(سورة يونس)
(أَكَانَ لِلنَّاسِ عَجَباً أَنْ أَوْحَيْنَا إِلَى رَجُل مِّنْهُمْ أَنْ أَنذِرِ النَّاسَ وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُواْ أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْق عِندَ رَبِّهِمْ قَالَ الْكَافِرُونَ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ مُّبِينٌ)(1).
روى السيد شهاب الدين أحمد باسناده عن جابر رضي الله تعالى عنه في قوله تعالى (وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُواْ أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْق عِندَ رَبِّهِمْ) قال ولاية أميرالمؤمنين»(2).
(وَاللّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلاَمِ وَيَهْدِي مَن يَشَاء إِلَى صِرَاط مُّسْتَقِيم)(3).
روى الحاكم الحسكاني باسناده عن عبدالله بن عباس في تفسير قول الله تعالى: (وَاللّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلاَمِ) يعني به الجنة، (وَيَهْدِي مَن يَشَاء إِلَى صِرَاط مُّسْتَقِيم)يعني به الى ولاية علي بن أبي طالب عليه السّلام(4).
وروى فرات بن إبراهيم باسناده عن زيد بن علي في هذه الآية (وَاللّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلاَمِ وَيَهْدِي مَن يَشَاء إِلَى صِرَاط مُّسْتَقِيم) قال: إلى ولاية علي»(5).
(قُلْ هَلْ مِن شُرَكَآئِكُم مَّن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ قُلِ اللّهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ أَفَمَن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لاَّ يَهِدِّيَ إِلاَّ أَن يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ)(6).
روى الحاكم الحسكاني باسناده عن ابن عباس قال: «اختصم قوم إلى النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم، فأمر بعض اصحابه ان يحكم بينهم فحكم فلم يرضوا به. فأمر علياً ان يحكم بينهم فحكم بينهم فرضوا به، فقال لهم بعض المنافقين: حكم عليكم فلان فلم ترضوا به وحكم عليكم علي فرضيتم به، بئس القوم انتم، فأنزل الله تعالى في علي: (أَفَمَن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ)إلى آخر الآية، وذلك ان علياً كان يوفق لحقيقة القضاء من غير ان يعلم»(7).
وروى باسناده عن أبي جعفر، قال: «أمر عمر علياً أن يقضي بين رجلين فقضى بينهما. فقال الذي قضى عليه: هذا الذي يقضي بيننا؟ وكأنه ازدرى علياً فأخذ عمر بتلبيبه فقال: ويلك وما تدري من هذا؟ هذا علي بن أبي طالب هذا مولاي ومولى كل مؤمن فمن لم يكن مولاه فليس بمؤمن»(8).
وروى العياشي باسناده عن عمرو بن أبي القاسم قال: سمعت أبا عبد الله عليه السّلام وذكر اصحاب النبي ثم قرأ (أَفَمَن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ) إلى قوله: (تَحْكُمُونَ) فقلنا: من هو اصلحك الله؟ فقال: بلغنا ان ذلك علي عليه السّلام(9).
وروى علي بن إبراهيم باسناده عن أبي جعفر عليه السّلام في قوله (أَفَمَن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لاَّ يَهِدِّيَ إِلاَّ أَن يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ) فأما من يهدي إلى الحق فهم محمّد وآل محمّد من بعده، واما من لا يهدي الاّ ان يهدى فهو من خالف من قريش وغيرهم أهل بيته من بعده»(10).
(وَيَسْتَنبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ قُلْ إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ وَمَا أَنتُمْ بِمُعْجِزِينَ)(11).
روى الحاكم الحسكاني باسناده عن يحيى بن سعيد عن جعفر الصادق عن أبيه في قول الله تعالى: (وَيَسْتَنبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ) قال: يستنبئك يا محمّد أهل مكة عن علي بن أبي طالب أإمام؟ قل أي وربي انه لحق(12).
(قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ)(13).
روى الحاكم الحسكاني باسناده عن ابن عباس في قوله تعالى: (قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ) الآية قال: «بفضل الله: النبي، وبرحمته: علي»(14).
وروى السيوطي عنه: (قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ) قال: «النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم و(وَبِرَحْمَتِهِ) قال: علي بن أبي طالب رضي الله عنه»(15).
وروى العياشي باسناده عن الاصبغ بن نباتة عن أميرالمؤمنين عليه السّلام في قوله الله: (قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ) قال: فليفرح شيعتنا هو خير مما اعطى عدونا من الذهب والفضة(16).
وروى باسناده عن أبي جعفر عليه السّلام قال: قلت: (قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ) فقال: الاقرار بنبوة محمّد عليه وآله السلام والائتمام بأميرالمؤمنين هو خير مما يجمع هؤلاء في دنياهم(17).
وروى الحويزي باسناده عن محمّد بن الفضيل عن الرضا عليه السّلام قال: قلت له: (قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ) قال: بولاية محمّد وآل محمّد عليهم السلام، هو خير مما يجمع هؤلاء من دنياهم(18).
(أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ)(19).
روى الحاكم الحسكاني باسناده عن أبي هريرة قال: قال رسول الله: ان من العباد عباداً يغبطهم الأنبياء تحابوا بروح الله على غير مال ولا عرض من الدنيا وجوههم نور، لا يخافون إذا خاف الناس، ولا يحزنون إذا حزنوا، أتدرون من هم؟ قلنا: لا يا رسول الله، قال: هم علي بن أبي طالب وحمزة بن عبد المطلب وجعفر وعقيل، ثم قرأ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: (أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ)(20).
وروى العياشي باسناده عن أبي جعفر عليه السّلام قال: وجدنا في كتاب علي بن الحسين عليهما السّلام (أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ)قال: إذا أدوا فرايض الله وأخذوا بسنن رسول الله صلّى الله عليه وآله وتورعوا عن محارم الله وزهدوا في عاجل زهرة الدنيا ورغبوا فيما عند الله، واكتسبوا الطيب من رزق الله، لا يريدون به التفاخر والتكاثر، ثم انفقوا فيما يلزمهم من حقوق واجبة فاولئك الذين بارك الله لهم فيما اكتسبوا ويثابون على ما قدموا لآخرتهم(21).
(وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى وَأَخِيهِ أَن تَبَوَّءَا لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتاً وَاجْعَلُواْ بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ)(22).
روى السيوطي باسناده عن أبي رافع «ان النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم خطب فقال: ان الله أمر موسى وهارون ان يتبوءا لقومهما بيوتاً، وأمرهما ان لا يبيت في مسجدهما جنب ولا يقربوا فيه النساء الاّ هارون وذريته، ولا يحل لأحد ان يقرب النساء في مسجدي هذا ولا يبيت فيه جنب الا علي وذريته»(23).
وروى ابن المغازلي باسناده عن عدي بن ثابت قال: «خرج رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم إلى المسجد فقال: ان الله اوحى إلى نبيه موسى أن ابن لي مسجداً طاهراً لا يسكنه الاّ موسى وهارون وابنا هارون، وان الله اوحى الي ان أبني مسجداً طاهراً لا يسكنه الاّ أنا وعلي وابنا علي»(24).
وروى باسناده قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: إن الله عزّوجل اوحى إلى موسى عليه السّلام أن ابن مسجداً طاهراً لا يكون فيه غير موسى وهارون وابني هارون شبر وشبير، وان الله أمرني أن ابني مسجداً طاهراً لا يكون فيه غيري وغير أخي علي وغير ابني الحسن والحسين عليهما السّلام(25).
(1) سورة يونس: 2.
(2) البرهان في تفسير القرآن ج2 ص177 رقم 6.
(3) سورة يونس: 25.
(4) شواهد التنزيل ج1 ص263، رقم /358.
(5) تفسير فرات الكوفي ص61.
(6) سورة يونس: 35.
(7 و 8) شواهد التنزيل ج1 ص365 ص266 رقم 361/362.
(9) التفسير ج2 ص122 / رقم 18.
(10) تفسير القمي ج1 ص312.
(11) سورة يونس: 53.
(12) شواهد التنزيل ج1 ص267، رقم /363 ورواه العياشي في تفسيره ج2 ص123 رقم /25، والقمي في تفسيره ج1 ص313، والحويزي في تفسير نور الثقلين ج2 ص306 رقم /75.
(13) سورة يونس: 58.
(14) شواهد التنزيل ج1 ص286 رقم /365، ورواه الخطيب في تاريخ بغداد ج5 ص15، وابن عساكر في ترجمة الإمام علي بن أبي طالب من تاريخ مدينة دمشق ج2 ص428 / رقم /927، وسيد شهاب الدين أحمد في توضيح الدلائل في تصحيح الفضائل ص317 مخطوط.
(15) الدر المنثور ج3 ص308، ورواه الكنجي في كفاية الطالب ص237.
(16) التفسير ج2 ص124 رقم 28/29.
(17) التفسير ج2 ص124 رقم 28/29.
(18) نور الثقلين ج2 ص307 رقم /85.
(19) سورة يونس: 62.
(20) شواهد التنزيل ج1 ص270 رقم /366.
(21) التفسير ج2 ص124 رقم /31.
(22) سورة يونس: 83.
(23) الدر المنثور ج3 ص314.
(24 و 25) مناقب علي بن أبي طالب ص252 رقم 301 وص 299 رقم 343.