أهل البيت هم أصحاب الكساء
روى حديث الكساء جمعٌ من الصحابة والتابعين، واذ لم يتيسر استقصاؤهم جميعاً نكتفي بذكر بعضهم:
ما رواه أمير المؤمنين:
روى محمّد صدر العالم باسناده عن علي عليه السّلام: «أنه دخل على النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم وقد بسط شملة فجلس عليها هو وعلي وفاطمة والحسن والحسين، ثم أخذ النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم بجامعه فعقد عليهم، ثم قال: اللهم أرض عنهم كما أنا راض عنهم»(1).
ما رواه عبد الله بن جعفر:
روى الحاكم النيسابوري باسناده عن اسماعيل بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب عن أبيه، قال: «لما نظر رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم الى الرحمة هابطة، قال: أدعُوا لي أدعوالي، فقالت صفية: من يا رسول الله؟ قال: أهل بيتي، علياً، وفاطمة، والحسن والحسين، فجيء بهم فألقى عليهم النبي كساءه، ثم رفع يديه، ثم قال: اللهم هؤلاء آلي، فصل على محمّد وعلى آل محمّد، وأنزل الله عزّوجل (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً)(2).
وروى الحمويني باسناده عنه، قال: «لما نظر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم الى الرحمة هابطة من السماء قال: من يدعو؟ ـ مرتين ـ قالت زينب: أنا يا رسول الله. فقال: ادعي لي علياً وفاطمة والحسن والحسين. قال: ]فدعاهم فجاؤوا [فجعل حسناً عن يمناه، وحسيناً عن يسراه، وعلياً وفاطمة وجاهه، ثم غشّاهم كساء خيبرياً، ثم قال: اللهم ]ان[ لكل نبي أهل بيت وهؤلاء أهلي، فأنزل الله عزّوجل: (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً).
فقالت زينب: يا رسول الله ألا أدخل معك؟ فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: مكانك فانك الى خير ان شاء الله»(3).
ما رواه واثلة بن الأسقع:
روى الحاكم النيسابوري باسناده عن واثلة بن الأسقع، قال: «أتيت علياً فلم أجده، فقالت لي فاطمة: انطلق الى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يدعوه فجاء مع رسول الله فدخلا ودخلت معهما، فدعا رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم الحسن والحسين فاقعد كل واحد منهما على فخذيه وأدنى فاطمة من حجره وزوجها ثم لفّ عليهم ثوباً وقال (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) ثم قال: هؤلاء أهل بيتي، اللهم أهل بيتي أحقّ»(4).
قال محمّد صدر العالم: «أخرج ابن أبي شبية، وأحمد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، والطبراني، والحاكم وصحّحه، والبيهقي في (سننه) عن واثلة بن الأسقع قال: «جاء رسول الله صلّى الله عليه وسلّم الى فاطمة ومعه علي وحسن وحسين حتى دخل فأدنى علياً وفاطمة وأجلسهما بين يديه وأجلس الحسن والحسين كل واحد منهما على فخذه، ثم لفّ عليهم ثوبه وأنا مستدبرهم، ثم تلا هذه الآية (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ) وقال: اللهم هؤلاء أهل بيتي، اللهم اذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً»(5).
أقول: واثلة بن الأسقع بن كعب الليثي أسلم قبيل غزوة تبوك، قيل: خدم النبي صلّى الله عليه وآله ثلاث سنين(6).
ما رواه أنس بن مالك:
روى أحمد باسناده عن أنس بن مالك: «أن النبي صلّى الله عليه وسلّم كان يمرّ ببيت فاطمة ستة أشهر إذا خرج الى الفجر، فيقول: الصلاة يا أهل البيت، (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً).
روى محمّد بن طلحة باسناده «أن رسول الله خرج وعليه مرط مرحل أسود فجاء الحسن فادخله، ثم جاء الحسين فأدخله، ثم جاءت فاطمة فأدخلها، ثم جاء علي فأدخله. ثم قال (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً)(7).
ما رواه عمر بن أبي سلمة:
روى الترمذي باسناده عن عمر بن أبي سلمة ربيب النبي قال: «نزلت هذه الآية على النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) في بيت أم سلمة فدعا النبي صلّى الله عليه وسلّم فاطمة وحسناً وحسيناً فجلّلهم بكساء وعلي خلف ظهره فجلّله بكساء ثم قال: اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً. قالت أم سلمة: وأنا معهم يا رسول الله؟ قال: أنت على مكانك، وأنت على خير»(8).
ما رواه البراء بن عازب:
روى ابن عساكر باسناده عن البراء بن عازب قال: «جاء علي وفاطمة والحسن والحسين الى باب النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم فقام بردائه وطرحه عليهم، ثم قال: اللهم هؤلاء عترتي»(9).
ما رواه أبو بكر بن أبي قحافة:
روى الخوارزمي باسناده عن زيد بن يثيع. قال: «سمعت أبا بكر الصديق يقول: رأيت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم خيّم خيمة وهو متكىء على قوس عربية، وفي الخيمة علي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام فقال رسول الله: يا معاشر المسلمين أنا سلمٌ لمن سالم أهل هذه الخيمة، وحربٌ لمن حاربهم، وولي لمن والاهم وعدوٌّ لمن عاداهم ، لا يحبهم الاّ سعيد الجدّ طيّب المولد، ولا يبغضهم الاّ شقيّ الجدّ رديّ الولادة، فقال رجلٌ لزيد: يا زيد، أنت سمعت أبا بكر يقول هذا؟ قال: أي ورب الكعبة»(10).
ما رواه سعد بن أبي وقاص:
قال محمّد حبيب الله الشنقيطي: «أخرج مسلم في صحيحه عن سعد بن أبي وقاص قال لما نزلت هذه الآية (فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ) دعا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم علياً وفاطمة وحسناً وحسيناً، فقال: اللهم هؤلاء أهل بيتي، وفي رواية: زيادة فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً»(11).
قال محمّد صدر العالم: «أخرج ابن جرير والحاكم وابن مردويه عن سعد قال: «نزل على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم الوحي فأدخل علياً وفاطمة وابنيها تحت ثوبه، ثم قال: اللهم هؤلاء أهلي وأهل بيتي»(12).
ما رواه أبو سعيد الخدري:
قال السيوطي: «أخرج ابن مردويه والخطيب عن أبي سعيد الخدري قال: كان يوم أم سلمة أم المؤمنين فنزل جبرئيل على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بهذه الآية (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) قال: فدعا رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم بحسن وحسين وفاطمة وعلي فضمّهم اليه ونشر عليهم الثوب، والحجاب على أم سلمة مضروب، ثم قال: اللهم هؤلاء أهل بيتي، اللهم أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً. قالت أم سلمة: فانا معهم يا نبي الله؟ قال: أنت على مكانك وانك على خير»(13).
ما روته سيدة النساء فاطمة:
روى علي الهمداني عن فاطمة عليها السلام «أنها زارت النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم فبسط ثوباً فاجلسها عليه، ثم جاء ابنها الحسن فأجلسه، ثم جاء الحسين فاجلسه، ثم جاء علي فاجلسه معهم، ثم ضمّ الثوب عليهم، ثم قال: هؤلاء أهل بيتي وأنا منهم. اللهم ارض عنهم كما أنا عنهم راض»(14).
ما روته أم سلمة أم المؤمنين:
روى الحاكم النيسابوري باسناده عن أم سلمة، قالت: «في بيتي نزلت (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ) قالت: فأرسل رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم الى علي وفاطمة والحسن والحسين فقال: هؤلاء أهل بيتي»(15).
روى أحمد باسناده عن عطيّة عن أبيه «أن أم سلمة حدثته قالت: بينما رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم في بيتي يوماً اذ قالت الخادم: ان علياً وفاطمة بالسدّة قالت: فقال لي: قومي فتنحّي لي عن أهل بيتي، قالت: فقمت فتنحّيت في البيت قريباً فدخل علي وفاطمة ومعهما الحسن والحسين وهما صبيّان صغيران فاخذ الصبيين فوضعهما في حجره فقبّلهما، قال: واعتنق علياً باحدى يديه وفاطمة باليد الاخرى، فقبّل فاطمة وقبّل علياً فأغدف عليهم خميصة سوداء فقال: اللهم اليك لا الى النار، أنا وأهل بيتي، قالت: فقلت: وأنا يا رسول الله؟ فقال: وأنت»(16).
وروى باسناده عن شهر بن حوشب عنها «أن النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم جلّل على علي وحسن وحسين وفاطمة كساءاً، ثم قال: اللهم هؤلاء أهل بيتي وخاصتي، اللهم أذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً، فقالت أم سلمة: يا رسول الله أنا منهم؟ قال: انك الى خير»(17).
وروى باسناده عنها تذكر «أن النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم كان في بيتها فأتته فاطمة ببرمة فيها خزيرة، فدخلت بها عليه. فقال لها: ادعي زوجك وابنيك، قالت: فجاء علي والحسن والحسين، فدخلوا عليه فجلسوا يأكلون من تلك الخزيرة وهو على منامة له، وكان تحته كساء له خيبري، قالت: وأنا أصلي في الحجرة فأنزل الله عزوجل هذه الآية (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِوَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً). قالت: فأخذ فضل الكساء فغشاهم به، ثم أخرج يده فألوى بها الى السماء ثم قال: اللهم هؤلاء أهل بيتي وخاصتي فأذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً، اللهم هؤلاء أهل بيتي وخاصتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً، قالت: فأدخلت رأسي البيت فقلت: وأنا معكم يا رسول الله؟ قال: انك الى خير انك الى خير»(18).
وروى باسناده عنها تذكر «أن النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم قال لفاطمة: ايتيني بزوجك وابنيك فجاءت بهم فألقى عليهم كساءاً فدكياً قالت ثم وضع يده عليهم، ثم قال: اللهم ان هؤلاء آل محمّد فاجعل صلواتك وبركاتك على محمّد وعلى آل محمّد انك حميد مجيد، قالت أم سلمة: فرفعت الكساء لأدخل معه فجذبه من يدي وقال: انك على خير»(19).
روى محمّد بن جرير الطبري باسناده عن أم سلمة قالت: «كان النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم عندي، وعلي وفاطمة والحسن والحسين، فجعلت لهم خزيرة فأكلوا وناموا وغطّى عليهم عباءة أو قطيفة، ثم قال: اللهم هؤلاء أهل بيتي أذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً»(20).
وروى باسناده عن أبي سعيد عن أم سلمة زوج النبي صلّى الله عليه وسلّم: «ان هذه الآية نزلت في بيتها (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) قالت: وأنا جالسة على باب البيت، فقلت: أنا يا رسول الله ألست من أهل البيت؟ قال: انك الى خير، أنت من أزواج النبي صلّى الله عليه وسلّم، قالت: وفي البيت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وعلي، وفاطمة والحسن، والحسين»(21).
وروى باسناده عن عبد الله بن وهب بن زمعة، قال: «أخبرتني أم سلمة أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم جمع علياً والحسنين. ثم أدخلهم تحت ثوبه، ثم جأر الى الله، ثم قال: هؤلاء أهل بيتي، فقالت أمّ سلمة: يا رسول الله، أدخلني معهم، قال: انك من أهلي»(22).
وروى ابن كثير باسناده عن أبي هريرة عن أم سلمة قالت: «جاءت فاطمة رضي الله عنها الى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ببرمة لها قد صنعت فيها عصيدة تحملها على طبق فوضعتها بين يديه صلّى الله عليه وآله وسلّم فقال: أين ابن عمك وابناك؟ فقالت رضي الله عنها: في البيت، فقال صلى الله تعالى عليه وآله وسلّم: ادعيهم، فجاءت الى علي رضي الله عنه فقالت: أجب رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلّم أنت وابناك، قالت أم سلمة: فلما رآهم مقبلين مدّ صلى الله تعالى عليه وآله وسلّم يده الى كساء كان على المنامة فمدّه وبسطه وأجلسهم عليه. ثم أخذ باطراف الكساء الأربعة بشماله فضمّه فوق رؤوسهم وأومأ بيده اليمنى الى ربه فقال: اللهم هؤلاء أهل بيتي، فأذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً»(23).
روى السيوطي باسناده عن أم سلمة زوج النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم «أن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم كان ببيتها على منامة له، عليه كساء خيبري، فجاءت فاطمة رضي الله عنها ببرمة فيها خزيرة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: ادعي زوجك وابنيك حسناً وحسيناً فدعتهم فبينما هم يأكلون اذ نزلت على رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) فأخذ النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم بفضلة ازاره فغشاهم اياها ثم أخرج يده من الكساء، وأومأ بها الى السماء، ثم قال: اللهم هؤلاء أهل بيتي وخاصتي فأذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً. قالها ثلاث مرات، قالت أمّ سلمة: فادخلت رأسي في الستر، فقلت: يا رسول الله وأنا معكم؟ فقال: انك الى خير مرتين»(24).
وروى عنها قالت: «نزلت هذه الآية في بيتي (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) وفي البيت سبعة جبريل وميكائيل عليهما السلام وعلي وفاطمة والحسن والحسين رضي الله عنهم وأنا على باب البيت، قلت: يا رسول الله ألست من أهل البيت؟ قال: انك الى خير، انك من أزواج النبي»(25).
روى الحاكم الحسكاني باسناده عن أبي سعيد، قال: «حدثتني ام سلمة أن هذه الآية نزلت في بيتها: (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) قالت: وفي البيت رسول الله وعلي وفاطمة وحسن وحسين، قالت: وأنا جالسة على الباب فقلت: يا رسول الله ألست من أهل البيت؟ قال: انك الى خير ]انك[ من أزواج النبي»(26).
ما روته عائشة:
روى مسلم باسناده عن صفية بنت شيبة، قالت: قالت عائشة: «خرج النبي صلّى الله عليه وسلّم غداة وعليه مرط مرحل من شعر أسود، فجاء الحسن بن علي فأدخله، ثم جاء الحسين فأدخله معه ثم جاءت فاطمة فادخلها، ثم جاء علي فأدخله، ثم قال (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً)(27).
قال الشنقيطي: «ولعل هذا الحديث من أصحّ ما ثبت من حديث الكساء الشائع لآل البيت رضوان الله تعالى عليهم أجمعين»(28).
روى ابن كثير باسناده عن العوام يعني ابن حوشب عن عمّ له قال: «دخلت مع أبي على عائشة فسألتها عن علي، فقالت: تسألني عن رجل كان أحب الناس الى رسول الله صلى الله عليه وسلّم، وكانت تحته ابنته وأحب الناس اليه. لقد رأيت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم دعا علياً وفاطمة وحسناً وحسيناً رضي الله عنهم فألقى عليهم ثوباً، فقال: اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً قالت: فدنوت منهم، فقلت: يا رسول الله وأنا من أهل بيتك؟ فقال: صلّى الله عليه وسلّم تنحّي فانك على خير»(29).
روى ابن عساكر باسناده عن عمير بن جميع قال: «دخلت مع أمّي على عائشة بنت أبي بكر فسألت أمّي عنها، قالت: أخبريني كيف كان حبّ رسول الله لعلي؟ فقالت عائشة: كان أحبّ الرجال الى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم لقد رأيته وقد أدخله تحت ثوبه وفاطمة وحسناً وحسيناً. ثم قال: اللهم هؤلاء أهل بيتي، اللهم أذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً، قالت: فذهبت لأدخل رأسي فدفعني، فقلت: يا رسول الله أولست من أهلك؟ قال: انك على خير انك على خير»(30).
فالحديث صريحٌ في عدم دخول عائشة معهم تحت الكساء.
أقول: روى حديث الكساء جماعةٌ من أكابر العلماء والمؤلّفين ولنذكر أسماء بعضهم على حسب التسلسل الزمني:
1 ـ أحمد بن حنبل (ت241) في (المسند)(31) و(المناقب)(32).
2 ـ مسلم بن الحجّاج القشيري (ت 261) في (صحيح مسلم)(33).
3 ـ الترمذي (ت279) في سننه المعروف بـ (الجامع الصحيح)(34).
4 ـ أحمد بن شعيب النسائي (ت 303) في (خصائص أميرالمؤمنين)(35).
5 ـ أبو جعفر الطبري (ت 310) في (جامع البيان في تفسير القرآن)(36).
6 ـ أبو جعفر أحمد بن محمّد الطحاوي (ت321) في (مشكل الآثار)(37).
7 ـ الحاكم النيسابوري (ت 405) في (المستدرك على الصحيحين)(38).
8 ـ أبو بكر البيهقي الشافعي (ت 458) في (السنن الكبرى)(39).
9 ـ أبو بكر الخطيب البغدادي (ت 463) في (تاريخ بغداد)(40).
10 ـ أبو الحسن ابن المغازلي (ت 483) في (مناقب علي بن أبي طالب)(41).
11 ـ الخطيب الخوارزمي (ت 568) في (المناقب)(42).
12 ـ أبو القاسم الحسكاني الحنفي النيسابوري (من أعلام القرن الخامس) في (شواهد التنزيل لقواعد التفضيل)(43).
13 ـ أبو القاسم ابن عساكر (ت 573) في (تاريخ مدينة دمشق)(44).
14 ـ عز الدين ابن الأثير (ت 630) في (أسد الغابة)(45).
15 ـ كمال الدين ابن طلحة (ت 652) في (مطالب السوول)(46).
16 ـ أبو عبد الله الكنجي (المقتول 658) في (كفاية الطالب في مناقب علي ابن أبي طالب)(47).
17 ـ محب الدين الطبري (ت694) في (ذخائر العقبى)(48) و(الرياض النضرة)(49).
18 ـ إبراهيم بن محمّد الحمويني (ت730) في (فرائد السمطين)(50).
19 ـ محمّد بن يوسف الزرندي (ت 750) في (نظم درر السمطين)(51).
20 ـ ابن كثير الدمشقي الشافعي (ت 774) في (تفسير القرآن العظيم)(52).
21 ـ علي بن شهاب الدين الهمداني (ت 786) في (مودّة القربى)(53).
22 ـ أبو الحسن علي بن أبي بكر الهيتمي (ت 807) في (مجمع الزوائد)(54).
23 ـ ابن الصباغ المالكي (ت 855) في (الفصول المهمة)(55).
24 ـ شمس الدين السخاوي الشافعي (ت 902) في (استجلاب ارتقاء الغرف في محبة أقرباء الرسول وذوي الشرف»(56).
25 ـ جلال الدين السيوطي (ت 911) في (تفسير الدر المنثور)(57).
26 ـ نور الدين السمهودي (ت 911) في (جواهر العقدين)(58).
27 ـ أحمد بن حجر الهيتمي المكي (ت 974) في (الصواعق المحرقة)(59).
28 ـ علاء الدين علي المتقي الهندي (ت975) في (كنز العمّال)(60).
29 ـ ابن باكثير الحضرمي الشافعي (ت 1047) في (وسيلة المآل في عدّ مناقب الآل)(61).
30 ـ محمّد بن رستم معتمد البدخشي (ت 1126) في (نزل الأبرار)(62).
31 ـ محمّد صدر العالم (ت 1146) في (معارج العلى في مناقب المرتضى)(63).
32 ـ الشيخ محمّد الصبّان (كان حيّاً سنة 1185) في (اسعاف الراغبين)(64).
33 ـ السيد مؤمن الشبلنجي الشافعي المدني في (نور الأبصار)(65).
34 ـ محمّد حبيب الله الشنقيطي في (كفاية الطالب لمناقب علي بن أبي طالب)(66).
(1) معارج العلى في مناقب المرتضى، المعراج التاسع ص152، ورواه الهيثمي في مجمع الزوائد ج9 ص169، والمتقي في كنز العمال ج13 باب فضائل أهل البيت ص646 رقم37633.
وقال السيد محمّد حسن الحائري القزويني: «كل ذلك من رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم اظهاراً لعظمة شأن رهطه، وأل بيته عند الله تعالى، وتثبيتاً لعصمتهم، وتأكيداً لذهاب الرجس عنهم، مضافاً الى اظهاره عدم عصمة غيرهم من الأقارب والزوجات، ولذا لم يفعل لواحد منهم مثل ما فعل للخمسة الطاهرة بل ولا ادّعى واحد من الاقارب والأزواج لأنفسهم العصمة… قال شارح المواقف: أزواج محمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم وأقر باؤه لم يكونوا معصومين بالاتفاق» الامامة الكبرى والخلافة العظمى ج2 ص65 مخطوط.
(2) المستدرك على الصحيحين ج3 ص147.
(3) فرائد السمطين ج2 ص18 رقم 362.
(4) المستدرك ج2 ص416 وج3 ص147 واللفظ الثاني، وفي مشكل الآثار للطحاوي ج1 ص336.
(5) معارج العلى في مناقب المرتضى ص139، وابن كثير في تفسير القرآن العظيم ج3 ص483.
(6) أسد الغابة ج5 ص77.
(7) مطالب السؤول ص18.
(8) سنن الترمذي ج5 أبواب المناقب ص328 رقم 3875. ورواه حبيب الله الشنقيطي في كفاية الطالب ص30، وتفسير الطبري ج22 ص8 وتفسير القرآن العظيم لابن كثير ج3 ص485 مع فرق، ومعارج العلى في مناقب المرتضى لمحمّد صدر العالم ص137.
(9) ترجمة الإمام علي بن أبي طالب عليه السّلام من تاريخ مدينة دمشق ج2 ص437 رقم 944.
(10) المناقب، الفصل التاسع عشر ص211.
(11) كفاية الطالب ص30.
(12) معارج العلى في مناقب المرتضى ص138.
(13) الدرّ المنثور ج5 ص198، ورواه محمّد صدر العالم في معارج العلى في مناقب المرتضى ص137 مخطوط.
(14) مودة القربى، من ملحقات ينابيع المودة ص259.
(15) المستدرك على الصحيحين ج3 ص146، وأورده الذهبي في تلخيص المستدرك.
(16) المسند ج6 ص296 وص304، ورواه في المناقب ج1 الحديث 108 وابن كثير في تفسيره ج3 ص484.
(17) المسند ج6 ص304.
(18) المسند ج6 ص292، ورواه في المناقب ج1 الحديث 116 ص85 مخطوط ومحمّد بن طلحة في مطالب السوول ص18 مع فرق.
(19) المناقب ج1 الحديث 151. ص111.
(20) جامع البيان ج22 ص6.
(21 و 22) المصدر ص7، ورواه ابن كثير في تفسير القرآن العظيم ج3 ص485.
(23) تفسير القرآن العظيم ج3 ص484.
(24) تفسير الدر المنثور ج5 ص198.
(25) المصدر.
(26) شواهد التنزيل ج2 ص56 رقم 707.
(27) صحيح مسلم ج4 باب فضائل أهل بيت النبي ص1883 ورواه البيهقي في السنن الكبرى ج2 باب بيان أهل بيته الذين هم آله ص149 والحاكم النيسابوري، والذهبي في المستدرك على الصحيحين وتلخيصه ج3 باب مناقب أهل بيت رسول الله ص147، ورواه محمّد بن جرير الطبري في جامع البيان ج22 ص6، والبدخشي في نزل الأبرار ص57، وفي مفتاح النجاء ص2. والسيوطي في تفسيره الدر المنثور ج5 ص198، والسخاوي في استجلاب ارتقاء الغرف ص51، ومحمّد صدر العالم في معارج العلى في مناقب المرتضى ص138.
(28) كفاية الطالب ص27.
(29) تفسير القرآن العظيم ج3 ص485.
(30) ترجمة الإمام علي بن أبي طالب من تاريخ مدينة دمشق ج2 ص164 رقم 642.
(31) المسند ج3 ص259 و285 وج6 ص292 و296 و304.
(32) المناقب ج1 ص77 رقم 108 وص85 رقم 116 وص111 رقم 151 وص222 رقم 259 وج2 ص243 رقم11.
(33) ج4 باب فضائل أهل البيت ص1883 رقم 2424.
(34) ج5 أبواب المناقب، باب مناقب أهل بيت النبيّ صلّى الله عليه وسلّم ص328 رقم 3875.
(35) ص16 طبع مصر.
(36) ج22 ص6 وص7 وص8.
(37) ج1 ص332.
(38) ج2 ص416، كتاب التفسير وج3 ص147 كتاب معرفة الصحابة.
(39) ج2 بيان أهل بيته والذين هم آله ص145.
(40) ج9 ص126 رقم 4743، وج140 248 رقم 5396.
(41) باب آية التطهير ص302 رقم 346، وص303 رقم 347، وص304 رقم 348 و349 وص306 رقم 351.
(42) الفصل الخامس ص25 طبعة النجف.
(43) ج2 رقم 647 و649 و655 و657 و658 و670 و672 و673 و674 و675 و676 و678 و680 و681 و682 و683 و684 و686 و689 و690 و691 و693 و704 و719 و721 و722 و724 و725 و726 و731 و732 و734 و736 و738 و740 و741 و743 و747 و751 و752 و755 و758 و760 و761 و765 و768.
(44) ترجمة الإمام علي بن أبي طالب عليه السّلام من تاريخ مدينة دمشق ج2 ص164 رقم 642 وص436 رقم743 وص437 رقم944.
(45) ج2 ص12.
(46) مطالب السؤول ص18 مخطوط.
(47) الباب الثاني والثلاثون ص144.
(48) باب بيان أن فاطمة وعلياً والحسن والحسين هم أهل البيت ص21 طبع مصر.
(49) ج3 باب ذكر اختصاص علي بن أبي طالب وزوجته وابنيه بأهل البيت ص195.
(50) ج2 ص18 رقم 362 وص22 رقم364.
(51) باب ذكر وصاة رسول الله صلّى الله عليه وآله ص238.
(52) الجزء الثالث ص484.
(53) في ينابيع المودة، المودة الحادية عشر ص259.
(54) ج9 باب فضل أهل البيت ص66ـ167.
(55) المقدمة ص25.
(56) باب وصي النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم وخليفته ص51.
(57) ج5 ص198.
(58) العقد الثاني، الذكر الأول، ذكر تفضيلهم ص134 مخطوط.
(59) باب مشروعية الصلاة علهيم ص139.
(60) ج13 باب فضائل أهل البيت ص646 طبع حلب رقم 37633.
(61) باب ما ورد من مناقب أهل الكساء ص139 مخطوط.
(62) الباب الرابع ص57.
(63) المعراج التاسع ص134.
(64) بهامش نور الأبصار للشبلنجي ص105.
(65) باب مناقب الحسن والحسين وباقي الأئمة الاثنى عشر ص129.
(66) ص27.