(سورة العنكبوت)
(الم * أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لاَ يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ)(1).
روى الحاكم الحسكاني باسناده عن الحسين بن علي عن علي عليهما السلام قال: لما نزلت (الم * أَحَسِبَ النَّاسُ) الآية قلت: يا رسول الله ما هذه الفتنة؟ قال: يا علي انك مبتلى ومبتلى بك(2).
وروى باسناده عن أبي معاذ البصري قال: «لما افتتح علي بن أبي طالب البصرة صلّى بالناس الظهر، ثم التفت اليهم فقال: سلوا، فقام عباد بن قيس فقال: حدثنا عن الفتنة هل سألت رسول الله عنها؟ قال: نعم لما أنزل الله (الم * أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا) إلى قوله تعالى: (الْكَاذِبِينَ) جثوت بين يدي النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم فقلت: بأبي أنت وامّي فما هذه الفتنة التي تصيب أمتك من بعدك؟ قال: سل عما بدا لك فقلت: يا رسول الله على ما أجاهد من بعدك قال: على الاحداث يا علي؟ قلت: يا رسول الله فبيّنها لي، قال: كل شيء يخالف القرآن وسنتي…»(3).
(أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ أَن يَسْبِقُونَا سَاء مَا يَحْكُمُونَ * مَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء اللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لاَت وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ * وَمَن جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ * وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَحْسَنَ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ)(4).
روى الحاكم الحسكاني باسناده عن ابن عباس في قوله تعالى: (أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ) قال: «نزلت في عتبة وشيبة والوليد بن عتبة، وهم الذين بارزوا علياً وحمزة وعبيدة»(5).
وروى باسناده عنه في قوله: (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ) قال: يعني علياً وعبيدة وحمزة (لَنُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ) يعني ذنوبهم (وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ) من الثواب في الجنة (أَحْسَنَ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ) في الدنيا فهذه الثلاث آيات نزلت في علي وصاحبيه، ثم صارت للناس عامة من كان على هذه الصفة(6).
(وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ)(7).
روى الحاكم الحسكاني باسناده عن أبي جعفر في قوله تعالى وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا) قال: «فينا أهل البيت نزلت»(8).
وروى القمي باسناده عنه عليه السّلام قال: هذه الآية لآل محمّد ولأشياعهم(9).
(1) سورة العنكبوت: 1ـ3.
(2) شواهد التنزيل ج1 ص438 رقم /602/603.
(3) شواهد التنزيل ج1 ص438 رقم /602/603.
(4) سورة العنكبوت: 4ـ7.
(5 و 6) شواهد التنزيل ج1 ص441 رقم /604/605.
(7) سورة العنكبوت: 69.
(8) شواهد التنزيل ج1 ص442 رقم /606/607.
(9) تفسير القمي ج2 ص151.