عليٌ تشتاقه الجنة
روى الحاكم النيسابوري بأسناده عن أنس، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: «اشتاقت الجنّة إلى ثلاثة: عليٌّ وعمّار وسلمان»(1).
روى الحافظ ابن مردويه بأسناده عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: «الجنة مشتاقة إلى أربعة من أمتي فهبت أن أسأله من هم، فأتيت أبا بكر فقلت له: ان النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم قال: ان الجنة تشتاق إلى أربعة من أمتي، فاسأله من هم؟ فقال: أخاف أن لا اكون منهم فيعيرني به بنو تيم فأتيت عمر، فقلت له مثل ذلك فقال: أخاف أن لا اكون منهم فيعيرني به بنو عدّي، فأتيت عثمان فقلت له مثل ذلك فقال: أخاف أن لا أكون منهم فيعيرني به بنو امية، فأتيت علياً وهو في ناضح له فقلت له: ان النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم قال: الجنة مشتاقة إلى أربعة من أمتي فاسأله من هم؟ فقال: والله لأسألنّه، فان كنت منهم لأحمدن الله عزّوجلّ، وان لم أكن منهم لأسألنّ الله أن يجعلني منهم أو أودهم، فجاء وجئت معه إلى النّبي فدخلنا على النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم ورأسه في حجر دحية الكلبي، فلما رآه دحية قام إليه وسلّم عليه وقال: خذ برأس ابن عمك يا أميرالمؤمنين، فأنت أحق به فاستيقظ النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم ورأسه في حجر علي فقال له: يا أبا الحسن ما جئتنا الاّ في حاجة، قال: بأبي أنت وامي يا رسول الله دخلت ورأسك في حجر دحية الكلبي فقام اليّ وسلّم عليّ وقال: خذ برأس ابن عمك اليك فأنت أحق به مني يا أميرالمؤمنين، فقال له النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم فهل عرفته؟ فقال: هو دحية الكلبي، فقال له: ذاك جبرئيل عليه السلام فقال له: بأبي وأمّي يا رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم اعلمني أنس انك قلت: ان الجنة مشتاقة إلى أربعة من أمتي، فمن هم؟ فأومى بيده إليه، فقال: أنت والله أولهم، أنت والله أولهم، أنت والله أولهم ثلاثاً، فقال له: بأبي أنت وأمي، فمن الثلاثة؟ فقال له: المقداد وسلمان وأبو ذر»(2).
وروى الوصابي، عن ابن عباس رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: «ما مررت بسماء إلاّ وأهلها يشتاقون علي بن أبي طالب، وما في الجنّة نبّي إلاّ وهو يشتاق إلى علي بن أبي طالب»(3).
(1) المستدرك على الصحيحين ج3 ص137، ورواها البلاذري في أنساب الأشراف ج2 ص122، والكنجي في كفاية الطالب ص131، والمتقي في كنز العمال ج11 ص639 طبع حلب، والقندوزي الباب 42 ص126 عن الترمذي.
(2) كتاب اليقين ص16 مخطوط، ورواه الهيثمي في مجمع الزوائد ج9 ص117 لكنهم ثلاثة وهم علي وعمّار وسلمان، وانظر تهذيب تاريخ دمشق ج6 ص21.
(3) أسنى المطالب ص10 مخطوط. ورواه القندوزي في ينابيع المودة الباب الخامس والأربعون ص215.