البابُ الثاني وَالثَلاَثُون: عليٌ (عليه السلام) ومَوت رَسُول الله (ص)
1 ـ علي عليه السّلام آخر الناس عهداً برسول الله (ص).
2 ـ مات رسول الله ورأسه في حجر علّي عليه السّلام.
3 ـ علي عليه السّلام جهّز رسول الله (ص).
عليٌ آخر الناس عهداً برسول الله
روى أحمد والنسائي والحاكم بالاسناد عن أم سلمة قالت: «والذي أحلف به ان كان علي لأقرب النّاس عهداً برسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم قالت: عدنا رسول الله غداة بعد غداة، يقول: جاء علي؟ مراراً، قالت: وأظنه كان بعثه في حاجة، قالت: فجاء بعد فظننت أن له إليه حاجة فخرجنا من البيت فقعدنا عند الباب فكنت من أدناهم إلى الباب فاكبّ عليه علي فجعل يسارّه ويناجيه ثم قبض رسول الله من يومه ذلك فكان أقرب الناس به عهداً»(1).
وروى الخوارزمي بأسناده عن عباس بن عبد المطلب يمدح عليّاً عليه السلام حين بويع لأبي بكر:
ما كنت احسب أن الأمر منحرف *** عن هاشم ثم عنها عن أبي حسن
أليس أول من صلى لقبلتكم *** واعلم الناس بالآثار والسنن
وأقرب الناس عهداً بالنّبي ومن *** جبريل عون له في الغسل والكفن
من فيه ما في جميع الناس كلهم *** وليس في الناس ما فيه من الحسن
ما ذا الّذي ردّكم عنه فنعرفه *** ها ان بيعتكم من اوّل الفتن»(2)
وروى باسناده عن عائشة: قالت: «قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وهو في بيتي لما حضره الموت: أدعوا لي حبيبي، فدعوت أبا بكر فنظر إليه رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ثم وضع رأسه، ثم قال: أدعوا لي حبيبي، فقلت: ويلكم أدعوا له علي بن أبي طالب، فوالله ما يريد غيره، فلما رآه استوى جالساً وفرّج الثوب الذي كان عليه ثم أدخله فيه فلم يزل يحتضنه حتى قبض ويده عليه»(3).
وروى باسناده عن جابر، قال: «سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول لعلي بن أبي طالب عليه السلام قبل موته بثلاثة أيام: سلام الله عليك أبا الريحانتين، اوصيك بريحانتي من الدنيا فعن قليل ينهدّ ركناك، والله خليفتي عليك، قال: فلما قبض رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم قال علي عليه السلام: هذا أحد ركنّي الذي قال لي رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم قال: فلما ماتت فاطمة قال علي: هذا الركن الثاني الذي قال لي رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم»(4).
روى محمّد صدر العالم بأسناده عن شر حبيل بن مرّة قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: «أبشر يا علي حياتك وموتك معي»(5).
قال محمّد صدر العالم: «أخرج ابن سعد عن جابر بن عبدالله، ان كعب الأحبار قدم زمن عمر، فقال ـ ونحن جلوس عند عمر ـ يا أميرالمؤمنين: ما كان آخر ما تكلم به رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم؟ فقال عمر: سل عليّاً، فقال: اين هو هذا؟ فسأله فقال علي: اسندته إلى ظهري فوضع رأسه على منكبي وقال: الصلاة، الصلاة، فقال كعب: كذلك عهد الانبياء وبه أمروا وعليه يبعثون، قال: فمن غسله يا أميرالمؤمنين؟ قال: سل علياً، فسأله، قال: كنت اغسله وكان عباس جالساً وكان أسامة وشقران يختلفان إلى الماء»(6).
(1) المسند ج6 ص300، والمستدرك على الصحيحين ج3 ص138 الخصائص 40 ورواه ابن عساكر ج3 ص17 والكنجي في كفاية الطالب ص263 مع فرق، وسبط ابن الجوزي في تذكرة الخواص ص42.
(2) المناقب الفصل الأول ص8.
(3) المناقب، الفصل الخامس ص29، ورواه الحضرمي في وسيلة المآل ص239، وابن عساكر في ترجمة الامام علي ابن أبي طالب من تاريخ مدينة دمشق ج3 ص15 رقم 1027.
(4) المناقب الفصل الرابع عشر ص85، ورواه أحمد في فضائل ج1 الحديث 186، ورواه أبو نعيم في حلية الأولياء ج3 ص201 والكنجي في كفاية الطالب ص213 مع فرق يسير.
(5) معارج العلى في مناقب المرتضى ص92.
(6) معارج العلى ص120.