الباب الثَالِث وَالعشرُون: عليٌّ (عليه السلام) والعِلمْ
1 ـ عليٌّ عليه السّلام باب علم النبي (ص).
2 ـ عليٌّ عليه السّلام باب حكمة النبي (ص).
3 ـ عليٌّ عليه السّلام باب الفقه.
4 ـ عليٌّ عليه السّلام أعلم الصحابة وأكثر الأمة علماً.
5 ـ عليٌّ عليه السّلام أقام اعوجاج الصحابة.
علي باب علم النبي
روى الحاكم النيسابوري باسناده عن ابن عباس وعن جابر بن عبدالله، قالا: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: «أنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن أراد المدينة فليأت الباب»(1).
وروى الخوارزمي باسناده عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: «أنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن أراد العلم فليأت الباب»(2).
وروى الزرندي عن علي عليه السّلام قال: «علّمني رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ألف باب، كلّ باب يفتح لي ألف باب»(3).
وروى ابن المغازلي باسناده عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: «أتاني جبرئيل عليه السّلام بدرنوك من درانيك الجنة، فجلست عليه، فلما صرت بين يدي ربي كلمني وناجاني، فما علمني شيئاً الا علمه علي، فهو باب مدينة علمي، ثم دعاه النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم اليه، فقال له: يا علي سلمك سلمي وحربك حربي، وأنت العلم ما بيني وبين أمتي من بعدي»(4).
وروى الحمويني باسناده عن ابن عباس، عن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم قال: «أنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن أراد بابها فليأت علياً»(5).
وباسناده عن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عن أبيه عن جده الحسين عن علي بن أبي طالب عليه السّلام قال: «علمني رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ألف باب كل باب يفتح لي ألف باب»(6).
وروى الكنجي عن علي عليه السلام قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: «شجرة أنا أصلها وعلي فرعها والحسن والحسين ثمرها، والشيعة ورقها، فهل يخرج من الطيب الا الطيب؟ وأنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن أراد المدينة فليأتها من بابها»(7).
وباسناده عن جابر: «سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يوم الحديبية، وهو آخذ بضبع علي بن أبي طالب عليه السّلام وهو يقول: هذا أميرالبررة، وقاتل الفجرة، منصور من نصره، مخذول من خذله، ثم مد صوته وقال: أنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن أراد المدينة فليأتها من بابها»(8).
قال الكنجي: قال العلماء من الصحابة والتابعين وأهل بيته بتفضيل علي وزيادة علمه وغزارته وحدّة فهمه ووفور حكمته وحسن قضاياه وصحة فتواه، وقد كان أبو بكر وعمر وعثمان وغيرهم من علماء الصحابة يشاورونه في الأحكام ويأخذون بقوله في النقض والابرام، اعترافاً منهم بعلمه ووفور فضله ورجاحة عقله وصحة حكمه، وليس هذا الحديث في حقه بكثير، لأن رتبته عند الله وعند رسوله صلّى الله عليه وآله وسلّم وعند المؤمنين من عباده اجل وأعلى من ذلك»(9).
وروى المتقي باسناده عن ابن عباس: «علي عيبة علمي»(10).
وروى ابن عساكر باسناده عن علي عليه السّلام قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: «أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد العلم فليأت باب المدينة»(11).
وباسناده عن عايشة قالت: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وهو في بيتها لما حضره الموت: «ادعوا لي حبيبي، قالت: فدعوت له أبا بكر فنظر اليه ثم وضع رأسه، ثم قال: ادعوا لي حبيبي، فدعوا له عمر فلما نظر اليه وضع رأسه، ثم قال: ادعوا لي حبيبي، فقلت: ويلكم أدعوا له علي بن أبي طالب، فوالله ما يريد غيره، فدعوا علياً فأتاه فلما رآه أفرد الثوب الذي كان عليه ثم أدخله فيه، فلم يزل يحتضنه حتى قبض ويده عليه»(12).
وباسناده عن سعيد بن المسيب، قال: «لم يكن أحد من أصحاب النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول (سلوني) الا علي»(13).
وباسناده عن عمير بن عبدالله قال: «خطبنا عليّ بن أبي طالب على منبر الكوفة، فقال: ايها الناس، سلوني قبل أن تفقدوني فبين الجنبين مني علم جم»(14).
وباسناده عن خالد بن عرعره، قال: «أتيت الرحبة فإذا أنا بنفر جلوس قريب من ثلاثين أو أربعين رجلا، فقعدت فيهم فخرج علينا علي عليه السّلام فما رأيته انكر أحداً من القوم غيري، فقال: ألا رجل يسألني فينتفع وينفع نفسه»(15).
وروى الخوارزمي باسناده عن أبي البختري قال: «رأيت علياً عليه السّلام صعد المنبر بالكوفة وعليه مدرعة كانت لرسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم متقلداً بسيف رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ومعتماً بعمامة رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وفي اصبعه خاتم رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فقعد على المنبر وكشف عن بطنه وقال: سلوني قبل ان تفقدوني، فانما بين الجوانح علم جم، هذا سفط العلم، هذا لعاب رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، هذا ما زقّني رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم زقّاً من غير وحي اوحي الي، فوالله لو ثنيت لي الوسادة وجلست عليها، لأفتيت لأهل التوراة بتوراتهم ولأهل الانجيل بانجيلهم، حتى ينطق الله التوراة والانجيل، فيقولا: صدق علي قد أفتاكم بما أنزل فينا، وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون»(16).
وروى السيوطي في الجامع الصغير عن ابن عباس [علي عيبة علمي]،
قال المناوي: «أي مظنة استفصاحي وخاصتي وموضع سري ومعدن نفائسي، والعيبة ما يحرز الرجل فيه نفائسه، قال ابن دريد: وهذا من كلامه الموجز الذي لم يسبق ضرب المثل به في ارادة اختصاصه بأموره الباطنة التي لا يطل عليها أحد غيره، وذلك غاية في مدح علي وقد كانت ضمائر اعدائه منطوية على اعتقاد تعظيمه. وفي شرح الهمزية: ان معاوية كان يرسل يسأل علياً عن المشكلات فيجيبه، فقال أحد بنيه: تجيب عدوك؟ قال: أما يكفينا أن احتاجنا وسألنا»(17).
وروى سبط ابن الجوزي باسناده عن علي عليه السّلام، قال: «قال لي رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: أنا مدينة العلم وعلي بابها، وفي رواية: أنا دار الحكمة وعلي بابها، وفي رواية: أنا مدينة الفقه وعلي بابها، فمن أراد العلم فليأت الباب، ورواه عبد الرزاق، فقال: فمن أراد الحكم فليأت الباب»(18).
وروى محمّد صدر العالم باسناده عن أبي ذر، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: «علي باب علمي ويبين لأمتي ما أرسلت به من بعدي، حبه ايمان وبغضه نفاقٌ والنظر اليه رأفة»(19).
وروى السيد شهاب الدين أحمد باسناده عن مولانا أميرالمؤمنين عليه الصلاة والسلام، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: «يا علي، ان الله أمرني ان ادنيك واعلمك لتعي، ونزلت هذه الآية (وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ)(20) فأنت أذن واعية لعلمي»(21).
وروى باسناده عن ابن عباس عن النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم أنه قال، وهو في بيت أم سلمة رضي الله عنها: «هذا علي بن أبي طالب، لحمه من لحمي ودمه من دمي، وهو مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي، ثم قال صلّى الله عليه وآله وسلّم: يا أم سلمة، اشهدي واسمعي، هذا أميرالمؤمنين وسيد المسلمين وعيبة علمي وبأبي الذي أوتى منه، أخي في الدنيا وفي الآخرة ومعي في السنام الاعلى»(22).
وروى الشنقيطي باسناده عن علي عليه السّلام قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: «أنا دار العلم وعلي بابها»(23).
وروى الوصابي باسناده عن جابر رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: «أنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن أراد العلم فليأت من الباب»(24).
وروى المتقي باسناده عن ابن عباس: «ان علياً خطب الناس، فقال: يا ايها الناس ما هذه المقالة السيئة التي تبلغني عنكم؟ والله لتقتلن طلحة والزبير، ولتفتحن البصرة ولتأتينكم مادة من الكوفة ستة آلاف وخمسمائة وستين، أو خمسة آلاف وستمائة وخمسين، قال ابن عباس: فقلت: الحرب خدعة، قال: فخرجت فأقبلت اسأل الناس: كم أنتم؟ فقالوا كما قال فقلت: هذا مما أسرّه اليه رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم أنه علمه ألف الف كلمة كل كلمة تفتح الف ألف كلمة»(25).
وروى الخطيب باسناده عن ابن عباس عن النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم: «أنا مدينة العلم وعلى بابها»(26).
(1) المستدرك ج3 ص126 و127، ورواه ابن المغازلي في المناقب ص80ـ85 الحديث 120 إلى 126، والجزري في أسنى المطالب ص14 مع فرق يسير.
(2) المناقب الفصل السابع ص40 ورواه الجزري في أسنى المطالب ص14 وابن حجر في الصواعق المحرقة ص73 الحديث التاسع والشنقيطي في كفاية الطالب ص48 وابن عساكر في ترجمة الامام علي بن أبي طالب ج2 ص466 رقم 985، والوصّابي في أسنى المطالب في الباب التاسع ص48 رقم14.
(3) نظم درر السمطين ص113، ورواه المتقي في منتخب كنز العمال بهامش مسند أحمد ج5 ص 30 عنه وعن جابر.
(4) المناقب ص50 الحديث 73.
(5) فرائد السمطين ج1 ص98 رقم 67 ورواه الزرندي في نظم درر السمطين ص113.
(6) فرائد السمطين ص101، رقم 70.
(7) كفاية الطالب ص220.
(8) المصدر ص221، ورواه ابن عساكر ج2 ص476.
(9) كفاية الطالب ص222.
(10) كنز العمال ج11 ص603 طبع حلب، ورواه الوصابي عن أبي ذر الغفاري في أسنى المطالب ص47، والكنجي في كفاية الطالب ص198 ومحمّد صدار العالم في معارج العلى ص43 والمتقي في منتخب الكنز بهامش مسند أحمد ج5 ص30، وابن عساكر في ج2 ص482 رقم 1001.
(11) ترجمة الامام علي بن أبي طالب من تاريخ مدينة دمشق ج2 ص464 رقم 984.
(12) ترجمة الامام علي بن أبي طالب من تاريخ مدينة دمشق ج3 ص15 رقم 1027.
(13) المصدر ص24، رقم 1045.
(14) ترجمة علي من تاريخ دمشق ص24، رقم 1046.
(15) المصدر ص25، رقم 1047.
(16) مقتل الحسين ج1 ص44.
(17) فيض القدير ج4 ص356 رقم / 5593.
(18) تذكرة الخواص ص48.
(19) معارج العلى في مناقب المرتضى ص 43 مخطوط.
(20) سورة الحاقة: 12.
(21) توضيح الدلائل في تصحيح الفضائل ص416، مخطوط.
(22) توضيح الدلائل ص419.
(23) كفاية الطالب ص48، ورواه الوصابي في أسنى المطالب الباب التاسع ص46 رقم3.
(24) أسنى المطالب ص48 رقم 17.
(25) منتخب كنز العمال بهامش مسند أحمد ج5 ص43.
(26) تاريخ بغداد ج11 ص204، رقم 5908.