(سورة الملك)
(أَفَمَن يَمْشِي مُكِبّاً عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّن يَمْشِي سَوِيّاً عَلَى صِرَاط مُّسْتَقِيم)(1).
روى المحدث البحراني باسناده عن عبد الله بن عمر قال: «إني أتبع هذا الأصلع فانه أول الناس اسلاماً والحق معه، فإنّي سمعت النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول في قوله تعالى: (أَفَمَن يَمْشِي مُكِبّاً عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّن يَمْشِي سَوِيّاً عَلَى صِرَاط مُّسْتَقِيم) فالناس مكبون على الوجه غيره»(2).
قال شرف الدين: «انَّ هذا مثل ضربه الله سبحانه للعقلاء يقول: أيّ الرجلين أهدى إلى سبيل الحق الموصل إلى الجنة، الذي يمشي مكبّاً على وجهه بولاية الظالمين، أو الذي يمشي سوّياً على صراط مستقيم بولاية أميرالمؤمنين صلّى الله عليه وعلى ذريته المعصومين»(3).
(فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَقِيلَ هَذَا الَّذِي كُنتُم بِهِ تَدَّعُونَ)(4).
روى الحاكم الحسكاني باسناده عن الأعمش في قوله تعالى: (فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا) قال: لما رأوا ما لعلي بن أبي طالب عند الله من الزلفى (سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا)(5).
وروى باسناده عن أبي جعفر محمّد بن علي في قوله: (فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً)قال: «فلما رأوا مكان علي من النبي (سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا) يعني الذين كذبوا بفضله»(6).
وروى باسناده عن المغيرة قال: سمعت ابا جعفر يقول في قوله تعالى (فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً): لما رأوا علياً عند الحوض مع رسول الله (سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا)(7).
وروى باسناده عن داود بن سرحان قال: سألت جعفر بن محمّد عن قوله تعالى: (فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً) قال: «هو علي بن أبي طالب إذا رأوا منزلته ومكانه من الله أكلوا اكفهم على ما فرطوا في ولايته»(8).
قال القندوزي: «روى الحاكم بسنده عن الأعمش عن محمّد الباقر، وجعفر الصادق رضي الله عنهما، قالا: لما رأى المخالفون المحاربون لعلي كرم الله وجهه أنّه عند الله من الزلفى (سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا) أي كفروا نعمة الله التي هي إمامة علي عليه السّلام (وَقِيلَ هَذَا الَّذِي كُنتُم بِهِ تَدَّعُونَ) أي مخالفة علي ومحاربته وقتاله لأمر لا ذنب له»(9).
(1) سورة الملك: 22.
(2) غاية المرام، الباب الحادي عشر ومائتان ص435.
(3) تأويل الآيات الظاهرة ص395.
(4) سورة الملك: 27.
(5 ـ 8) شواهد التنزيل ج2 ص265 الأرقام 997، 998، 999، 1000، وروى الأخيرين: فرات الكوفي في ص187.
(9) ينابيع المودة الباب الثامن والعشرون ص101.