(4) علي معلّم القرآن
روى الحمويني باسناده عن أبي جعفر محمّد بن علي عن أبيه عن جده قال: «قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: لما اسري بي إلى السماء، ثم من السماء إلى السماء، ثم إلى سدرة المنتهى، وقفت بين يدي ربي عزّوجل، فقال لي: يا محمّد، فقلت: لبيك وسعديك، قال: قد بلوت خلقي فايهم رأيت اطوع لك؟ قال: قلت ربي رأيت علياً اطوع لي، قال: صدقت يا محمّد، فهل اتخذت لنفسك خليفة يؤدي عنك ويعلّم عبادي من كتابي ما لا يعلمون؟ قال: قلت: اختر لي يا رب، قال: قد اخترت لك علياً فاتخذه لنفسك خليفة ووصياً. يا محمّد، علي راية الهدى وامام من اطاعني ونور اوليائي وهو الكلمة التي ألزمتها المتقين، من أحبه فقد أحبني ومن ابغضه فقد ابغضني فبشره بذلك يا محمّد، فقال النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم قلت: ربي لقد بشرته فقال علي: أنا عبد الله وفي قبضته، ان يعاقبني فبذنبي لم يظلمني شيئاً، وان يتمم لي وعدي فالله مولاي، قال: اللّهم أجل قلبه، واجعل ربيعه الايمان قال: قد جعلت يا محمّد غير اني مختصه بشيء من البلاء لم اخص به احداً من اوليائي، قال: قلت: يا رب أخي وصاحبي. قال: قد سبق في علمي أنه مبتلى، ولو لا علي لم يعرف حزبي ولا أوليائي ولا اولياء رسلي»(1).
وروى الخوارزمي باسناده عن زر بن حبيش قال: «قرأت القرآن من أوله إلى آخره في المسجد الجامع بالكوفة على أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السّلام، فلما بلغت الحواميم قال لي أميرالمؤمنين: قد بلغت عرايس القرآن. فلما بلغت رأس العشرين من حم عسق (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فِي رَوْضَاتِ الْجَنَّاتِ لَهُم مَّا يَشَاؤُونَ عِندَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الكَبِيرُ)(2)بكى حتى ارتفع نحيبه، ثم رفع رأسه الى السماء وقال: يا زر أمّن على دعائي، ثم قال: اللّهم اني اسألك إخبات المخبتين واخلاص الموقنين ومرافقة الأبرار واستحقاق حقائق الايمان، والغنيمة من كل بر والسلامة من كل اثم، ووجوب رحمتك، وعزائم مغفرتك، والفوز بالجنة والنجاة من النار، يا زر، إذا ختمت القرآن فادع بهذا فان حبيبي رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم أمرني ان أدعوا به عند ختم القرآن»(3).
قال ابن أبي الحديد: «عن أبي جعفر محمّد بن علي عليه السّلام. قال: كان علي عليه السّلام إذا صلّى الفجر لم يزل معقباً إلى أن تطلع الشمس، فإذا طلعت اجتمع إليه الفقراء والمساكين وغيرهم من الناس فيعلمهم الفقه والقرآن»(4).
روى الحافظ ابن مردويه بسنده عن أنس قال: «كان رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم في بيت ام حبيبة بنت أبي سفيان فقال: يا ام حبيبة اعتزلينا فاني على حاجة، ثم دعا بوضوء فاحسن الوضوء، ثم قال: ان أول من يدخل من هذا الباب أميرالمؤمنين وسيد العرب وخير الوصيين، وأولى الناس بالناس، فقال انس: فجعلت اقول اللهم اجعله رجلا من الأنصار، قال: فدخل علي عليه السّلام فجاء يمشي حتى جلس إلى جنب رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فجعل رسول الله يمسح وجهه بيده. ثم مسح بها وجه علي بن أبي طالب عليه السّلام فقال علي عليه السّلام وما ذاك يا رسول الله؟ قال: انك تبلغ رسالتي من بعدي وتؤدي عني، وتسمع الناس صوتي، وتعلم الناس من كتاب الله ما لا يعلمون»(5).
وروى ابن عساكر باسناده عن زاذان عن ابن مسعود قال: «قرأت على رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم تسعين سورة وختمت القرآن على خير الناس بعده، فقيل له: من هو؟ قال: علي بن أبي طالب»(6).
وروى محمّد صدر العالم باسناده عن عبدالله بن مسعود: «ان القرآن أنزل على سبعة احرف، ما منها حرف الا له ظهر وبطن، وان علي بن أبي طالب رضي الله عنه عنده منه علم الظاهر والباطن»(7).
(1) فرائد السمطين ج1 ص268.
(2) سورة الشورى: 22.
(3) المناقب الفصل السابع ص43.
(4) شرح نهج البلاغة ج4 ص109 بتحقيق محمّد أبو الفضل إبراهيم.
(5) كتاب اليقين ص11.
(6) ترجمة الامام علي بن أبي طالب من تاريخ مدينة دمشق ج3 ص25 و26 رقم /1051 ورواه الهيثمي في مجمع الزوايد ج9 ص116، والخوارزمي الفصل 7 ص48، ينابيع المودة المودة ص247.
(7) معارج العلى في مناقب المرتضى ص49 ورواه الجزري في اسنى المطالب ص15، والسيد شهاب الدين أحمد في توضيح الدلائل في تصحيح الفضائل 423 مخطوط.