(سورة القدر)
(إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْر)(1).
روى الحاكم النيسابوري باسناده عن يوسف بن مازن الراسبي قال: «قام رجلٌ إلى الحسن بن علي فقال: يا مسوّد وجوه المؤمنين، فقال الحسن: لاتؤنبني رحمك الله فان رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم قد رأى بني أمية يخطبون على منبره رجلا رجلا فساءه ذلك فنزلت (إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ) نهرٌ في الجنة ونزلت (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْر)تملكها بنو امية فحسبنا ذلك فإذا هو لا يزيد ولا ينقص»(2).
قال ابن أبي الحديد: «قال المدائني: ودخل عليه سفيان بن أبي ليلى النهدي فقال له: السلام عليك يا مذلّ المؤمنين فقال الحسن: اجلس يرحمك الله، انّ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم رفع له ملك بني امية. فنظر اليهم يعلون منبره واحداً فواحد، فشق ذلك عليه، فأنزل الله تعالى في ذلك قرآناً قال له: (وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلاَّ فِتْنَةً لِّلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي القُرْآنِ)(3)وسمعت عليّاً أبي رحمه الله يقول: سيلي أمر هذه الأمة رجل واسع البلعوم، كبير البطن، فسالته: من هو؟ فقال: معاوية. وقال لي: ان القرآن قد نطق بملك بني اميّة ومدتهم، قال تعالى: (لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْر) قال أبي: هذا ملك بني امية»(4).
روى المحدث البحراني باسناده عن أبي عبدالله عليه السلام في قوله عزّوجل (خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْر) «قال من ملك بني أمية قال قوله (تَنَزَّلُ الْمَلاَئِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم) أي من عند ربّهم على محمّد وآل محمّد بكل أمر سلام».
وروى باسناده عن أبي يحيى الصنعاني، عن أبي عبدالله عليه السلام قال سمعته يقول: قال لي أبي محمّد: قرأ علي بن أبي طالب عليه السلام (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ) وعنده الحسن والحسين فقال له الحسين: يا ابتاه كان بها من فيك حلاوة، فقال له يا بن رسول الله وابني، اعلم اني اعلم فيها ما لا تعلم، أنها لما أنزلت بعث إلى جدك رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، فقرأها علي ثم ضرب على كتفي الأيمن، وقال يا أخي ووصيي وليي على أمتي بعدي وحرب اعدائي إلى يوم يبعثون، هذه السورة ملك لك من بعدي ولولديك من بعدك، ان جبرئيل أخي من الملائكة احدث لي أحداث امتي في سنتها، وانّه ليحدث ذلك اليك كاحداث النبوة ولها نور ساطع في قلبك وقلوب اوصيائك إلى مطلع فجر القائم(5).
روى الحويزي باسناده عن علي بن أبي طالب عليه السلام قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: يا علي أتدري ما معنى ليلة القدر؟ فقلت: لا يا رسول الله فقال: ان الله تبارك وتعالى قدّر فيها ما هو كائن إلى يوم القيامة، فكان فيما قدر عزّوجل ولايتك وولاية الأئمة من ولدك إلى يوم القيامة.
وروى باسناده عن المفضل بن عمر قال: ذكر أبو عبد الله عليه السلام (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ) قال: ما أبين فضلها على الشهور، قال قلت وأيّ شيء فضلها؟ قال نزلت ولاية أميرالمؤمنين عليه السلام فيها، قلت في ليلة القدر التي ترتحبيها في شهر رمضان؟ قال نعم هي ليلة القدر قدرت فيها السموات والأرض، وقدرت ولاية أميرالمؤمنين عليه السلام فيها(6).
(1 و 2) سورة القدر: 1ـ3.
(3) سورة الاسراء: 60.
(4) شرح نهج البلاغة بتحقيق محمّد أبو الفضل إبراهيم ج16 ص16.
(5) البرهان ج4 ص487 رقم /20ـ21.
(6) تفسير نور الثقلين ج5 ص629 رقم /80، 81.