(سورة الصافات)
(وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ)(1).
روى الخوارزمي باسناده عن أبي اسحاق في قوله تعالى (وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ)قال: «يعني عن ولاية علي بن أبي طالب عليه السلام انه لا يجوز أحد الصراط الا وبيده براءة بولاية علي بن أبي طالب عليه السلام»(2).
روى ابن حجر باسناده عن أبي سعيد الخدري «ان النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم قال: (وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ) عن ولاية علي، وكأن هذا هو مراد الواحدي بقوله: روي في قوله تعالى: (وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ) اي عن ولاية علي وأهل البيت، لأن الله أمر نبيه صلّى الله عليه وآله وسلّم ان يعرف الخلق أنه لا يسألهم على تبليغ الرسالة اجراً الاّ المودة في القربى، والمعنى انهم يسألون: هل والوهم حق الموالاة كما اوصاهم النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم أم أضاعوها واهملوها فتكون عليهم المطالبة والتبعة»(3).
قال الزرندي: «وروي: عن ولاية علي رضي الله عنه، والمعنى انهم يسألون هل والوه حق الموالاة كما اوصاهم النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم أم أضاعوها واهملوها»(4).
روى القندوزي باسناده عن جعفر الصادق عن آبائه عن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم عن النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم قال: «إذا جمع الله الأولين والآخرين يوم القيامة نصب الصراط على جهنم لم يجز عنها أحد الاّ من كانت معه براءة بولاية علي بن أبي طالب»(5).
وروى باسناده عن علي الرضا عن أبيه عن آبائه عن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم عن النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم قال: «إذا كان يوم القيامة لم تزل قدما عبد حتى يسأل عن أربع: عن عمره فيما أفناه، وعن شبابه فيما ابلاه، وعن ماله من اين اكتسب وفي ماذا انفقه، وعن حبنا أهل البيت»(6).
روى الحاكم الحسكاني باسناده عن أبي سعيد الخدري في قوله: (وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ) قال: «عن امامة علي بن أبي طالب»(7).
وروى باسناده عنه عن النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم في قوله تعالى: (وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ) قال: «عن ولاية علي بن أبي طالب»(8).
وروى باسناده عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم إذا كان يوم القيامة أوقف أنا وعلي على الصراط، فما يمر بنا أحد الاّ سألناه عن ولاية علي فمن كانت معه والا القيناه في النار، وذلك قوله: (وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ)(9).
وروى الحبري بسنده عن ابن عباس عن قوله: (وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ)قال: «عن ولاية علي بن أبي طالب عليه السّلام»(10).
روى السيد شهاب الدين أحمد باسناده عن أبي برزة قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ذات يوم ونحن حوله: والذي نفس محمّد بيده لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع: عن عمره فيما افناه، وعن جسده فيما ابلاه، وعن ماله فيما اكتسبه وفيما انفقه، وعن حبنا أهل البيت، قال: فقال عمر: يا نبي الله، وما آية حبكم من بعدك؟ فوضع صلّى الله عليه وآله وسلّم يده على رأس علي وهو على جنبه فقال: آية حبنا من بعدي حب هذا واولاده»(11).
واستدل العلامة الحلي في (منهاج الكرامة) بهذه الآية لاثبات امامة أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام قائلا: «وإذا سئلوا عن الولاية وجب ان تكون ثابتة له، ولم تثبت لغيره من الصحابة ذلك، فيكون هو الإمام»(12).
(سَلاَمٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ)(13).
قال نور الدين علي بن أحمد السمهودي: نقل جماعة من المفسرين عن ابن عباس أنه قال في قوله تعالى: (سَلاَمٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ): سلام على آل محمّد صلّى الله عليه وعليهم… قال الإمام فخر الدين الرازي «جعل الله أهل بيت النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم مساوين له في خمسة اشياء:
أحدها: في السلام، قال: السلام عليك ايها النبي ورحمة الله وبركاته، وقال لأهل بيته: سلام على آل ياسين.
والثانية: في الصلاة على النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم وعلى الآل كما في التشهد.
والثالثة: في الطهارة. قال الله تعالى (طه) اي يا طاهر (مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى)(14) وقال لأهل بيته (وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً)(15).
الرابعة: تحريم الصدقة، قال صلّى الله عليه وسلّم: لا تحل الصدقة لمحمّد ولآل محمّد.
الخامسه: المحبة، قال تعالى: (فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ)(16) وقال لآهل بيته (قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى)(17) انتهى.
قلت: ومن تأمل ما سبق وما سيأتي في كتابنا هذا اتضح له المساواة في أمور كثيرة غير ذلك والله اعلم(18).
وروى باسناده عن علي عليه السّلام في قوله: (سَلاَمٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ) قال: «ياسين: محمّد، ونحن آل ياسين»(19).
وروى باسناده عن أبي مالك في قوله: (سَلاَمٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ) قال هو محمّد وآله أهل بيته»(20).
روى شرف الدين باسناده عن أبي عبد الرحمن الأسلمي عن عمر بن الخطاب «انه كان يقرأ: سلام على آل ياسين، قال: على آل محمّد»(21).
روى الحضرمي في قوله تعالى: (سَلاَمٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ) بسنده عن ابن عباس اي سلام على آل محمّد صلّى الله عليه وسلّم(22).
روى الزرندي باسناده عن ابن عباس رضي الله عنه: على آل محمّد صلّى الله عليه وآله(23).
روى ابن حجر باسناده عن ابن عباس: «ان المراد بذلك سلام على آل محمّد»(24).
روى الشيخ الصدوق بسنده عن الريان بن الصلت، قال: «حضر الرضا عليه السّلام مجلس المأمون بمرو وقد اجتمع في مجلسه جماعة من علماء أهل العراق وخراسان… إلى أن قال: قال أبو الحسن: أخبروني عن قول الله عزّوجل: (يس * وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ * إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ * عَلَى صِرَاط مُّسْتَقِيم)(25). فمن عنى بقوله: يس؟ قالت: العلماء: يس محمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم لم يشك فيه أحد. قال أبو الحسن: فان الله عزّوجل اعطى محمّداً وآل محمّد من ذلك فضلا لا يبلغ أحد كنه وصفه الاّ من عقله، وذلك ان الله عزّوجل لم يسلم على أحد الاّ على الأنبياء صلوات الله عليهم، فقال تبارك وتعالى: (سَلاَمٌ عَلَى نُوح فِي الْعَالَمِينَ)(26) وقال: (سَلاَمٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ)(27) وقال: (سَلاَمٌ عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ) ولم يقل سلام على آل نوح، ولم يقل سلام على آل إبراهيم ولا قال: سلام على آل موسى وهارون، وقال: عزّوجل (سَلاَمٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ)يعني آل محمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم فقال المأمون لقد علمت أن في معدن النبوة شرح هذا وبيانه(28).
(1) سورة الصافات: 24.
(2) المناقب الفصل السابع عشر ص195.
(3) الصواعق المحرقة ص89.
(4) نظم درر السمطين ص109.
(5 و 6) ينابيع المودة الباب السابع والثلاثون ص112.
(7 و 8) شواهد التنزيل ج2 ص106 ص107 رقم /786/787/788، روى الثاني القندوزي الحنفي.
(9) نفس المصدر السابق.
(10) ما نزل من القرآن في أهل البيت ص78، ورواه الكنجي الشافعي في كفاية الطالب ص247 والقندوزي الحنفي في ينابيع المودة ص112.
(11) توضيح الدلائل في تصحيح الفضائل ص327.
(12) البرهان الرابع عشر ص90 مخطوط.
(13) سورة الصافات: 130.
(14) سورة طه: 2.
(15) سورة الاحزاب: 33.
(16) سورة آل عمران: 31.
(17) سورة الشورى: 22.
(18) جواهر العقدين العقد الثاني الذكر الثالث ص163 ص165.
(19 و 20) المصدر ص111 ص112 رقم 793/797.
(21) تأويل الآيات الظاهرة ص282 مخطوط.
(22) وسيلة المآل 124 مخطوط. ورواه البدخشي في مفتاح النجاء: ص9.
(23) نظم درر السمطين ص94.
(24) الصواعق المحرقة ص88.
(25) سورة يس: 4.
(26) سورة الصافات: 79.
(27) سورة الصافات: 109.
(28) عيون اخبار الرضا ج1 ص228 وص236.