دلالة الأحاديث
والبحث في علم أميرالمؤمنين عليه السّلام ودلالة الأحاديث المذكورة وغيرها كثير جدّاً، ونحن نكتفي ببعض الكلام حول عمدة تلك الأحاديث وهو قوله صلّى الله عليه وآله وسلّم: «أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد المدينة فليأتها من بابها».
وحديث مدينة العلم الذي هو من أشهر الأحاديث المعتبرة، وقد نصَّ على صحّته أئمة الحديث وأعلام الرواية، كيحيى بن معين وابن جرير الطبري والحاكم النيسابوري وأمثالهم، وأفتى آخرون بحسنه، كالحافظ ابن حجر العسقلاني والسيوطي والسخاوي والسمهودي والزركشي والعلائي وأمثالهم… دليل آخر من أدلّة امامة أمير المؤمنين عليه الصلاة والسّلام .
فهو يدلُّ على عصمة أمير المؤمنين، وعلى أعلميته من سائر الصحابة أجمعين، وعلى وجوب الرجوع إليه والأخذ منه على جميع المسلمين، وعلى احتياجهم اليه واستغنائه عليه السلام… وعلى الجملة، فقد كنّى النبي صلّى الله عليه وآله عن نفسه بالمدينة وأخبر أن الوصول إلى علمه من جهة علي فقط، ثم أمر الاُمة بالتوجّه والرجوع إليه، وفي هذا الأمر دلالة على الاعلمية والعصمة، لأن من ليس بمعصوم يصحّ منه وقوع القبيح والخطأ، وقد رأينا كيف اضطرّوا إلى الرجوع اليه ولم نجد مورداً واحداً احتياج إلى أحدهم فيه… وهل الإمام إلاّ ذاك؟
لكنَّ من القوم من يحاول التشكيك في ثبوت الحديث أو المناقشة في دلالاته، لكنّها محاولة فاشلة وجهود عابثة .
ومن أراد الوقوف على كلّ ذلك بالتفصيل فليرجع إلى الأجزاء 10 ـ 12 من كتاب (نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار في امامة الأئمة الأطهار).
Menu