(سورة النجم)
(وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى * مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى * وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى * عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى * ذُو مِرَّة فَاسْتَوَى * وَهُوَ بِالاُْفُقِ الاَْعْلَى)(1).
روى الحمويني باسناده عن بريدة الاسلمي قال: «أمر رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم بسد الابواب فشق ذلك على أصحابه فلما بلغ ذلك رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم دعا الصلاة جامعة حتى إذا اجتمعوا صعد المنبر وخطبهم فلم يسمع لرسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم تحميد وتعظيم في خطبة مثل يومئذ فقال: يا أيها الناس ما أنا سددتها ولا أنا فتحتها بل الله عزّوجل سدها ثم قرأ رسول الله (وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى * مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى * وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى) فقال رجل: دع لي كوة تكون في المسجد فأبى النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم وترك باب علي مفتوحاً، فكان يدخل ويخرج منه وهو جنب»(2).
روى الحاكم الحسكاني باسناده عن انس قال: انقضّ كوكب على عهد رسول الله فقال النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم: انظروا إلى هذا الكوكب، فمن انقض في داره فهو الخليفة من بعدي، فنظرنا فإذا هو انقض في منزل علي بن أبي طالب، فقال جماعة من الناس: قد غوى محمّد في حب علي فأنزل الله: (وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى * مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى * وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى)(3).
وروى باسناده عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: كنت جالساً مع فتية من بني هاشم عند النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم إذ انقض كوكب. فقال رسول الله: من انقض هذا النجم في منزلة فهو الوصي من بعدي، فقام فتية من بني هاشم فنظروا فإذا الكوكب قد انقض في منزل علي قالوا: يا رسول الله قد غويت في حب علي، فأنزل الله تعالى (وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى) إلى قوله (وَهُوَ بِالاُْفُقِ الاَْعْلَى)(4).
وروى باسناده عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جده عن أبيه: عن علي ابن أبي طالب قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: إذا هبط نجم من السماء في دار رجل من اصحابي فانظروا من هو فهو خليفتي عليكم بعدي، والقائم فيكم بأمري، فلما كان من الغد انقض نجم من السماء قد غلب ضوءه على الدنيا حتى وقع في حجرة علي بن أبي طالب فهاج القوم وقالوا: والله لقد ضل هذا الرجل وغوى، فأنزل الله: (وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى * مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى)(5).
وروى باسناده عن عبدالله بن عباس: «بينا أنا عند النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم في مسجده بعد العشاء الآخرة وعنده جماعة من أصحابه إذ انقض نجم فقال: من انقض هذا النجم في حجرته فهو الوصي من بعدي، فوثبت الجماعة، فإذا النجم قد انقض في حجرة علي فقالوا: لقد ضل محمّد في حب علي، فأنزل الله (وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى * مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى)(6).
(1) سورة النجم: 1ـ7.
(2) فرائد السمطين ج1 ص205 رقم /160.
(3) شواهد التنزيل ج2 ص202 رقم /910، ورواه ابن المغازلي في مناقب أميرالمؤمنين ص266 رقم /313، والذهبي في ميزان الاعتدال ج2 ص45 الرقم /2756 وابن حجر في لسان الميزان ج2 ص449 الرقم /1835.
(4) المصدر ص203 رقم /912.
(5) شواهد التنزيل ج2 ص205 رقم /914/915.
(6) نفس المصدر السابق.