عليٌ صاحب لواء الحمد
روى الخوارزمي بأسناده عن علي بن موسى الرضا، حدّثني أبي موسى بن جعفر، حدّثني أبي جعفر بن محمّد، حدّثني أبي محمّد بن علي، حدثني أبي علي بن الحسين، حدثني أبي الحسين بن علي، حدثني أبي علي بن أبي طالب قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: «يا علي أني سألت الله تعالى فيك خمس خصال فأعطاني، أمّا اوّلها: فسألت ربي أن تشق عني الأرض وانفض التراب عن رأسي وأنت معي فاعطاني، وامّا الثانية: فسألت ربيّ أن يوقفني عند كفّة الميزان وأنت معي فأعطاني، وأما الثالثة: فسألت الله أن يجعلك حامل لوائي الأكبر وهو لواء الله الأكبر عليه المفلحون الفائزون بالجنة فأعطاني، وامّا الرّابعة: فسألت ربي أن تسقي أمتي من حوضي، فأعطاني، وأما الخامسة: فسألت ربي أن تكون قائد أمتي إلى الجنة، فأعطاني، فالحمد لله الذي منّ علي بذلك»(1).
وروى بأسناده عن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم انّه قال: «يا عليّ ليس في القيامة راكب غيرنا ونحن أربعة، فقام اليه رجل من الأنصار فقال: فداك أبي وأمي أنت ومن؟ قال صلّى الله عليه وآله وسلّم: أنا على دابة الله تعالى البراق، وأخي صالح على ناقة الله التي عقرت، وعمي حمزة على ناقتي العضباء، وأخي علي ابن أبي طالب على ناقة من نوق الجنّة وبيده لواء الحمد، ينادي: لا اله الاّ الله، محمّد رسول الله، فيقول الآدميّون: ما هذا الاّ ملك مقرب، أو نبي مرسل، أو حامل عرش، فيجيبهم ملك من بطنان العرش: يا معشر الآدميّين، ليس هذا ملكاً مقرباً ولا نبيّاً مرسلا، ولا حامل عرش، هذا عليّ بن أبي طالب»(2).
وروى بأسناده عن انس قال: قال رسول صلّى الله عليه وآله وسلّم: «يا أبا برزة، انّ الله ربّ العالمين عهد الي عهداً في علي بن أبي طالب، فقال لي: انّه راية الهدى ومنار الايمان وإمام اوليائي ونور جميع من أطاعني، يا أبا برزة، عليّ بن أبي طالب أميني غداً في القيامة وصاحب رايتي غداً يوم القيامة والأمين على مفاتيح خزائن رحمة ربي»(3).
وروى بأسناده عن جابر بن عبدالله قال: «سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول: اوّل من يدخل الجنة من النبيين والصديقين عليّ بن أبي طالب، فقام إليه أبو دجانة فقال له: ألم تخبرنا عن الله تعالى انه أخبرك انّ الجنّة محرّمة على الأنبياء حتى تدخلها أنت، وعلى الأمم حتى تدخل أمتّك قال: بلى ولكن اما علمت ان حامل لواء الحمد امامهم؟ عليّ بن أبي طالب حامل لواء الحمد يوم القيامة بين يدي يدخل به الجنة وأنا على أثره، فقام علي عليه السلام وقد أشرق وجهه سروراً وقال: الحمد لله الذي شرفنا بك يا رسول الله»(4).
وروى بأسناده عن علي بن أبي طالب عليه السلام عن النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم قال: «أنا اوّل من تنشق عنه الأرض يوم القيامة، وأنت معي ومعنا لواء الحمد، وهو بيدك تسير به امامي تسبق به الأولين والآخرين»(5).
وروى بأسناده عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: «يأتي على الناس يوم القيامة وقت ما فيه راكب الاّ نحن أربعة، فقال له العبّاس عمّه: فداك أبي وأمّي ومن هؤلاء الأربعة؟ قال: أنا على البراق وأخي صالح على ناقة الله التي عقرها قومه، وعمّي حمزة أسد الله على ناقتي العضباء وأخي علي بن أبي طالب على ناقة من نوق الجنّة، مدبجة الجنبين عليه حلتان خضراوان من كسوة الرّحمان، على رأسه تاج من نور لذلك التّاج سبعون ألف ركن على كلّ ركن ياقوتة حمراء، تضيء للرّاكب مسيرة ثلاثة ايام وبيده لواء الحمد، ينادي: لا اله الاّ الله، محمّد رسول الله، فيقول الخلائق: من هذا؟ ملك مقرّب أو نبيّ مرسل أو حامل عرش؟ فينادي مناد من بطنان العرش: ليس هذا ملكاً مقرباً ولا نبياً مرسلا ولا حامل عرش، هذا عليّ بن أبي طالب وصي رسول رب العالمين وأميرالمؤمنين وقائد الغرّ المحجّلين في جنات النعيم»(6).
وروى أحمد بأسناده عن أبي سعيد الخدري عن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: «أعطيت في عليٍّ خمساً هي أحبّ الي من الدنيا وما فيها، أما واحدة: فهو مكاني بين يدي الله عزوجل حتى يفرغ من الحساب، واما الثانية: فلواء الحمد بيده وآدم ومن ولد تحته، واما الثالثة: فواقف على عقر حوضي يسقي من هو عرف من أمتي، واما الرّابعة: فساتر عورتي ومسلّمي إلى ربي عزّوجل، واما الخامسة: فلست أخشى عليه أن يرجع زانياً بعد احصان ولا كافراً بعد ايمان»(7).
وروى المتقي عن علي: «سألت يا علي فيك خمساً، فمنعني واحدة، واعطاني أربعاً، سألت الله أن يجمع عليك أمتي فأبى علي، واعطاني فيك أن أول من تنشق عنه الأرض يوم القيامة، أنا وأنت معي، معك لواء الحمد وأنت تحمله بين يدي تسبق به الأولين والآخرين، واعطاني فيك انك وليّ المؤمنين بعدي»(8).
وروى ابن عساكر بأسناده عن أنس بن مالك: «سألت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فقلت: بأبي وأمي من صاحب لوائك يوم القيامة؟ قال: صاحب لوائي يوم القيامة صاحب لوائي في دار الدنيا وأشار إلى علي بن أبي طالب»(9).
روى محمّد صدر العالم بأسناده عن ابن عباس قال: «قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم لعلي: اننّا نأتي يوم القيامة فيدفع الّي لواء الحمد فأدفعه اليك وأنت تذود الناس عن حوضي»(10).
روى ابن عساكر بأسناده عن جابر بن سمرة قال: قيل: يا رسول الله «من يحمل رايتك يوم القيامة؟ قال: من كان يحملها في الدنيا علي بن أبي طالب»(11).
(1) المناقب، الفصل التاسع عشر ص208، والمتقي في منتخب الكنز بهامش مسند أحمد ج5 ص50 مع فرق.
(2) المناقب، الفصل التاسع عشر، ص209، ورواه الحمويني في فرائد السمطين ج1 ص87.
(3) المناقب ص220، ورواه الحمويني في فرائد السمطين ج1 ص144، وأبو نعيم في حلية الأولياء ج1 ص66.
(4) المناقب الفصل التاسع عشر ص227.
(5) المناقب، الفصل الثاني والعشرون ص259.
(6) المناقب، ورواه ابن عساكر في ترجمة الإمام علي بن أبي طالب من تاريخ مدينة دمشق ج2 ص333 رقم 836، والخطيب في التاريخ ج11 ص112.
(7) الفضائل ج1 الحديث 237، مخطوط.
(8) كنز العمال ج11 ص625 طبع حلب.
(9) ترجمة الامام علي بن أبي طالب من تاريخ مدينة دمشق ج1 ص147 رقم 212.
(10) معارج العلى في مناقب المرتضى ص125 مخطوط.
(11) ترجمة الامام علي بن أبي طالب من تاريخ مدينة دمشق ج1 ص146 رقم 209.