عبادة الإمام الجواد
روى السيد البحراني بإسناده عن علي بن مهزيار، قال: «رأيت أبا جعفر الثاني عليه السّلام ليلة الزيارة طاف طواف النساء وصلى خلف المقام ثم دخل زمزم فاستقى منها بيده بالدلو الذي يلي الحجر وشرب منه وصب على بعض جسده ثم اطلع في زمزم مرتين»(1).
وروى عنه قال: «رأيت أبا جعفر عليه السّلام يمشي بعد يوم النحر حتى يرمي الجمرة ثم ينصرف راكباً وكنت أراه ماشياً بعد ما يحاذي المسجد بمنى قال: وحدّثني علي بن محمّد بن سليمان النوفلي عن الحسن بن صالح عن بعض أصحابه قال: نزل أبو جعفر فوق المسجد بمنى قليلا عن دابّته حتى توجه يرمي الجمرة عند مضرب علي بن الحسين، فقلت له: جعلت فداك لم نزلت هاهنا؟ فقال ان هذا مضرب علي بن الحسين ومضرب بني هاشم وأنا أحب أن أمشي في منازل بني هاشم»(2).
ومن مناجاته عليه السّلام في طلب الحج: «اللهم ارزقني الحج الذي افترضته على من استطاع اليه سبيلا، واجعل لي فيه هادياً واليه دليلا، وقرّب لي بعد المسالك وأعني على تأدية المناسك وحرِّم بإحرامي على النار جسدي وزد للسفر قوّتي وجلدي، وارزقني ربِّ الوقوف بين يديك والافاضة اليك واظفرني بالنجح بوافر الربح وأصدرني ربِّ من موقف الحج الأكبر الى مزدلفة المشعر واجعلها زلفةً الى رحمتك وطريقاً الى جنتك، وقفني موقف المشعر الحرام ومقام وقوف الاحرام وأهلني لتأدية المناسك ونحر الهدي المتوامك بدم يثجّ وأوداج تمجّ واراقة الدماء المسفوحة والهدايا المذبوحة وفري أوداجها على ما أمرت والتنفل بها كما رسمت، وأحضرني اللهم صلاة العيد راجياً للوعد خائفاً من الوعيد حالقاً شعر رأسي ومقصراً ومجتهداً في طاعتك مستمراً، رامياً للجمار بسبع بعد سبع من الأحجار وأدخلني اللَّهم عرصة بيتك وعفوتك ومحل أمنك وكعبتك، واجعلني من مساكينك وسؤّالك ومحاويجك، وجد علي اللهم بوافر الأجر من الانكفاء والنفر والأجر واختم اللهم مناسك حجّي وانقضاء عجّي بقبول منك ورأفة منك بي يا ارحم الراحمين»(3).
ومن مناجاته عليه السّلام بكشف الظلم: «اللهم ان ظلم عبادك قد تمكن في بلادك حتى أمات العدل وقطع السبل ومحق الحق وأبطل الصدق وأخفى البر وأظهر الشر وأخمد التقوى وأزال الهدى وأزاح الخير وأثبت الضير وأنمى الفساد وقوّى العناد وبسط الجور وعدّى الطور.
اللهم يا رب لا يكشف ذلك الاّ سلطانك ولا يجير منه الاّ امتنانك، اللهم رب فابتر الظلم وبثّ جبال الغشم واخمد سوق المنكر واعزّ من عنه ينزجر واحصد شافة أهل الجور وألبسهم الجور بعد الكور، وعجل اللهم اليهم البيات وأنزل عليهم المثلات وأمت حياة المنكرات، ليؤمن المخوف ويسكن الملهوف ويشبع الجايع ويحفظ الضايع ويأوى الطريد ويعود الشريد ويغنى الفقير ويجار المستجير ويوقّر الكبير ويرحم الصغير ويعزّ المظلوم ويذل الظالم ويفرّج المغموم وتنفرج الغمّاء وتسكن الدهماء ويموت الاختلاف ويعلو العلم ويشمل السلم ويجمع الشتات ويقوى الايمان ويتلى القرآن، انك أنت الديّان المنعم المنّان»(4).
(1) حلية الأبرار ج2 ص434 باب المفردات.
(2) المصدر ص435.
(3) مهج الدعوات ص327.
(4) مهج الدعوات ص328.