارهم.
قال: وسألته عن قول الله عزّوجل: (خَتَمَ اللّهُ عَلَى قُلُوبِهمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ)(22) قال: الختم، هو الطبع على قلوب الكفار عقوبة على كفرهم كما قال عزّوجل: (بَلْ طَبَعَ اللّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلا)(23).
قال وسألته عن الله عزّوجل هل يجبر عباده على المعاصي؟ قال: لا، بل يخيرهم ويمهلهم حتى يتوبوا، قلت: فهل يكلف عباده ما لا يطيقون؟.
فقال: كيف يفعل ذلك وهو يقول: (وَمَا رَبُّكَ بِظَلاَّم لِّلْعَبِيدِ)(24) ثم قال: حدثني أبي موسى بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه الحسين بن علي، عن أبيه علي بن أبي طالب عليه السّلام انه قال: «من زعم أن الله مجبر عباده على المعاصي ويكلفهم ما لا يطيقون فلا تأكلوا ذبيحته ولا تقبلوا شهادته ولا تصلّوا وراءه ولا تعطوه من الزكاة شيئاً»(25).
روى القندوزي باسناده عن الريان بن الصلت، قال: «حضر الرضا عليه السّلام مجلس المأمون بمرو، وقد اجتمع في مجلسه جماعة من علماء أهل العراق وخراسان فقال المأمون اخبروني عن معنى هذه الآية (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا) فقالت العلماء أراد الله عزّوجل بذلك الأمة كلها، فقال الرضا عليه السّلام: المراد بذلك العترة الطاهرة لأنه لو كان المراد الأمة لكانت باجمعها في الجنة لقول الله عزّوجل (فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ)(26) ثم جمعهم كلهم في الجنة فقال (جَنَّاتُ عَدْن يَدْخُلُونَهَا يُحَلَّوْنَ فِيهَامِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَب) الآية. فصارت الوراثة للعترة الطاهرة لا لغيرهم، وهم الذين نزل بشأنهم (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً)(27)وهم الذين قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم «انّي مخلّف فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي الاّ وانهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض، فانظروا كيف تخلفوني فيهما أيها الناس لا تعلموهم فانهم أعلم منكم».
وقال الرضا عليه السّلام: ان الصدقات تحرم عليهم دون غيرهم، أما علمتم أنه وقعت الوراثة والطهارة على المصطفين المهتدين دون سائرهم لقول الله تعالى: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً وَإِبْرَاهِيمَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ فَمِنْهُم مُّهْتَد وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ)(28) فصارت وراثة النبوة والكتاب للمهتدين دون الفاسقين، وفضل العترة على غيرهم ثابت لقول الله تعالى (إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ * ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْض وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)(29) (أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَآ آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُّلْكاً عَظِيماً)(30) ثم خاطب سائر المؤمنين بقوله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَوَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ)(31) يعني الذين قرنهم بالكتاب والحكمة وحسد الناس عليهم.
وقد فسر الله عزّوجل اصطفاء العترة في الكتاب في اثني عشر موضعاً: أولها: قوله تعالى (وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الاَْقْرَبِينَ) ورهطك المخلصين في قراءة أبي بن كعب، وهي ثابتة في مصحف عبد الله بن مسعود وهذه منزلة رفيعة.
ثانيها: (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً)(32).
ثالثها: (فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةُ اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ)(33)فأبرز النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم علياً والحسن والحسين وفاطمة صلوات الله وسلامه عليهم وعني من قوله (أَنفُسَنَا) نفس علي، ومما يدل على ذلك قول النّبي صلّى الله عليه وآله وسلّم لينتهين بنو وليعة أو لأبعثن اليهم رجلا كنفسي يعني علي بن أبي طالب، فهذه خصوصية لا يلحقهم فيها بشر.
رابعها: اخراجه صلّى الله عليه وآله وسلّم الناس عن مسجده ما خلا العترة حتى تكلم الناس والعباس في ذلك، فقال العباس: يا رسول الله تركت علياً وأخرجتنا، فقال عليه السّلام: ما أنا تركته وأخرجتكم، ولكن الله عزّوجل تركه واخرجكم. وفي هذا بيان قوله لعلي «أنت مني بمنزلة هارون من موسى» قال الله تعالى (وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى وَأَخِيهِ أَن تَبَوَّءَا لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتاً وَاجْعَلُواْ بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً)(34)ففي هذه الآية منزلة هارون من موسى، وفيها منزلة علي من رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، ومع هذا قال النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم ألا ان هذا المسجد لا يحلّ الاّ لمحمّد وآله، قالت العلماء هذا البيان لا يوجد الاّ عندكم أهل البيت ومن ينكر ذلك؟
خامسها: قول الله تعالى (وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ)(35) خصوصية لهم فلما نزلت هذه الآية قال صلّى الله عليه وآله وسلّم لفاطمة عليها السلام هذه فدك وهي مما لم يوجف عليه بخيل ولا ركاب وهي لي خاصة دون المسلمين، وقد جعلتها لك لما امرني الله به فخذيها لك ولولدك.
سادسها: قول الله تعالى (قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى)(36) وهذه خصوصية للآل دون غيرهم، فهذه المودة فريضة من الله تعالى على كافة المؤمنين لا يأتي بها أحد مؤمناً مخلصاً الاّ استوجب الجنة لقول الله تعالى في هذه الآية (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فِي رَوْضَاتِ الْجَنَّاتِ لَهُم مَّا يَشَاؤُونَ عِندَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الكَبِيرُ * ذَلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللَّهُ عِبَادَهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى)(37) مفسراً ومبينّاً لكن ما وفى بهذه الآية اكثرهم. قال أبو الحسن: حدثني أبي عن جدي عن آبائه، عن أميرالمؤمنين علي عليهم السلام، أنه اجتمع المهاجرون والأنصار إلى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم. فقالوا: ان لك يا رسول الله مؤنة في نفقتك وفيمن يأتيك من الوفود، وهذه أموالنا مع دمائنا فاحكم فيها بارّاً مأجوراً، اعط ما شئت وامسك ما شئت من غير حرج، فأنزل الله تعالى عليه الروح الامين، فقال يا محمّد: (قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى) فخرجوا فقال المنافقون: ما حمل رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم على ترك ما عرضنا عليه الاّ ليحثّنا على مودة قرابته من بعده ان هو الاّ شيء افتراه في مجلسه فهذا بهتان عظيم، فأنزل الله تعالى (أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً فَإِن يَشَأِ اللَّهُ يَخْتِمْ عَلَى قَلْبِكَ وَيَمْحُ اللَّهُ الْبَاطِلَ وَيُحِقُّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ)(38)فبعث اليهم النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم، فقال: هل من حديث؟ قالوا: لقد قال بعضنا كلاماً غليظاً كرهناه، فتلا عليهم هذه الآية، فبكوا واشتد بكاؤهم، فأنزل الله تعالى (وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ)(39).
سابعها: آية (إِنَّ اللَّهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً)(40) قيل: يا رسول الله قد عرفنا التسليم عليك، فكيف الصلاة عليك فقال: قولوا: اللهم صل على محمّد وآل محمّد كما صليت وباركت على إبراهيم وآل إبراهيم انك حميد مجيد، وقال الله تعالى (سَلاَمٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ)(41) يعني آل محمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم، ولم يسلم على آل أحد من الآنبياء عليهم السلام سواه.
ثامنها: آية (أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْء فَأَنَّ لِلّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى)فقرن سهم ذي القربى بسهمه وبسهم رسوله، فهذا فضل أيضاً للآل دون الأمّة، وأما قوله (وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ)(42) فان اليتيم إذا انقطع يتمه والمسكين إذا انقطعت مسكنته لم يكن له نصيب من المغنم، وسهم ذي القربى الى يوم القيامة قائم فيهم، الغني والفقير منهم سواء، فقرن سهمهم بسهمه، وكذلك في الطاعة قال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ)(43) وقال الله تعالى (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ)(44) فجعل طاعتهم مع طاعة الرسول مقرونة بطاعته، وكذلك ولايتهم مع ولاية الرسول مقرونة بولاية كما جعل سهمهم مع سهم الرسول مقروناً بسهمه في الغنيمة والفيء، فلما جاءت قصة الصدقة نزه نفسه ورسوله، ونزّه أهل بيت رسوله، فقال (إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاء وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِّنَ اللّهِ)(45) الآية، والصدقة محرمة على محمّد وآل محمّد وهي اوساخ ايدي الناس لا تحلّ لهم، لأنهم مطهرون من كل دنس ووسخ. فلما طهرهم الله واصطفاهم رضي لهم ما رضي لنفسه، وكره لهم ما كره لنفسه عزّوجل وتعالى وتقدس وتبارك وعظم شأنه ودام إحسانه.
تاسعها: آية (فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ)(46) الآية فنحن أهل الذكر، لأن الذكر رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ونحن أهله، حيث قال تعالى في سورة الطلاق (فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُوْلِي الاَْلْبَابِ الَّذِينَ آمَنُوا قَدْ أَنزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْراً * رَّسُولاً يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِ اللَّهِ مُبَيِّنَات)(47).
عاشرها: آية (حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ)(48) الآية ففي هذا بيان انّا من آله ولستم من آله، ولو كنتم من آله، لحرّم عليه بناتكم أن يتزوجها لو كان حياً كما حرم عليه بناتي لأنها ذريته.
حادي عشرها: في سورة المؤمن (وَقَالَ رَجُلٌ مُّؤْمِنٌ مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُأَتَقْتُلُونَ رَجُلاً أَن يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءكُم بِالْبَيِّنَاتِ مِن رَّبِّكُمْ)(49) تمام الآية فكان ابن خال فرعون فنسبه الى فرعون بنسبه، ولم يصفه اليه بدينه، وكذلك خصصنا نحن اذ كنا من آله بولادتنا منه وتمم الناس بالدين فهذا فرق بين الآل والأمة.
ثاني عشرها: آية (وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاَةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا)(50) فكان رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يجيء الى باب علي وفاطمة بعد نزول هذه الآية تسعة أشهر كل يوم عند حضور كل صلاة خمس مرات، فيقول: «الصلاة يرحمكم الله. فقال أبو الحسن: الحمد لله الذي خصنا بذه الكرامة العظمى، فقال المأمون والعلماء: جزاكم الله أنتم أهل البيت عن هذه الأمة خيراً، فما نجد الشرح والبيان فيما اشتبه علينا الاّ عندكم»(51).
ب: في سائر العلوم:
قال الاربلي: «وأما ما روي عنه عليه السّلام من فنون العلم وأنواع الحكم والأخبار المجموعة والمنثورة والمجالس مع أهل الملل والمناظرات المشهورة فأكثر من أن تحصى»(52).
قال ابن الصباغ المالكي: «قال إبراهيم بن العباس: سمعت العباس يقول ما سئل الرضا عن شيء الاّ علمه، ولا رأيت اعلم منه بما كان في الزمان الى وقت عصره، وكان المأمون يمتحنه بالسؤال عن كل شيء فيجيبه الجواب الشافي»(53).
قال ابن شهر آشوب: «كان المأمون يمتحنه بالسؤال عن كل شيء فيجيب فيه، وكان كلامه كله وجوابه وتمثيله بآيات من القرآن. وقال إبراهيم بن العبّاس ما رأيته سئل عن شيء قط الاّ علمه… قال محمّد بن عيسى اليقطيني: لما اختلف الناس في أمر أبي الحسن الرضا عليه السّلام جمعت من مسائله مما سئل عنه وأجاب فيه ثمانية عشر ألف مسألة. وقد روى عنه جماعة من المصنفين منهم: أبو بكر الخطيب في تاريخه والثعلبي في تفسيره والسمعاني في رسالته، وابن المعتز في كتابه، وغيرهم»(54).
قال أبو الصلت عبد السلام بن صالح الهروي: « ما رأيت أعلم من علي بن موسى الرضا عليه السّلام ولا رآه عالم الاّ شهد له بمثل شهادتي، لقد جمع المأمون في مجالس له عدداً من علماء الأديان وفقهاء الشريعة والمتكلمين فغلبهم عن آخرهم حتى ما بقي منهم أحد الاّ أقرّ له بالفضل وأقرّ على نفسه بالقصور، ولقد سمعته يقول: كنت اجلس في الروضة، والعلماء بالمدينة متوافرون، فإذا عيي الواحد منهم عن مسألة اشاروا اليّ بجمعهم وبعثوا اليّ المسائل فاجيب عنها»(55).
روى القندوزي عن موسى الكاظم عليه السلام أنه قال: «رأيت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وأميرالمؤمنين عليه السّلام معه، فقال صلّى الله عليه وآله وسلّم: يا موسى ابنك ينظر بنور الله عزّوجل، وينطق بالحكمة يصيب ولا يخطىء يعلم ولا يجهل قد مليء علماً وحكماً»(56).
معرفته باللغات:
قال أبو الصلت الهروي: «كان الرضا عليه السّلام يكلم الناس بلغاتهم، فقلت له في ذلك فقال: يا أبا الصلت أنا حجة الله على خلقه وما كان الله ليتخذ حجة على قوم وهو لا يعرف لغاتهم، أوما بلغك قول أميرالمؤمنين عليه السّلام: أوتينا فصل الخطاب، وهل هو الاّ معرفته للّغات»(57).
قال ياسر الخادم: «كان غلمان لأبي الحسن عليه السّلام في البيت الصقالبة(58)ورومية وكان أبو الحسن عليه السّلام قريباً منهم، فسمعهم بالليل يتراطنون بالصقلبية والرومية، ويقولون: انا كنا نفتصد في كل سنة في بلادنا، ثم ليس نفتصدها هنا. فلما كان من الغد وجه أبو الحسن الى بعض الاطباء، فقال له: أفصد فلاناً عرق كذا، وافصد فلاناً عرق كذا، وافصد فلاناً عرق كذا، وافصد هذا عرق كذا، ثم قال: يا ياسر لا تفتصد أنت قال: فافتصدت، فورمت يدي واحمرت فقال لي: يا ياسر مالك؟ فاخبرته، فقال: ألم أنهك عن ذلك؟ هلم يدك، فمسح يده عليها وتفل فيها، ثم أوصاني أن لا أتعشى، فمكثت بعد ذلك ما شاء الله لا أتعشى ثم أغافل فاتعشى فيضرب عليّ»(59).
قال علي بن مهران: «ان أبا الحسن عليه السّلام أمره أن يعمل له مقدار الساعات، قال فحملناه اليه، فلما وصلنا اليه نالنا من العطش أمر عظيم فما قعدنا حتى خرج الينا بعض الخدم ومعه قلال(60) من ماء أبرد ما يكون، فشربنا فجلس عليه السّلام على كرسي فسقطت حصاة، فقال مسرور: (هشت) اي ثمانية ثم قال عليه السّلام لمسرور: (درببند) أي اغلق الباب»(61).
إنباؤه بالمغيّبات:
قال محمّد بن عبيد الله الأشعري: «كنت عند الرضا عليه السّلام فأصابني عطش شديد فكرهت أن استسقي في مجلسه فدعا بماء فذاقه، ثم قال: يا محمّد اشرب فانه بارد»(62).
قال سليمان الجعفري: «كنت عند أبي الحسن الرضا عليه السّلام والبيت مملوء من الناس يسألونه وهو يجيبهم فقلت في نفسي: ينبغي أن يكونوا أنبياء فترك الناس ثم التفت اليّ فقال: يا سليمان ان الأئمة حلماء علماء يحسبهم الجاهل أنبياء وليسوا أنبياء»(63).
قال الحسن بن علي الوشاء: «كنت كتبت معي مسائل كثيرة قبل أن أقطع على أبي الحسن عليه السّلام(64) وجمعتها في كتاب مما روي عن آبائه عليهم السلام وغير ذلك واحببت أن أثبت في أمره وأختبره، فحملت الكتاب في كمي وصرت إلى منزله وأردت أن آخذ منه خلوة فأناوله الكتاب، فجلست ناحية وأنا متفكر في طلب الاذن عليه وبالباب جماعةٌ جلوس يتحدثون، فبينا أنا كذلك في الفكرة في الاحتيال للدخول عليه إذ أنا بغلام قد خرج من الدار في يده كتاب فنادى: أيكم الحسن بن علي الوشاء ابن بنت الياس البغدادي؟ فقمت اليه، فقلت: أنا الحسن ابن علي فما حاجتك؟ فقال: هذا الكتاب امرت بدفعه اليك فهات خذه، فأخذته، وتنحيت ناحية فقرأته، فإذا والله فيه جواب مسألة مسألة. فعند ذلك قطعت عليه وتركت الوقف»(65).
قال أحمد بن محمّد بن أبي نصر: «بعثني الرضا عليه السّلام في حاجة فأركبني دابته وبيّتني في منزله، فلما دخلت في فراشي رددت الباب وقلت: من أعظم منزلة مني بعثني في حاجة واركبني دابته وبيّتني في منزله، قال: فلم أشعر بخفق نعليه حتى فتح الباب ودخل عليّ وقال: يا أحمد، ان أميرالمؤمنين عليه السّلام عاد صعصعة بن صوحان وقال: لا تتخذن عيادتي فخراً على قومك»(66).
قال معمر بن خلاّد: «قال لي الريان بن الصلت: احب أن تستأذن لي علي أبي الحسن فأسلم عليه وأحب أن يكسوني من ثيابه وأن يهب لي من الدراهم التي ضربت باسمه، فدخلت على الرضا فقال لي مبتدئاً ان الريان بن الصلت مريدالدخول علينا والكسوة من ثيابنا والعطية من دراهمنا، فأذنت له. فدخل وسلم فأعطاه ثوبين وثلاثين درهماً من الدراهم المضروبة باسمه»(67).
قال ابن الوشاء: «خرجت من الكوفة الى خراسان فقالت لي ابنتي: يا أبه خذ هذه الحلّة فبعها وخذ لي بثمنها فيروزجا، فلما نزلت مرو فإذا غلمان الرضا عليه السلام قد جاؤا وقالوا: نريد حلة نكفن بها بعض غلماننا، فقلت: ما عندي فمضوا ثم عادوا وقالوا: مولانا يقرء عليك السلام ويقول لك: معك حلة في السفط الفلاني دفعتها اليك ابنتك وقالت اشتر لي بثمنها فيروزجا وهذا ثمنها»(68).
قال الحسين بن موسى بن جعفر «كنا حول أبي الحسن الرضا ونحن شبّان من بني هاشم، اذ مر علينا جعفر بن عمر العلوي وهو رثّ الهيئة، فنظر بعضنا الى بعض وضحكنا من هيئته، فقال الرضا: سترونه من قريب كثير المال كثير التبع. فما مضى الاّ شهر أو نحوه حتى ولي المدينة وحسنت حاله، فكان يمر بنا ومعه الخصيان والحشم»(69).
وقال: «خرجنا معه الى بعض املاكه في يوم لا سحاب فيه فلما برزنا قال: هل حملتم معكم المماطر؟ قلنا: لا وما حاجتنا الى المماطر وليس سحابٌ ولا نتخوف المطر، قال: قد حملته وستمطرون، قال: فما مضينا الاّ يسيراً حتى ارتفعت سحابة ومطرنا فما بقي منا أحد الاّ ابتلّ»(70).
قال الحسين بن بشار: «قال لي الرضا عليه السّلام: ان عبد الله يقتل محمّداً فقلت: عبد الله بن هارون يقتل محمّد بن هارون؟ فقال لي: نعم عبد الله الذي بخراسان يقتل محمّد بن زبيدة الذي هو ببغداد، فقتله»(71).
قال حمزة بن جعفر الارجاني: «خرج هارون من المسجد الحرام مرتين وخرج الرضا عليه السّلام مرتين ويقول: ما ابعد الدار و أقرب اللقاء يا طوس يا طوس يا طوس ستجمعني وإيّاه»(72).
قال مسافر: «كنت مع الرضا بمنى فمر به يحيى بن خالد مع قوم من آل برمك فغطّى وجهه من الغبار، فقال الرضا: مساكين لا يدرون ما يحل في هذه السنة، ثم قال: وأعجب من هذا هارون وأنا كهاتين وضم بين أصبعيه»(73).
(1) سورة القيامة: 22ـ23.
(2) سورة القلم: 42.
(3) سورة المطففين: 15.
(4) سورة الفجر: 22.
(5) سورة البقرة : 210 .
(6) سورة التوبة: 79.
(7) سورة التوبة: 15.
(8) سورة آل عمران: 54.
(9) سورة النساء: 142.
(10) سورة التوبة: 67.
(11) سورة مريم: 64.
(12) سورة الحشر: 19.
(13) سورة الاعراف: 51.
(14) سورة الانعام: 125.
(15) سورة هود: 7.
(16) سورة يونس: 99.
(17) سورة يونس: 100.
(18) سورة يونس: 99.
(19) سورة يونس: 100.
(20) سورة الكهف: 101.
(21) سورة البقرة: 17.
(22) سورة البقرة: 7.
(23) سورة النساء: 155.
(24) سورة فصلت: 46.
(25) الاحتجاج، ج2 ص409، 413.
(26) سورة فاطر: 32.
(27) سورة الاحزاب : 33 .
(28) سورة الحديد: 26.
(29) سورة آل عمران: 33ـ34.
(30) سورة النساء: 54.
(31) سورة النساء: 59.
(32) سورة الاحزاب: 33.
(33) سورة آل عمران : 61 .
(34) سورة يونس : 87 .
(35) سورة الأسراء: 26.
(36) سورة الشورى: 23.
(37) سورة الشورى: 22ـ23.
(38) سورة الشورى : 24 .
(39) سورة الشورى: 25.
(40) سورة الاحزاب: 56.
(41) سورة الصافات: 130.
(42) سورة الانفال: 41.
(43) سورة النساء: 59.
(44) سورة المائدة: 55.
(45) سورة التوبة: 60.
(46) سورة النحل: 43.
(47) سورة الطلاق: 10ـ11.
(48) سورة النساء: 23.
(49) سورة غافر: 28.
(50) سورة طه: 132.
(51) ينابيع المودّة الباب الخامس ص43.
(52) كشف الغمة ج2 ص330.
(53) الفصول المهمة ص251.
(54) مناقب آل أبي طالب ج4 ص350.
(55) كشف الغمة ج2 ص316.
(56) ينابيع المودة 384.
(57) المناقب لابن شهر آشوب ج4 ص333، ورواه الاربلي في كشف الغمة ج2 ص329.
(58) الصقالبة : جيلٌ حمر الألوان صهب الشعرو ويتاخمون بلاد الخزر في أعالي جبال الروم ـ معجم البلدان ج3 ص16 . 4
(59) عيون أخبار الرضا ج2 ص217 رقم 1، ورواه الصفار في بصائر الدرجات ص383 باب 12 وابن شهر آشوب في المناقب ج4 ص334.
(60) القلّة: الكوز الصغير.
(61) المناقب ج4 ص333.
(62) المصدر ص334.
(63) المناقب ص334.
(64) أي على امامته، لأنه كان من الواقفية.
(65) عيون أخبار الرضا عليه السّلام ج2 باب 55 ص229 رقم 1.
(66) المناقب ج4 ص335.
(67) المناقب ص340.
(68) المناقب ج4 ص341.
(69) اعلام الورى ص323.
(70) اعلام الورى ص323ـ326.
(71 و 72) إعلام الورى ص323ـ326.
(73) المصدر 325.