علي الشاهد لرسول الله
قال السيوطي بتفسير قوله تعالى: (أَفَمَن كَانَ عَلَى بَيِّنَة مِّن رَّبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ)من سورة هود:
«أخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه وأبو نعيم في المعرفة عن علي قال: ما من رجل من قريش الا نزل فيه طائفة من القرآن، فقال له رجل: ما نزل فيك؟ قال: أما تقرأ سورة هود: (أَفَمَن كَانَ عَلَى بَيِّنَة مِّن رَّبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ)(1) رسول الله على بينة من ربه، وأنا شاهد منه»(2).
وروى الحمويني باسناده عن زاذان قال: «سمعت عليّاً يقول: والذي فلق الحبة وبرأ النسمة لو كسرت لي وسادة ـ يقول: لو ثنيت ـ فاجلست عليها لحكمت بين أهل التوراة بتوراتهم وبين أهل الانجيل بانجيلهم وبين أهل الزبور بزبورهم وبين أهل الفرقان بفرقانهم، والذي فلق الحبة وبرأ النسمة ما من رجل من قريش جرت عليه المواسي الا وأنا اعرف له آية تسوقه إلى جنة أو تقوده إلى نار.
فقام رجل، فقال: ما آيتك يا أميرالمؤمنين التي نزلت فيك؟ قال: (أَفَمَن كَانَ عَلَى بَيِّنَة مِّن رَّبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ) فرسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم على بينة من ربه، وأنا الشاهد منه أتلوه: أتبعه»(3).
وروى القندوزي باسناده عن ابن عباس وعن زاذان كليهما عن علي، قال: «ان رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم كان على بينة من ربه وأنا التالي الشاهد منه»(4).
قال الرازي: «المراد هو علي بن أبي طالب رضي الله عنه والمعنى انّه يتلو تلك البينة. وقوله (منه) اي الشاهد من محمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم وبعض منه»(5).
وروى الطبري بسنده عن جابر عن عبدالله بن يحيى قال: «قال علي رضي الله عنه: ما من رجل من قريش الاّ وقد نزلت فيه الآية والآيتان فقال له رجل: فأنت فأيّ شيء نزل فيك؟ فقال علّي: أما تقرأ الآية التي نزلت في هود (وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ»(6).
وقال الخازن «الشاهد علي بن أبي طالب. وقوله (منه) يعني من النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم، والمراد تشريف هذا الشاهد وهو علي لاتصاله بالنبي صلّى الله عليه وآله وسلّم»(7).
(1) سورة هود: 17.
(2) الدر المنثور ج3 ص324.
(3) فرائد السمطين ج1 ص338 رقم 261.
(4) ينابيع المودة، الباب السادس والعشرون ص99.
(5) التفسير الكبير للفخر الرازي ج17 ص201 طبع المطبعة البهية المصرية.
(6) جامع البيان عن تأويل آى القرآن لمحمّد بن جرير الطبري ج12 ص5 مطبعة البابي الحلبي بمصر.
(7) لباب التأويل في معاني التنزيل لعلي بن محمّد البغدادي المعروف بالخازن ج2 ص40 طبع دار المعرفة بيروت.