البشارة بالفرج
روى الخوارزمي باسناده عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: «قال أبي دفع النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم الراية يوم خيبر الى علي بن أبي طالب عليه السّلام ففتح الله تعالى على يده وأوقفه يوم غدير خم، فأعلم الناس انه مولى كل مؤمن ومؤمنة وقال له: أنت مني وأنا منك وقال له تقاتل على التأويل كما قاتلت على التنزيل، وقال له: أنت مني بمنزلة هارون من موسى وقال له: أنا سلم لمن سالمت وحرب لمن حاربت، وقال له: أنت العروة الوثقى التي لا انفصام لها، وقال له: أنت تبيّن لهم ما يشتبه عليهم من بعدي، وقال له: أنت امام كل مؤمن ومؤمنة وولي كل مؤمن ومؤمنة بعدي وقال له: أنت الذي أنزل الله فيك (وَأَذَانٌ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الأَكْبَرِ)(1) وقال له: أنت الأخذ بسنتي والذاب عن ملتي وقال ل: أنا أول من يدخل الجنة وأنت معي تدخلها والحسن والحسين وفاطمة، وقال له: ان الله أوحى اليّ أن أقوم بفضلك فقمت به في الناس وبلغتهم ما أمرني الله بتبليغه، وقال له: اتّق الضغائن التي لك في صدور من لا يظهرها الاّ بعد موتي، (أُولَئِكَ يَلعَنُهُمُ اللّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللاَّعِنُونَ)(2).
ثم بكى عليه السّلام فقيل مما بكاؤك يا رسول الله؟ فقال أخبرني جبرئيل عليه السّلام هم يظلمونه ويمنعونه حقه ويقاتلونه ويقتلون ولده ويظلمونهم بعده.
وأخبرني جبرئيل عن الله عزّوجل ان ذلك الظلم يزول إذا قام قائمهم وعلت كلمتهم واجتمعت الأمة على محبتهم، وكان الشاني لهم قليلا والكاره لهم ذليلا وكثر المادح لهم، وذلك حين تغير البلاد وضعف العباد واليأس من الفرج فعند ذلك يظهر القائم فيهم…»(3)
(1) سورة التوبة: 3.
(2) سورة البقرة: 159.
(3) المناقب، الفصل 5 ص23.