النصوص الدالة على إمامة علي بن الحسين
وهي على قسمين:
أ: الأخبار الواردة في الأئمة الإثني عشر عن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وأهل البيت عليهم السلام، وقد تقدم ذكرها.
ب: الروايات التي وردت في إمامة علي بن الحسين عليهما السلام خاصة:
روى علي بن يونس البياضي قال: «قال الحسين عليه السّلام: دخلت على جدي وعنده أبي بن كعب. فقال لي: مرحباً يا زين السماوات والأرض، فقال أبي: كيف يكون غيرك زينهما؟ فقال صلّى الله عليه وآله: والذي بعثني بالحق انه لفي السماء أكبر منه في الأرض وانه مكتوب على يمين العرش: انه مصباح هدى، وسفينة نجاة، وان الله تعالى ركّب في صلبه نطفة كالقمر، يكون من اتبعه رشيداً ومن ضلّ عنه هويّاً. قال: فما اسمه؟ قال: عليّ»(1).
قال الزهري: «كنا عند جابر فدخل عليه علي بن الحسين فقال: كنت عند رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فدخل عليه الحسين بن علي فضمه إلى صدره وقبّله وأقعده الى جنبه ثم قال: يولد لابني هذا ابن يقال له علي، إذا كان يوم القيامة نادى مناد من بطنان العرش: ليقم سيد العابدين فيقوم هو»(2).
روى الكليني بإسناده عن أبي جعفر عليه السّلام قال: «ان الحسين بن علي عليهما السلام لما حضره الذي حضره دعا ابنته الكبرى فاطمة بنت الحسين فدفع اليها كتاباً ملفوفاً ووصية ظاهرةً، وكان علي بن الحسين عليهما السلام مبطوناً معهم لا يرون الاّ أنه لما به فدفعت فاطمة الكتاب الى علي بن الحسين عليه السّلام، ثم صار والله ذلك الكتاب الينا يا زياد! قال: قلت: ما في ذلك الكتاب جعلني الله فداك؟ قال: فيه والله ما يحتاج اليه ولد آدم منذ خلق الله آدم إلى أن تفنى الدنيا والله ان فيه الحدود حتى أن فيه أرش الخدش»(3).
وروى بإسناده عن أبي عبد الله عليه السّلام قال: «ان الحسين صلوات الله عليه لما صار الى العراق استودع ام سلمة رضي الله عنها الكتب والوصية، فلما رجع علي بن الحسين عليه السّلام دفعتها اليه»(4).
روى المجلسي بإسناده عن محمّد بن مسلم قال: «سألت الصادق جعفر بن محمّد عليه السّلام عن خاتم الحسين بن علي عليهما السلام الى من صار، وذكرت له اني سمعت أنه أخذ من اصبعه فيما أخذ، قال عليه السّلام: ليس كما قالوا، ان الحسين أوصى الى ابنه علي بن الحسين عليه السّلام وجعل خاتمه في اصبعه وفوّض اليه أمره، كما فعله رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم بأمير المؤمنين عليه السّلام وفعله أمير المؤمنين بالحسن وفعله الحسن بالحسين ثم صار ذلك الخاتم الى أبي بعد أبيه، ومنه صار الي فهو عندي، واني لألبسه كل جمعة وأصلي فيه. قال محمّد بن مسلم: فدخلت اليه يوم الجمعة وهو يصلي، فلما فرغ من الصلاة مد الي يده فرأيت في اصبعه خاتماً نقشه لا اله الاّ الله عدة للقاء الله، فقال: هذا خاتم جدي أبي عبد الله الحسين بن علي»(5).
(1) الصراط المستقيم ج2 ص161.
(2) كفاية الطالب للكنجي ص448.
(3 و 4) الكافي باب الاشارة والنّص على علي بن الحسين عليهما السلام ج1 ص241 وص 242.
(5) البحار ج11 ص6 الطبعة القديمة وج 46 الطبعة الحديثة ص17.