(سورة المطففين)
(إِنَّ الاَْبْرَارَ لَفِي نَعِيم * عَلَى الاَْرَائِكِ يَنظُرُونَ * تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ * يُسْقَوْنَ مِن رَّحِيق مَّخْتُوم * خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ * وَمِزَاجُهُ مِن تَسْنِيم * عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ * إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُواْ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ * وَإِذَا مَرُّواْ بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ)(1).
روى الحاكم الحسكاني باسناده عن جابر «ان النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم في غزوة الطائف دعا علياً فانتجاه ثم قال: أيها الناس انكم تقولون: اني انتجيت علياً، ما أنا انتجيته إن الله انتجاه. وفي ذلك فليتنافس المتنافسون».
وروى باسناده عن جابر بن عبدالله عن النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم في قوله تعالى: (وَمِزَاجُهُ مِن تَسْنِيم) قال: هو اشرف شراب الجنة يشربه آل محمّد، وهم المقرّبون السابقون رسول الله وعلي بن أبي طالب وخديجة وذريتهم الذين اتبعوهم بايمان(2).
وروى باسناده عن أبي عبدالله في قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا)إلى آخر السورة قال: نزلت في علي، والذين استهزؤا به من بني أميّة، ان عليّاً مر على نفر من بني امية وغيرهم من المنافقين، فسخروا منه، ولم يكونوا يصنعون شيئاً الاّ نزل به كتاب فلما رأوا ذلك مطّوا بحواجبهم فأنزل الله تعالى: (وَإِذَا مَرُّواْ بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ)(3).
وروى باسناده عن ابن عباس في قوله: (إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا) إلى آخر السورة قال: «فالذين آمنوا علي بن أبي طالب وأصحابه. والذين أجرموا منافقوا قريش»(4).
وروى باسناده عن ابن عباس في قوله: (إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا) قال: هم بنو عبد شمس، مرّ بهم علي بن أبي طالب ومعه نفر فتغامزوا به وقالوا: هؤلاء هم الضلال، فأخبر الله تعالى ما للفريقين عنده جميعاً يم القيامة وقال: (فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُواْ)وهم علي واصحابه (مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ * عَلَى الاَْرَائِكِ يَنظُرُونَ * هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ) بتغامزهم وضحكهم وتضليلهم علياً واصحابه، فبشر النبي علياً واصحابه الذين كانوا معه انكم ستنظرون اليهم وهم يعذبون في النار(5).
روى الخوارزمي باسناده عن ابن عباس قال رضي الله عنه قوله تعالى (فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُواْ مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ * عَلَى الاَْرَائِكِ يَنظُرُونَ)(6) قيل: نزلت في أبي جهل والوليد بن المغيرة والعاص بن وائل وغيرهم من مشركي مكة كانوا يضحكون من بلال وعمّار واصحابهما وقيل: ان علي بن أبي طالب عليه السّلام جاء في نفر من المسلمين إلى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فسخر به المنافقون وتضاحكوا وتغامزوا ثم قالوا لأصحابهم رأينا اليوم الأصلع فضحكنا منه فأنزل الله هذه الآية قبل ان يصل إلى النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم(7).
(1) سورة المطففين: 22ـ30.
(2 و 3) شواهد التنزيل ج2 ص325 و326 رقم /1081 و1082.
(4) شواهد التنزيل ص328 رقم 1085، ورواه الحبري الكوفي في ما نزل من القرآن ص89.
(5) المصدر ص329 رقم /1086.
(6) سورة المطففين: 34ـ35.
(7) المناقب الفصل السابع عشر ص194.