علي امام البررة و ولي المتقين
روى الحاكم النيسابوري باسناده عن عبد الرحمان بن عثمان قال: «سمعت جابر بن عبدالله رضي الله عنه يقول: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وهو آخذ بضبع علي بن أبي طالب رضي الله عنه وهو يقول: هذا أمير البررة، قاتل الفجرة، منصور من نصره، مخذول من خذله، ثم مدّ بها صوته. هذا حديث صحيح الاسناد»(1).
وروى الخوارزمي باسناده عن جعفر بن محمّد بن أبيه عن علي بن الحسين عن أبيه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: نزل علي جبرئيل عليه السّلام صبيحة يوم فرحاً مسروراً مستبشراً، فقلت: حبيبي مالي أراك فرحاً مستبشراً فقال: يا محمّد وكيف لا اكون فرحاً مستبشراً، وقد قرت عيني بما اكرم الله اخاك ووصيك وامام امتك علي بن أبي طالب عليه السّلام فقلت: وبم اكرم الله اخي ووصيي وامام امتي؟ قال: باهى الله بعبادته البارحة ملائكته وحملة عرشه، وقال: ملائكتي انظروا الى حجتي في أرضي على عبادي بعد نبّيي محمّد فقد عفر خدّه في التراب تواضعاً لعظمتي، اشهدكم انه امام خلقي ومولى بريتي»(2).
وروى الحمويني عن أبي برزة قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: «ان الله تعالى عهد الي عهداً في علي فقلت: يا رب بيّنه لي، فقال: اسمع فقلت سمعت فقال: ان علياً راية الهدى وامام اوليائي ونور من أطاعني وهو الكلمة التي الزمتها المتقين، من احبه احبني ومن أبغضه أبغضني، فبشره بذلك، فجاء علي فبشرته، فقال يا رسول الله: أنا عبدالله وفي قبضته فان يعذبني فبذنبي وان يتم لي الذي بشرتني به فالله اولى بي قال: قلت: اللهم اجل قلبه واجعل ربيعه الايمان، فقال الله عزّوجل: قد فعلت به ذلك ثم انه رفع الي انه سيخصه من البلاء بشيء لم يخص به أحداً من أصحابي فقلت: يا ربي أخي وصاحبي، فقال: ان هذا شيء قد سبق انه مبتلى ومبتلى به»(3).
وروى ابن عساكر باسناده عن أبي جعفر وعن عمر بن علي، قالا: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: «ان الله تعالى عهد الي في علي عهداً، قلت: رب بيّنه لي، قال: اسمع يا محمّد، قال: قلت: سمعت قال: ان علياً راية الهدى بعدي وامام اوليائي ونور من أطاعني، وهو الكلمة التي الزمتها المتقين، فمن أحبه احبني ومن أبغضه ابغضني فبشره بذلك»(4).
وروى محمّد بن رستم باسناده عن علي عليه السّلام قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: «يا بريدة، ان علياً وليكم بعدي فأحب علياً فإنه يفعل ما يؤمر»(5).
وروى السيوطي في الجامع الصغير عن جابر: «علي امام البررة وقاتل الفجرة، منصور من نصره مخذول من خذله»(6).
فقال المناوي «(قاتل الفجرة) اي المنبعثين في المعاصي (منصور) من عند الله (من نصره) أي معان من عند الله مؤيد بقوته (مخذول من خذله) اي متروك من رعاية الله واعانته وما أحسن قول حكيم له ـ لما دخل الكوفة ـ لقد زينت الخلافة وما زينتك ورفعتها وما رفعتك وهي احوج اليك منك اليها. وهو أول صبي اسلم اجماعاً وصح اسلامه لأن الاحكام اذ ذاك كانت منوطة بالتمييز ولم يعبد وثناً قط»(7).
روى الهيثمي عن عبدالله بن عكيم، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: «ان الله تعالى اوحى الي في علي ثلاثة اشياء ليلة اسرى بي، انه سيد المؤمنين وامام المتقين وقائد الغر المحجلين»(8).
روى ابن عساكر باسناده عن عبدالله بن اسعد بن زرارة عن أبيه، قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: «اوحي الي في علي انه سيد المسلمين وامام المتقين وقائد الغر المحجلين»(9).
وروى الخطيب بإسناده عن جابر بن عبدالله، قال: «سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يوم الحديبية وهو آخذ بيد علي يقول: هذا أمير البررة، وقاتل الفجرة، منصور من نصره، مخذول من خذله، يمد بها صوته، أنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن أراد البيت فليأت الباب»(10).
وروى ابن حجر باسناده عن جابر رضي الله عنه مرفوعاً: «هذا أمير البررة وقاتل الفجرة، أنا مدينة العلم وعلي بابها»(11).
وروى القندوزي باسناده عن جابر بن عبدالله الانصاري رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: «اقدم أمتي سلماً وأكثرهم علماً واصحهم ديناً وافضلهم يقيناً واكملهم حلماً واسمحهم كفّاً واشجعهم قلباً علي وهو الامام على أمتي».
(1) المستدرك على الصحيحين ج3 ص129، وأورد الشبلنجي شطراً من الحديث في نور الأبصار ص93.
(2) المناقب، الفصل التاسع عشر ص228.
(3) فرائد السمطين ج1 ص151، رقم 114.
(4) ترجمة الامام علي بن أبي طالب من تاريخ مدينة دمشق ج2 ص189 رقم 672.
(5) تحفة المحبين بمناقب الخلفاء الراشدين ص189.
(6) فيض القدير ج4 ص356 رقم 5591، وكنز العمال ج11 ص602 طبع حلب، ومنتخب الكنز بهامش مسند أحمد ج5 ص30، ونزل الابرار ص24 مخطوط، والصواعق المحرقة ص75.
(7) فيض القدير ج4 ص356 رقم 5591، وكنز العمال ج11 ص602 طبع حلب، ومنتخب الكنز بهامش مسند أحمد ج5 ص30، ونزل الابرار ص24 مخطوط، والصواعق المحرقة ص75.
(8) مجمع الزوائد ج9 ص121.
(9) ترجمة الامام علي بن أبي طالب من تاريخ مدينة دمشق ج2 ص258 رقم 775، ورواه الحاكم النيسابوري في المستدرك على الصحيحين ج3 ص137، وعلّق عليه بقوله: هذا حديث صحيح.
(10) تاريخ بغداد ج2 ص377 رقم 887، ج4 ص219، رقم 1915، والقندوزي في ينابيع المودة ص250.
(11) لسان الميزان ج1 ص197، رقم 620.