(سورة الطلاق)
(لِيُنفِقْ ذُو سَعَة مِّن سَعَتِهِ وَمَن قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ لاَ يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلاَّ مَا آتَاهَا سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْر يُسْراً)(1).
كان أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السّلام أسخى الناس بعد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم واشتهر بالسخاء إلى حد ألجأ عدوه معاوية بن أبي سفيان إلى الاعتراف قائلا: «لو كان علي عليه السلام ملك بيتاً من تبر وبيتاً من تبن لا نفد تبره قبل تبنه» وأوقف سلام الله عليه جميع ما يملك في المدينة حيث كان يأخذ ارضاً بائرة فيحفر فيها بئراً ويستصلحها للزراعة ثم يوقفها».
روى البلاذري قال: قال المدائني في اسناده «كانت غلة علي أربعين ألف دينار فجعلها صدقة، وباع سيفه، وقال: لو كان عندي عشاء ما بعته وأعطته الخادم في بعض الليالي قطيفة فانكر دفأها، فقال: ما هذه؟ قالت الخادم هذه من فضل الصدقة، فألقاها وقال: اصردتمونا بقية ليلتنا»(2).
وروى باسناده عن عبيد عن رجل من قومه يقال له الحكم، قال: شهدت عليّاً وأتى بزقاق من عسل، فدعى اليتامى وقال: ذبوا والعقوا حتى تمنيت أني يتيم فقسمه بين الناس وبقي منه زقّ فأمر أن يسقى أهل المسجد(3).
قال الشعبي: «كان علي اسخى الناس، ما قال لا لسائل قط»(4).
روى ابن حجر عن عبد الله بن عياش «ان علياً كان له ما شئت من ضرس قاطع في العلم، وكان له البسطة في العشيرة والقدم في الإسلام والظهر برسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم والفقه في السنة والنجدة في الحرب والجود في الماعون»(5).
(1) سورة الطلاق: 7.
(2) أنساب الاشراف ج2 ص117 رقم /68.
(3) المصدر ج2 ص136 رقم /122.
(4) فضائل الإمام علي ص36.
(5) تهذيب التهذيب ج7 ص338.