(سورة التحريم)
(وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثاً فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَن بَعْض فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ قَالَتْ مَنْ أَنبَأَكَ هَذَا قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ * إِن تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِن تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلاَهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلاَئِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ)(1).
روى ابن المغازلي باسناده عن مجاهد «في قوله تعالى (وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ)قال: صالح المؤمنين علي بن أبي طالب»(2).
روى الكنجي الشافعي باسناده عن موسى بن جعفر عن آبائه عن أسماء بنت عميس قالت: «سألت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم عن قوله عزّوجل (وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ) قلت: من هو يا رسول الله؟ فقال: هو علي بن أبي طالب»(3).
روى شرف الدين باسناده عن ابن عباس في قوله عزّوجل: (فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلاَهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ) قال: «نزلت في علي خاصة وإنما افرد جبرئيل من بين الملائكة وأميرالمؤمنين من بين الناس لعلّو شأنهما، فأما جبرئيل فعطف الملائكة عليه، وأما أميرالمؤمنين عليه السلام لم يشرك معه أحد من الناس»(4).
روى الحبري الكوفي باسناده عن ابن عباس في قوله (وَإِن تَظَاهَرَا عَلَيْهِ): «نزلت في عائشة وحفصة (فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلاَهُ) نزلت في رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم (وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ) نزلت في علي بن أبي طالب»(5).
قال القندوزي: «قال أبو نعيم الحافظ والثعلبي أخرجا بسنديهما عن أسماء بنت عميس، قالت: لما نزل قوله تعالى: (وَإِن تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلاَهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلاَئِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ) قال النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم لعلي: ألا أبشرك أنك قرنت بجبرئيل؟ ثم قرأ هذه الآية، فقال: أنت والمؤمنون من أهل بيتك الصالحون»(6).
وقال: «روى البخاري والموصلي عن ابن عباس، قال: سألت عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن المتظاهرتين، فقال: حفصة وعايشة»(7).
روى الحاكم الحسكاني باسناده عن محمّد بن جعفر بن محمّد بن علي بن الحسين بن علي. قال: «حدثني رجل ثقة يرفعه إلى علي بن أبي طالب قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم في قول الله (وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ) قال: هو علي ابن أبي طالب»(8).
وروى باسناده عن علي بن موسى بن جعفر بن محمّد عن أبيه موسى عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله في قوله تعالى: (وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ) قال: «صالح المؤمنين علي بن أبي طالب»(9).
وروى بإسناده عن عمّار بن ياسر، قال: «سمعت علي بن أبي طالب يقول: دعاني رسول الله فقال: ألا أبشرك؟ قلت: بلى يا رسول الله وما زلت مبشراً بالخير، قال: قد أنزل الله فيك قرآناً، قلت: وما هو يا رسول الله؟ قال: قرنت بجبرئيل ثم قرأ (وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ) فأنت والمؤمنون من بني أبيك الصالحون»(10).
وروى باسناده عن ابن عباس في قوله تعالى: (وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ) قال: «هو علي بن أبي طالب، والملائكة ظهيره»(11).
وروى باسناده عنه في قوله تعالى: (وَإِن تَظَاهَرَا عَلَيْهِ) قال: «نزلت في عائشة وحفصة، وقوله (فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلاَهُ وَجِبْرِيلُ)نزلت في رسول الله خاصة وقوله: (وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ) نزلت في علي خاصة».
وروى باسناده عن سدير الصيرفي عن أبي جعفر قال: «لقد عرّف رسول الله علياً أصحابه مرتين، أما مرة حيث قال: من كنت مولاه فعلي مولاه، وأما الثانية حيث نزلت هذه الآية: (فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلاَهُ)الآية، أخذ رسول الله بيد علي فقال: أيها الناس هذا صالح المؤمنين»(12).
روى ابن عساكر بإسناده عن حذيفة قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: «صالح المؤمنين علي بن أبي طالب»(13).
وروى البحراني في (غاية المرام) حول هذه الآية من طريق العامة ستة أحاديث ومن الخاصة خمسة أحاديث.
قال العلامة: اجمع المفسرون وروى الجمهور(14) على ان صالح المؤمنين هو علي عليه السّلام واختصاصه بذلك يدل على أفضليته، فيكون هو الإمام(15).
(يَوْمَ لاَ يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْء قَدِيرٌ)(16).
روى علي بن إبراهيم باسناده عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله تعالى: (نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ) قال: أئمة المؤمنين نورهم يسعى بين أيديهم وبايمانهم حتى ينزلوا منازلهم(17).
قال العلامة الحلي: قال ابن عباس: علي واصحابه(18).
وقال: وهذا يدل على انه افضل من غيره فيكون هو الإمام(19).
(1) سورة التحريم: 3ـ4.
(2) مناقب علي بن أبي طالب عليه السلام ص269، رقم 326، ورواه ابن كثير في تفسير القرآن العظيم ج4 389. وابن حجر في فتح البارى ج13 ص27.
(3) كفاية الطالب ص138.
(4) تأويل الآيات الظاهرة ص393 مخطوط.
(5) ما نزل في القرآن في أهل البيت ص86.
(6 و 7) ينابيع المودّة الباب الثّاني والعشرون ص93.
(8) شواهد التنزيل ج2 ص254، رقم 979.
(9) المصدر ص255، رقم 980.
(10) المصدر ص259، رقم 989.
(11) شواهد التنزيل ج2 ص261، ص262، ص263.. وروى الاول ابن عساكر ج2 ص425 .
(12) شواهد التنزيل ج2 ص263 .
(13) ترجمة الامام علي بن أبي طالب من تاريخ مدينة دمشق ج2 ص426، رقم 926.
(14) كشف الحق ونهج الصدق الاية الرابعة والثلاثون.
(15) منهاج الكرامة البرهان الأربعون.
(16) سورة التحريم: 8.
(17) تفسير القمي ج2 ص378.
(18) كشف الحق ونهج الصدق الآية الثامنة والعشرون ص93.
(19) منهاج الكرامة البرهان الثاني والثلاثون.