(سورة العاديات)
(وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحاً * فَالْمُورِيَاتِ قَدْحاً * فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحاً * فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً * فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعاً)(1).
قال الطبرسي: «قيل: بعث رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم سرية إلى حيّ من كنانة فاستعمل عليهم المنذر بن عمرو الأنصاري أحد النقباء فتأخر رجوعهم، فقال المنافقون: قتلوا جميعاً فأخبر الله تعالى عنها بقوله (وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحاً) عن مقاتل، وقيل: نزلت السورة لما بعث النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم علياً عليه السلام إلى ذات السلاسل فأوقع بهم، وذلك بعد ان بعث عليهم مراراً غيره من الصحابة فرجع كل منهم إلى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وهو المروي عن أبي عبدالله عليه السلام في حديث طويل قال: وسميّت هذه الغزوة ذات السلاسل، لأنه أسر منهم وقتل وسبى وشدّ أسراهم في الحبال مكتفين كأنهم في السلاسل، ولما نزلت السورة خرج رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم إلى الناس فصلّى بهم الغداة وقرأ فيها (وَالْعَادِيَاتِ) فلما فرغ من صلاته قال أصحابه هذه سورة لم نعرفها، فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: نعم ان علياً ظفر باعداء الله وبشّرني بذلك جبرئيل في هذه الليلة فقدم علي بعد أيام بالغنائم والأسارى»(2).
(1) سورة العاديات: 1ـ5.
(2) مجمع البيان ج10 ص528.