(سورة الزمر)
(أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاء اللَّيْلِ سَاجِداً وَقَائِماً يَحْذَرُ الاْخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الاَْلْبَابِ)(1).
روى الحاكم الحسكاني باسناده عن ابن عباس في قوله: (هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ)قال: «يعني بالذين يعلمون علياً وأهل بيته من بني هاشم (وَالَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ) بني امية (أُوْلُوا الاَْلْبَابِ)شيعتهم»(2).
وروى باسناده عن أبي جعفر في قول الله تعالى: (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ)الآية، قال: (الَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ) نحن (وَالَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ) عدّونا (إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الاَْلْبَابِ) شيعتنا(3).
قال القمي: نزل في أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السّلام (وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ) (قل) يا محمّد (هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الاَْلْبَابِ) يعني اولي العقول(4).
(ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً رَّجُلاً فِيهِ شُرَكَاء مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلاً سَلَماً لِّرَجُل هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلاً)(5).
روى الحاكم الحسكاني باسناده عن محمّد بن الحنفية عن علي عليه السّلام في قوله تعالى: (وَرَجُلاً سَلَماً لِّرَجُل) قال: «أنا ذلك الرجل السليم لرسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم»(6).
وروى باسناده عن عبدالله بن عباس في قول الله تعالى: (ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً رَّجُلاً فِيهِ شُرَكَاء) فالرجل هو أبو جهل، والشركاء آلهتهم التي يعبدونها، كلّهم يدعيها يزعم انه اولى بها (ورجلا) يعني علياً (سلماً) يعني سالماً دينه لله يعبده وحده لا يعبد غيره (هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلاً) في الطاعة والثواب(7).
(وَالَّذِي جَاء بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ)(8).
قال السيوطي: وأخرج ابن مردويه، عن أبي هريره: (وَالَّذِي جَاء بِالصِّدْقِ)قال: هو محمّد الذي (وَصَدَّقَ بِهِ)علي بن أبي طالب(9).
وروى باسناده عن أبي الطفيل عن علي قال: (الَّذِي جَاء بِالصِّدْقِ): رسول الله (وَصَدَّقَ بِهِ) انا، والناس كلهم مكذبون كافرون غيري وغيره(10).
وروى باسناده عن ابن عباس، قال: «هو النبي جاء بالصدق، والذي صدّق به علي بن أبي طالب»(11).
وروى الحبري الكوفي عنه قوله: (وَالَّذِي جَاء بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ) رسول الله جاء بالصدق وعلي صدق به(12).
وقال العلامة الحلي: وهذه فضيلة اختص بها فيكون هو الإمام(13).
(أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى علَى مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ)(14).
قال المحدث البحراني: «يروى عن أبي بكر قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: خلقت أنا وأنت يا علي من جنب الله تعالى فقال: يا رسول الله ما جنب الله تعالى، قال: سر مكنون وعلم مخزون لم يخلق الله منه سوانا، فمن أحبنا وفى بعهد الله، ومن ابغضنا فانّه يقول في آخر نفس: (يَا حَسْرَتَى علَى مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ)(15).
قال القمي: (وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم)(16) من القرآن وولاية أميرالمؤمنين والأئمة عليهم السّلام، والدليل على ذلك قول الله عزّوجل (أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى علَى مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ) الآية: قال في الامام لقول الصادق: نحن جنب الله(17).
روى السيد البحراني باسناده عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه عليهم السلام في قول الله عزّوجل (يَا حَسْرَتَى علَى مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ) قال خلقنا والله من نور جنب الله وذلك قوله عزّوجل (يَا حَسْرَتَى علَى مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ)يعني في ولاية علي عليه السّلام(18).
وروى باسناده عن أبي جعفر محمّد بن علي عليه السّلام في قول الله عزّوجل (أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى علَى مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ) قال: قال علي عليه السّلام أنا جنب الله وأنا حسرة للناس يوم القيامة(19).
وقال: (يَا حَسْرَتَى علَى مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ) تعريفاً للخليفة قربهم ألاّ ترى انك تقول فلان إلى جنب فلان إذا اردت ان تصف قربه منه(20).
(1) سورة الزمر: 9.
(2 و 3) شواهد التنزيل ج23 ص117 ص116، رقم /806/805.
(4) تفسير القمي ص2 ص246.
(5) سورة الزمر: 29.
(6) شواهد التنزيل ج2 ص119 رقم /807/809.
(7) شواهد التنزيل ج2 ص119 رقم /807/809.
(8) سورة الزمر: 33.
(9) شواهد التنزيل ج2 ص121 رقم /811، ورواه ابن المغازلي في مناقب علي بن أبي طالب ص279، والكنجي في كفاية الطالب ص233، والسيد شهاب الدين أحمد في توضيح الدلائل في تصحيح الفضائل ص328 مخطوط، وابن عساكر في ترجمة الإمام علي بن أبي طالب في تاريخ مدينة دمشق ج2 ص418 رقم /917، ومحمّد صدر العالم في معارج العلى في مناقب المرتضى ص91.
(10 و 11) المصدر ص122 رقم /813/815.
(12) ما نزل من القرآن في أهل البيت ص80.
(13) منهاج الكرامة البرهان الثاني والعشرون.
(14) سورة الزمر: 56.
(15) غاية المرام الباب الحادي والأربعون ص341 رقم /2.
(16) سورة الزمر: 55.
(17) تفسير القمي ج2 ص250.
(18 و 19) البرهان ج4 ص80 رقم 13/14.
(20) البرهان ج4 ص81 رقم /16.