دلالة الحديث
يعتبر حديث سدّ الأبواب من أحسن الأدلة على إمامة أمير المؤمنين عليه الصلاة والسّلام بعد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم مباشرةً، وذلك لورود هذا الحديث بأسانيد صحيحة عند أحمد والترمذي والنسائي والحاكم وغيرهم، ولا مجال للمناقشة في سنده بعد ذلك وبعد اعتراف غير واحد من الأئمة بصحّته… ولوضوح دلالته على أفضلية أمير المؤمنين من غيره من وجوه:
أمّا أوّلاً: فلأنّ سدّ أبواب غيره وإبقاء بابه مفتوحاً كان بأمر من الله عزّ وجل، ولو لا دلالته على الأفضلية لما وقع الاعتراض ممّن اعترض، ولما اضطرّ رسول الله لأن يحلف قائلاً: «والله ما سددت شيئاً ولا فتحته ولكن أمرت بشيء فاتّبعته» أخرجه جماعة وقال الحاكم: «هذا حديثٌ صحيح الإسناد» بل في بعض الألفاظ نسبة السدّ إلى الله قال: «ولكنّ الله سدّها».
وأمّا ثانياً: فلأنّه يدل على المساواة بينه وبين النبي صلّى الله عليه وآله في بعض الأحكام الشرعيّة، وهذا من خصائصه الدالّة على أفضليته، قال رسول الله له: «لا يحلّ لأحد أن يجنب في هذا المسجد غيري وغيرك» أخرجه الترمذي.
وأمّا ثالثاً: فلأنّه يدلُّ على المساواة بينه وبين هارون، وأيضاً: المساواة بين ولده وولد هارون، وهذا يقضى أفضليته من سائر أصحاب رسول الله مطلقاً.
وأمّا رابعاً: فلأنّ بعض أصحاب النبي تمنّى أن تكون هذه المنزلة له، كعبد الله ابن عمر، الذي روى عنه ذلك أحمد بن حنبل بسند معتبر.
وأمّا خامساً: فلأن بعضهم استدل به على أفضليته عليه السلام، قال ابن عمر: «أمّا علي، فلا تسأل عنه أحداً وانظر إلى منزلته من رسول الله، قد سدّ أبوابنا في المسجد وأقر بابه» أخرجه النسائي بسند صحيح.
وإن شئت تفصيل الكلام فيه والتحقيق حول حديث خوخة أبي بكر فارجع إلى كتاب (الرسائل العشر ـ الرسالة السابعة) للسيد علي الحسيني الميلاني.
Menu