(سورة إبراهيم)
(أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرة طَيِّبَة أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء * تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِين بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ)(1).
روى الحاكم النيسابوري باسناده عن ميناء بن أبي ميناء مولى عبد الرحمن عوف قال: «خذوا عني قبل أن تشاب الأحاديث بالاباطيل، سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول: أنا الشجرة وفاطمة فرعهاوعلي لقاحها، والحسن والحسين ثمراتها، وشيعتنا ورقها، وأصل الشجرة في جنة عدن، وسائر ذلك في سائر الجنة»(2).
وروى الحاكم الحسكاني باسناده عن سلام الخثعمي قال: «دخلت على أبي جعفر محمّد بن علي عليه السّلام فقلت: يا ابن رسول الله قول الله تعالى: (أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء) قال يا سلام، الشجرة محمّد، والفرع علي أميرالمؤمنين والثمر الحسن والحسين، والغصن فاطمة، وشعب ذلك الغصن الأئمة من ولد فاطمة والورق شيعتنا ومحبونا أهل البيت، فإذا مات من شيعتنا رجل تناثر من الشجرة ورقة، فإذا ولد لمحبينا مولود إخضّر مكان تلك الورقة ورقة، فقلت: يا ابن رسول الله قول الله تعالى: (تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِين بِإِذْنِ رَبِّهَا) ما يعني؟ قال: يعني الأئمة تفتي شيعتهم في الحلال والحرام في كل حج وعمرة».
وروى عن أبي جعفر قال: «مثلنا أهل البيت كمثل شجرة قائمة على ساق، من تعلّق بغصن من أغصانها كان من أهلها، قلت: من الساق؟ قال علي»(3).
(يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللّهُ مَا يَشَاء)(4).
روى الحاكم الحسكاني باسناده عن ابن عباس في قوله تعالى: (يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ) قال: «بولاية علي بن أبي طالب»(5).
وروى العياشي باسناده عن أبي عبدالله عليه السّلام قال: ان الشيطان ليأتي الرجل من اوليائنا [فيأتيه] عند موته، يأتيه عن يمينه وعن يساره ليصدّه عمّا هو عليه. فيأبى الله له ذلك. وكذلك قال الله (يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ)(6).
اقول: روى البحراني في تفسير هذه الآية من طريق العامة حديثاً واحداً ومن الخاصة تسعة أحاديث.
(أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُواْ نِعْمَةَ اللّهِ كُفْراً وَأَحَلُّواْ قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ)(7).
روى البحراني باسناده عن عمرو بن مرة قال: «قال ابن عباس لعمر يا أميرالمؤمنين هذه الآية (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُواْ نِعْمَةَ اللّهِ كُفْراً وَأَحَلُّواْ قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ) قال: هما الأفجران من قريش اخوالي واعمامك، فأما اخوالي فاستأصلهم الله يوم بدر، وأما اعمامك فاملى الله لهم إلى حين»(8).
وروى باسناده عن المشرف عن علي بن أبي طالب في قوله (وَأَحَلُّواْ قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ) قال: «هما الأفجران من قريش بنوا امية وبنو المغيرة»(9).
وروى باسناده عن الأصبغ بن نباته قال: قال أميرالمؤمنين في قوله (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُواْ نِعْمَةَ اللّهِ كُفْراً) قال: «نحن النعمة التي انعم الله بها على العباد»(10).
(وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِناً وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الأَصْنَامَ)(11).
روى الحافظ ابن المغازلي باسناده عن عبدالله بن مسعود، قال: «قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم أنا دعوة أبي إبراهيم، قلنا: يا رسول الله وكيف صرت دعوة ابيك إبراهيم؟ قال: اوحى الله عزّوجل إلى إبراهيم: (إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً)فاستخف إبراهيم الفرح قال: يا رب ومن ذرّيتي أئمة مثلي؟ فاوحى الله إليه ان يا إبراهيم اني لا اعطيك عهداً لا أفي لك به، قال: يا رب، ما العهد الذي لا تفي لي به؟ قال: لا اعطيك لظالم من ذرّيتك، قال إبراهيم عندها: (وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الأَصْنَامَ * رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيراً مِّنَ النَّاسِ).
قال النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم: فانتهت الدعوة إلي والى علي، لم يسجد أحد منا لصنم قط، فاتخذني الله نبياً واتخذ علياً وصياً»(12).
قال ابن حجر الهيتمي: «يقال فيه كرم الله وجهه، لما قيل انه لم يعبد صنماً قط»(13).
(1) سورة إبراهيم: 24ـ25.
(2) المستدرك على الصحيحين ج3 ص160، ورواه الذهبي في تلخيصه، والحاكم الحسكاني ج1 ص313.
(3) شواهد التنزيل ج1 ص311 ص312 رقم /428/429.
(4) سورة إبراهيم: 27.
(5) شواهد التنزيل ج1 ص314 رقم /434، ورواه الحبري في ما نزل من القرآن في أهل البيت ص65، والسيد البحراني في البرهان في تفسير القرآن ج2 ص310 رقم /12.
(6) التفسير ج2 ص225 رقم /16.
(7) سورة إبراهيم: 28.
(8 و 9) غاية المرام الباب الثامن والخمسون ص356 ص357.
(10) نفس المصدر السابق.
(11) سورة إبراهيم: 35.
(12) مناقب علي بن أبي طالب ص276 رقم /322.
(13) الصواعق المحرقة ص72.