(سورة الإسراء)
(وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلاَ تُبَذِّرْ تَبْذِيراً)(1).
روى السيوطي باسناده عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، قال «لما نزلت هذه الآية (وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ) دعا رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فاطمة فاعطاها فدك»(2).
وروى الحسكاني باسناده عن أبي سعيد الخدري قال: «لما نزلت على رسول الله (وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ) دعا فاطمة فأعطاها فدكاً والعوالي، وقال: هذا قسم قسمه الله لك ولعقبك»(3).
قال القندوزي: «أخرج الثعلبي في تفسيره قال علي بن الحسين رضي الله عنهما لرجل من أهل الشام: أنا ذو القرابة التي أمر الله ان يؤتي حقه»(4).
وروى الطبري باسناده عن أبي الديلم، قال: قال علي بن الحسين لرجل من أهل الشام: أقرأت القرآن؟ قال: نعم، قال: أفما قرأت في بني اسرائيل (وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ) قال: وإنكم للقرابة التي أمر الله أن يؤتى حقه، قال: نعم(5).
(أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُوراً)(6).
روى الحاكم الحسكاني باسناده عن عكرمة في قوله: (أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ) قال: هم النبي وعلي وفاطمة والحسن والحسين»(7).
(وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُوراً)(8).
روى الخطيب باسناده عن ابن عباس قال: بينا نحن بفناء الكعبة ورسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يحدثنا، اذ خرج علينا مما يلي الركن اليماني شيء عظيم، كأعظم ما يكون من الفيلة، قال: فتفل رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وقال: لعنت، او قال: خزيت ـ شك اسحاق ـ فقال علي بن أبي طالب: ما هذا يا رسول الله؟ قال: أو ما تعرفه يا علي؟ قال: الله ورسوله اعلم، قال: هذا إبليسس، فوثب إليه فقبض على ناصيته وجذبه فأزاله عن موضعه، وقال: يا رسول الله اقتله؟ قال: أو ما علمت انه قد أجل إلى الوقت المعلوم فتركه من يده، فوقف ناحيته، ثم قال: مالي ولك يا ابن أبي طالب، والله ما ابغضك أحدٌ الاّ وقد شاركت أباه فيه، اقرأ ما قاله الله تعالى: (وَشَارِكْهُمْ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ)(9).
وروى ابن عساكر باسناده عن عبدالله قال: قال علي بن أبي طالب: «رأيت النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم عند الصفا وهو مقبل على شخص في صورة الفيل وهو يلعنه، فقلت: ومن هذا الذي تلعنه يا رسول الله؟ قال: هذا الشيطان الرجيم، فقلت: والله يا عدو الله لأقتلنك ولأريحن الأمة منك، قال: ما هذا جزائي منك، قلت: وما جزاؤك مني يا عدو الله؟ قال: والله ما ابغضك أحد قط الاّ شاركت اباه في رحم امه»(10).
وروى الحاكم الحسكاني باسناده عن جعفر بن محمّد عليهما السّلام قال: «سمعته وهو يقول: إذا دخل أحدكم على زوجته في ليلة بنائه بها فليقل: اللهم بأمانتك اخذتها وبكلمتك استحللت فرجها، اللهم فان جعلت في رحمها شيئاً فاجعله باراً تقياً مؤمناً سوياً ولا تجعل فيه شركاً للشيطان، فقلت له: جعلت فداك وهل يكون فيه شرك للشيطان؟ قال: نعم يا عبد الرحمان، اما سمعت الله تعالى يقول لإبليس: (وَشَارِكْهُمْ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ)الآية. قلت: جعلت فداك بأي شيء تعرف ذلك؟ قال بحبنا وبغضنا»(11).
(يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاس بِإِمَامِهِمْ فَمَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُوْلَئِكَ يَقْرَؤُونَ كِتَابَهُمْ وَلاَ يُظْلَمُونَ فَتِيلا)(12).
روى البحراني باسناده عن ابن عباس في قوله تعالى: (يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاس بِإِمَامِهِمْ) قال: «إذا كان يوم القيامة دعا الله عزّوجل أئمة الهدى ومصابيح الدجى واعلام التقى: أمير المؤمنين والحسن والحسين ثم يقال لهم: جوزوا على الصراط أنتم وشيعتكم وادخلوا الجنة بغير حساب، ثم يدعو أئمة الفسق ـ وان والله يزيد منهم ـ فيقال له: خذ بيد شيعتك وامضوا إلى النار بغير حساب»(13).
وروى باسناده عن النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم قال: «يدعى كل اناس بامام زمانهم وكتاب ربهم وسنة نبيهم»(14).
وروى العياشي باسناده عن أبي جعفر عليه السّلام لما نزلت هذه الآية (يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاس بِإِمَامِهِمْ) قال المسلمون: يا رسول الله ألست امام المسلمين اجمعين؟ قال: فقال: أنا رسول الله إلى الناس اجمعين ولكن سيكون بعدي أئمة على الناس من الله من أهل بيتي، يقومون في الناس فيكذبون ويظلمون، ألا فمن تولاهم فهو مني ومعي وسيلقاني، ألا ومن ظلمهم أو أعان على ظلمهم وكذبهم فليس مني ولا معي وأنا منه بريء(15).
وروى علي بن إبراهيم عن أبي جعفر عليه السّلام في قول الله تعالى: (يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاس بِإِمَامِهِمْ) قال يجيء رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم في فرقة وعلي في فرقة، والحسن في فرقة، والحسين في فرقة، وكل من مات بين ظهراني قوم جاؤوا معه.
وقال علي بن إبراهيم في قوله: (يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاس بِإِمَامِهِمْ) قال ذلك يوم القيامة ينادي مناد ليقم فلان وشيعته وفلان وشيعته وفلان وشيعته، وعلي وشيعته وقوله: (وَلاَ يُظْلَمُونَ فَتِيلا) قال: الجلدة التي في ظهر النواة(16).
(وَقُل رَّبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْق وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْق وَاجْعَل لِّي مِن لَّدُنكَ سُلْطَاناً نَّصِيراً)(17).
روى الحاكم الحسكاني باسناده عن عبدالله بن عباس في قوله تعالى (وَقُل رَّبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْق وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْق وَاجْعَل لِّي مِن لَّدُنكَ سُلْطَاناً نَّصِيراً)قال ابن عباس: «والله لقد استجاب الله لنبينا دعاءه فاعطاه علي بن أبي طالب سلطاناً ينصره على اعدائه»(18).
(وَقُلْ جَاء الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً)(19).
روى الحاكم الحسكاني باسناده عن أبي هريرة قال: «قال لي جابر بن عبدالله دخلنا مع النبي مكة وفي البيت وحوله ثلاث مائة وستون صنماً يعبد من دون الله، فأمر بها رسول الله فالقيت كلها لوجهها وكان على البيت صنم طويل يقال له هبل، فنظر رسول الله إلى أميرالمؤمنين وقال له: يا علي تركب علي أو اركب عليك لألقى هبل عن ظهر الكعبة؟ قال علي قلت: يا رسول الله بل تركبني، فلما جلس على ظهري لم استطع حمله لثقل الرسالة، فقلت: يا رسول الله بل أركبك فضحك ونزل فطأطأ لي ظهره واستويت عليه، فو الذي فلق الحبة وبرأ النسمة لو أردت ان ألمس السماء لمسستها بيدي، فألقيت هبل عن ظهر الكعبة فأنزل الله تعالى: (وَقُلْ جَاء الْحَقُّ) يعني قول: لا اله الاّ الله محمّد رسول الله، (وَزَهَقَ الْبَاطِلُ)يعني وذهب عبادة الأصنام، (إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً) يعني ذاهباً، ثم دخل البيت فصلى فيه ركعتين»(20).
(وَلَقَدْ صَرَّفْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِن كُلِّ مَثَل فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلاَّ كُفُوراً)(21).
روى الحاكم الحسكاني باسناده عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر محمّد ابن علي بن الحسين في قوله: (فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلاَّ كُفُوراً) قال: «بولاية علي يوم اقامه رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم»(22).
وروى باسناده عن جابر قال: قال أبو جعفر: قال الله: (وَلَقَدْ صَرَّفْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ) يعني لقد ذكرنا علياً في كل آية فأبوا ولاية علي(23) (وَمَا يَزِيدُهُمْ إِلاَّ نُفُوراً).
(1) سورة الاسراء: 26.
(2) الدر المنثور ج4 ص177 وعن ابن عباس أيضاً، ورواه القندوزي ص119 والحاكم الحسكاني ج1 ص339 عن أبي سعيد.
(3) شواهد التنزيل ج1 ص339 ص340 رقم /469/472.
(4) ينابيع المودّة الباب التاسع والثلاثون ص119.
(5) جامع البيان (الطبري) ج15 ص72.
(6) سورة الاسراء: 57.
(7) شواهد التنزيل ج1 ص342 رقم /474.
(8) سورة الاسراء: 64.
(9) تاريخ بغداد ج3 ص289 رقم /1376، ورواه ابن عساكر ج2 ص226 رقم /731، والحسكاني ج1 ص347 وفرات الكوفي ص86 .
(10) ترجمة الامام علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق ج2 ص228 رقم /732 ورواه الخطيب ج3 ص290.
(11) شواهد التنزيل ج1 ص346 رقم 477.
(12) سورة الاسراء: 71.
(13 و 14) غاية المرام الباب الرابع والستون ص272.
(15) التفسير ج2 ص304 رقم /121.
(16) تفسير القمي ج2 ص23.
(17) سورة الاسراء: 80.
(18) شواهد التنزيل ج1 ص348 رقم /479، ورواه السيد البحراني في البرهان ج2 ص441 .
(19) سورة الاسراء: 81.
(20) شواهد التنزيل ج1 ص350 رقم /480، وانظر الخصائص للنسائي ص31.
(21) سورة الاسراء: 89.
(22) شواهد التنزيل ج2 ص352 رقم /482.
(23) المصدر ص353 رقم /483/484.