(سورة الأنبياء)
(وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلاَّ رِجَالا نُّوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ)(1).
روى البحراني عن الثعلبي عن جابر «لما نزلت هذه الآية قال علي عليه السّلام: نحن أهل الذكر»(2).
وروى باسناده عن السدي قال: «كنت عند عمر بن الخطاب، إذ أقبل عليه كعب بن الأشرف ومالك بن الصيف وحي بن أخطب فقالوا: ان في كتابك (وَجَنَّة عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ)(3) إذا كانت سعة جنة واحدة كسبع سماوات وسبع أرضين، فالجنان كلها يوم القيامة اين تكون؟ فقال عمر: لا أعلم. فبينما هم في ذلك اذ دخل علي عليه السّلام فقال أفي شيء كنتم؟ فألقى اليهودي المسألة عليه فقال لهم: أخبروني ان النهار إذا أقبل الليل أين يكون؟ قالوا له: في علم الله تعالى، فقال علي عليه السّلام كذلك الجنان تكون في علم الله. فجاء علي عليه السّلام إلى النبي وأخبره بذلك فنزل (فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ)»(4).
قال شرف الدين: وللذكر معنيان، النبي صلّى الله عليه وآله، فقد سمي ذكرا لقوله تعالى (ذِكْراً * رَّسُولاً)، والقرآن لقوله (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) وهم صلوات الله عليهم أهل القرآن وأهل النبي صلّى الله عليه وآله»(5).
(إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُم مِّنَّا الْحُسْنَى أُوْلَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ)(6).
روى الحاكم الحسكاني باسناده عن جعفر بن محمّد عن أبيه عن آبائه عن علي قال: قال لي رسول الله: يا علي فيكم نزلت هذه الآية: (إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُم مِّنَّا الْحُسْنَى أُوْلَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ)(7).
روى السيد شهاب الدين أحمد باسناده عن أبي سعيد «في قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُم مِّنَّا الْحُسْنَى) قال علي بن أبي طالب عليه السّلام: أنا منهم(8).
(1) سورة الانبياء: 7.
(2) غاية المرام الباب الرابع الثلاثون ص240.
(3) سورة آل عمران: 133.
(4) غاية المرام الباب الرابع والثلاثون ص240.
(5) تأويل الآيات الظاهرة ص176 مخطوط.
(6) سورة الانبياء: 101.
(7) شواهد التنزيل ج1 ص384 رقم /528.
(8) توضيح الدلائل في تصحيح الفضائل ص322.