مناقب الحسين
روى ابن سعد بإسناده عن عبدالله عن أبيه قال: «مرّ حسين بن علي على ابن مطيع وهو ببئره قد أنبطها، فنزل حسين عن راحلته فاحتمله ابن مطيع احتمالا حتى وضعه على سريره، ثم قال: بأبي وأمي أمسك علينا نفسك، فو الله لئن قتلوك ليتخذنا هؤلاء القوم عبيداً»(1).
وروى بإسناده عن أبي عون قال: «لما خرج حسين بن علي من المدينة يريد مكة مر بابن مطيع وهو يحفر بئره فقال له: أين فداك أبي وأمي؟ قال: أردت مكّة… وذكر له أنه كتب اليه شيعته بها فقال له ابن مطيع: أين فداك أبي وأمي متّعنا بنفسك ولا تسر اليهم، فأبى حسين فقال له ابن مطيع: ان بئري هذه قد رشحتها وهذا اليوم أوان ما خرج الينا في الدلو شيء من مات، فلو دعوت الله لنا فيها بالبركة. قال: هات من مائها، فأتى من مائها في الدلو فشرب منه ثم تمضمض ثم رده في البئر فأعذب وأمهى»(2).
وروى ابن عساكر بإسناده عن أبي بكر بن محمّد بن عمرو بن حزم قال: «مر الحسين بمساكين يأكلون في الصفة فقالوا: الغداء فنزل وقال: «إن الله لا يحبُ المتكبرين» فتغدى معهم، ثم قال لهم: قد أجبتكم فأجيبوني، قالوا: نعم. فمضى بهم إلى منزله فقال للرباب: اخرجي ما كنت تدخرين»(3).
قال البدخشي: وروي ان غلاماً له جنى، فأمر به ان يضرب فقال: يا مولاي (وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ)(4) قال: خلوا عنه فقال: يا مولاي (وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ)قال: قد عفوت عنك، قال: يا مولاي (وَاللّهُ يُحِبُّ الُْمحْسِنِينَ) قال: أنت حرٌ لوجه الله ولك ضعف ما كنت اعطيك(5).
(1) الطبقات الكبرى ج5 ص107.
(2) المصدر، ورواه ابن عساكر في ترجمة الإمام الحسين من تاريخ مدينة دمشق ص155 رقم 201.
(3) ترجمة الحسين من تاريخ مدينة دمشق ص151 رقم 196، ورواه الخوارزمي في مقتل الحسين ج1 ص155 وابن سعد في الطبقات ج5 ص107.
(4) سورة آل عمران: 134.
(5) مفتاح النجاء ص198.