البابُ التاسِع وَالثَلاَثُون
الأئمّة الأثناء عشر أوصياء رسول الله (ص)
الإمام الثَالِث
الحسين بن علي (عليهما السلام)
1 ـ ولادة الحسين.
2 ـ فضائل الحسين على لسان رسول الله.
3 ـ فضائل الحسين على لسان الصحابة.
4 ـ كرم الحسين.
5 ـ مناقبه.
6 ـ عبادته.
7 ـ إخبار النبي (ص) بقتل الحسين، ويوم قتله، ومحل دفنه.
8 ـ إخبار أمير المؤمنين علي بن أبي طالب بقتل الحسين في كربلاء.
9 ـ مسير الحسين من المدينة إلى مكة، ومنها إلى كربلاء.
10 ـ ما روي عن الأئمة الأثني عشر في شهادة الحسين وقتله.
11 ـ مآتم الحسين.
12 ـ الآيات التي ظهرت بعد قتل الحسين.
13 ـ عقوبة قاتلي الحسين.
ولادة الحسين
قال محمّد بن طلحة الشافعي: «ولد بالمدينة لخمس(1) خلون من شعبان سنة أربع من الهجرة، وكانت والدته الطهر البتول فاطمة عليها السّلام علقت به بعد أن ولدت أخاه الحسن بخمسين ليلة، هكذا صح النقل. فلم يكن بينه وبين أخيه سوى هذه المدة المذكورة ومدة الحمل، ولما ولد علم النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم به أخذه وأذن في اُذنه، قيل: أذن في أذنه اليمنى وأقام في أذنه اليسرى.
والصحيح أنه ولد لستة أشهر، وفيه أنزل الله تعالى(2) (وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلاَثُونَ شَهْراً)(3).
قال محب الدين الطبري: «قال ابن الدارع في كتاب مواليد أهل البيت: لم يكن بينهما إلا حمل البطن، وكان مدة حمل البطن ستة أشهر، وقال: لم يولد مولود قط لستة اشهر فعاش، الاّ الحسين وعيسى بن مريم عليهما السلام»(4).
قال ابن عبد البر: «روى جعفر بن محمّد عن أبيه قال: لم يكن بين الحسن والحسين إلا طهر واحد»(5).
قال ابن الصباغ المالكي: «واستبشر به صلى الله عليه وآله وسماه حسيناً وعق عنه صلّى الله عليه وآله كبشاً، وقال لاُمّه: احلقي رأسه وتصدّقي بوزنه فضة وافعلي به كما فعلت بأخيه الحسن»(6).
قال الشبلنجي: «وحنكه صلّى الله عليه وآله وسلّم بريقه، وأذن في أذنه وتفل في فمه ودعا له وسماه حسيناً يوم السابع»(7).
وروى الحاكم النيسابوري باسناده عن محمّد بن علي بن الحسين عن أبيه عن جده علي بن أبي طالب عليه السّلام قال: «عق رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم عن الحسين بشاة وقال: يا فاطمة احلقي رأسه وتصدّقي بزنة شعره، فوزنّاه فكان وزنه درهماً»(8).
روى الحمويني باسناده عن ابن عباس: «فلما ولد الحسين بن علي عليهما السّلام ـ وكان مولده عشية الخميس ليلة الجمعة ـ أوحى الله عزّوجل إلى مالك خازن النار أن أخمد النيران على أهلها لكرامة مولود ولد لمحمّد في دار الدنيا»(9).
قال سبط ابن الجوزي: «وكنيته أبو عبد الله، ويلقب بالسيد، والوفي والولي، والمبارك، والسبط، وشهيد كربلاء»(10).
وروى ابن قولويه باسناده عن أبي عبدالله عليه السّلام… «لم يرضع الحسين من فاطمة ولا من أنثى، لكنه كان يؤتي به النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم فيضع ابهامه في فيه فيمص منها ما يكفيه اليومين والثلاثة، فنبت لحم الحسين عليه السّلام من لحم رسول الله صلّى الله عليه وآله، ودمه من دمه، ولم يولد مولود لستة أشهر الاّ عيسى بن مريم والحسين بن علي صلوات الله عليهم»(11).
(1) قال الشيخ الطوسي: «في اليوم الثالث منه ولد الحسين بن علي عليهما السّلام، وهو يوافق التوقيع الشريف» (مصباح المتهجد).
(2) مطالب السؤول ص180.
(3) سورة الاحقاف: 15.
(4) ذخائر العقبى ص118.
(5) الإستيعاب ج1 ص393.
(6) الفصول المهمة ص170.
(7) نور الأبصار ص146.
(8) المستدرك على الصحيحين ج4 ص237.
(9) فرائد السمطين ج2 ص152.
(10) تذكرة الخواص ص232.
(11) كامل الزيارات ص57.