(سورة النصر)
(إِذَا جَاء نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ * وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجاً * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّاباً)(1).
قال القندوزي: «لما نزل إذا جاء نصر الله والفتح بعد انصرافه من غزاة حنين جعل يكثر سبحان الله استغفر الله، ثم قال: يا علي انّه قد جاء ما وعدت به، جاء الفتح! ودخل الناس في دين الله أفواجاً، وانه ليس أحدٌ أحق منك بمقامي، لقدمك في الإسلام وقربك مني وصهرك لي وعندك سيدة نساء العالمين. وقبل ذلك ما كان من حماية ابيك أبي طالب لي وبلائه عندي حين نزل القرآن فأنا حريص على أن أراعي ذلك لولده. رواه أبو اسحاق الثعلبي في تفسير القرآن»(2).
وروى ابن عساكر باسناده عن أنس بن مالك قال: «كنا إذا أردنا أن نسأل رسول الله أمرنا علي بن أبي طالب أو سلمان الفارسي أو ثابت بن معاذ الأنصاري لأنهم كانوا اجرأ اصحابه على سؤاله، فلمّا نزلت: (إِذَا جَاء نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ)وعلمنا ان رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم نعيت اليه نفسه، قلنا لسلمان: سل رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم من يسند اليه امورنا ويكون مفزعنا، ومن أحب الناس إليه؟ فلقيه فسأله فاعرض عنه ثم سأله فاعرض عنه، فخشي سلمان ان يكون رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم قد مقته ووجد عليه، فلما كان بعد لقيه، قال: يا سلمان يا أبا عبدالله الاّ أحدثك عما كنت سألتني؟ فقال: يا رسول الله اني خشيت أن تكون مقتتني ووجدت علي؟ قال: كلا يا سلمان، ان أخي ووزيري وخليفتي في أهل بيتي وخير من تركت بعدي يقضي ديني وينجز موعدي علي بن أبي طالب»(3).
(1) سورة النصر: 1ـ3.
(2) ينابيع المودة الباب التاسع والخمسون ص316.
(3) ترجمة الامام علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق ج1 ص115 رقم /155، ورواه ابن حجر العسقلاني في الاصابة في تمييز الصحابة ج1 ص208 رقم 2/99.