النظر الى علي عبادة
روى الحاكم النيسابوري باسناده عن عمران بن حصين قال: «قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: النظر إلى علي عبادة»(1).
وروى باسناده عن عبدالله بن مسعود قال: «قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: النظر إلى وجه عليّ عبادة»(2).
روى محب الدين الطبري باسناده عن عائشة قالت: «رأيت أبا بكر يكثر النظر إلى وجه علي، فقلت: يا ابه، رأيتك تكثر النظر إلى وجه علي، فقال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول: النظر إلى وجه علي عبادة»(3).
وروى الحمويني باسناده عن أبي سعيد، قال: «قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: النظر إلى وجه علي بن أبي طالب عبادة»(4).
وروى عن ثوبان، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: «النظر إلى البيت عبادة والنظر إلى وجه علي عبادة»(5).
وروى ابن المغازلي باسناده عن عائشة: «ان النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم قال: النظر إلى وجه علي عبادة»(6).
وروى الخطيب بأسناده عن أبي هريرة قال: «رأيت معاذ بن جبل يديم النظر إلى علي بن أبي طالب فقلت: ما لك تديم النظر إلى علي كأنك لم تره، فقال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول: النظر إلى وجه علي عبادة»(7).
قال أبو الحسن الخطابي: معناه ـ والله اعلم ـ أن النظر إلى علي كرم الله وجهه يدعو إلى ذكر الله، لما يتوسم فيه من نور الإسلام، ولما يرى عليه بهجة الايمان، ولما يتبين فيه من أثر السجود وسيماء الخشوع، وبذلك نعته الله فيمن معه من صحابة الرسول، فقال: (سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ)(8).
وروى محب الدين الطبري، باسناده عن جابر رضي الله عنه قال: «قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم لعلي: عد عمران بن الحصين فانه مريض، فأتاه وعنده معاذ وأبو هريرة فاقبل عمران يحد النظر إلى علي عليه السّلام فقال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول: النظر إلى علي عبادة، قال معاذ وأنا سمعته من رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وقال أبو هريرة: وأنا سمعته من رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم»(9).
وروى الخوارزمي باسناده عن محمّد بن عمران بن حصين أبي نجيد، حدّثني أبي عن أبيه عن جده قال: «مرض عمران بن حصين مرضة له، فدخل رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فقال: اني لآيس عليك من شدة علتك، فقال له: لا تفعل ذلك بأبي أنت وأمي، فان أحب ذلك الي أحبه إلى الله، فوضع رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يده على رأسه ثم قال له: لا بأس عليك يا عمران، فعوفي عمران من تلك العلة، وانصرف رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فأتاه علي بن أبي طالب عليه السّلام فقال له النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم: أعدت أخاك عمران بن حصين؟ قال: لا ولم اعلم، قال: عزمت عليك لما لم تقعد حتى تأتيه فلما قصد إلى عمران نظر عمران اليه فلم يصرف بصره عنه حتى جلس بين يديه، فاهوى اليه، ثم قام منصرفاً فاتبعه بصره حتى غاب عنه، فقال له اصحابه: لقد رأيناك صنعت شيئاً ما صنعته قط، قال: نعم، سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول: النظر إلى علي عبادة»(10).
روى الكنجي باسناده عن عبدالله قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: «النظر إلى علي عبادة». ثم علق على ذلك بقوله: انه ابن عم الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم، وزوج البتول عليها السّلام ووالد السبطين الحسن والحسين عليهم السلام، وأخو الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم ووصيه، وباب علمه، والمبلغ عنه، والمجاهد بين يديه والذاب عنه، والمجلى الكرب والهموم عنه، والباذل نفسه لله تعالى ولرسوله، لنصرة دين الله، وداعي الناس إلى دار السلام، ومعرفة العزيز العلام، ويدل على فضل النظر اليه على فضل النظر إلى الكعبة ما جاء في الحديث أن النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم وقف حيال الكعبة وقال: «ما اجلك وما اشرفك وما اعظمك عند الله عزّوجل، والمؤمن عند الله عزّوجل اعظم وأشرف منك عليه».
وهذا يدل على أن النظر إلى وجه علي عليه السّلام أفضل من النظر إلى الكعبة»(11).
وروى عن أبي ذر، قال: «قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: مثل علي فيكم، أو قال: في هذه الأمة: كمثل الكعبة المستورة، النظر اليها عبادة والحج اليها فريضة… ان النظر إلى وجهه يدعو إلى ذكر الله تعالى لما يتوسم فيه من بهجة الايمان، ولما تبين فيه أثر السجود وسيماء الخشوع.
قلت: وبهذا نعته الله فيمن معه من صحابة الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم فقال تعالى: (سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ)»(12).
(1) المستدرك على الصحيحين ج3 ص141، ورواه ابن عساكر في ترجمة الإمام علي بن أبي طالب من تاريخ مدينة دمشق ج2 ص398، والوصابي في أسنى المطالب الباب الثاني عشر ص75، والبدخشي في نزل الأبرار ص39.
(2) المصدر، ص142، ورواه ابن عساكر في ج2 ص395 وابن حجر في الصواعق المحرقة ص73 الحديث 15، والمتقي في منتخب كنز العمال بهامش مسند أحمد ج5 ص30 عن عائشة والوصابي في أسنى المطالب الباب الثاني عشر ص75.
(3) الرياض النضرة ج3 ص250، ورواه ابن عساكر ج2 ص391.
(4) فرائد السمطين ج1 ص181.
(5) المصدر ص182.
(6) المناقب ص207 الحديث 245، ورواه ابن عساكر في ج2 ص405، والوصابي في أسنى المطالب الباب الثاني عشر ص76 والبدخشي في مفتاح النجاء ص75.
(7) تاريخ بغداد ج2 ص51.
(8) ترجمة الإمام علي بن أبي طالب من تاريخ مدينة دمشق ج2 ص407. سورة الفتح: 29.
(9) الرياض النضرة ج3 ص252، ورواه الهيثمي في مجمع الزوائد، ج9 ص119، والسيد شهاب الدين أحمد في توضيح الدلائل في تصحيح الفضائل ص502.
(10) المناقب الفصل الثالث والعشرون ص260، ورواه ابن عساكر في ج2 ص399 الحديث 899.
(11) كفاية الطالب ص160.
(12) المصدر ص161.